الرائدة في صحافة الموبايل

نزار بركة.. ” الدق والسكات” خلال التحالفات

أحمد المهداوي

ليس صدفة أن يكون نزار بركة، الأمين العام لحزب الإستقلال، سياسياً يمتلك أسلوب تواصل رصين استطاع من خلاله تقديم خطاب سياسي بعيد عن العدوانية والخصومة، فذلك راجع لكونه نموذج خالص لتربية أصيلة في بيت أول هيئة سياسية وطنية لها ما يُناهز ثمانية عقود من التواجد في الساحة الساسية.

ففي الوقت الذي سقطت فيه خطابات كل من عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ونبيل بنعبد اللّٰه، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في فخ الاندفاعية وخلق جو من العداء مع عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، استطاع نزار بركة، في مقابل ذلك، تدبير “الخصومة السياسية” بطريقة معقلنة تمتاز بالهدوء والذكاء ولم يخض بضأي صراع مباشر، ما يُمكن تسميته، حسب المثل الدارج، (الدقّ والسّكات).

نزار بركة الذي نشأ وترعرع في كنف أسرة عريقة، فجده، من أمه، هو الزعيم علال الفاسي، التحق بحزب الإستقلال في 1981، ثم تدرج في عدد من المسؤوليات داخل الحزب، بدءً من انتخابه عضواً بالمجلس الوطني سنة 1989، ثم اللجنة المركزية سنة 1998، قبل أن يصبح عضواً باللجنة التنفيذية للحزب منذ 2003، إلى أن إنتُخِب في 7 أكتوبر 2017 أميناً عاماً لحزب الإستقلال ب 924 صوت خلفاً لحميد شباط الذي حصل على 230 صوتا.

وهو ذاته، الذي عينه الملك عضواً بلجنة ابن رشد لتقوية التعاون بين المغرب وإسبانيا في 5 يناير، كما أنه عضو مؤسس للرابطة المهنية للتفكير والتوجيه، وعضو المجلس الإداري للجمعية المغربية للعلوم الاقتصادية.

إضافة إلى كون نزار بركة سبق وأن شغل منصب وزير الإقتصاد والمالية في حكومة بنكيران منذ 3 يناير 2012 حتى 9 يوليو 2013، وقد اختارته مجلة “ذي بانكر” التابعة لمجموعة فاينانشال تايمز كأفضل وزير للمالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سنة 2012.

كل هذا، جعل من الأمين العام لحزب الإستقلال، وجه له حضور قويّ ومؤثر داخل الساحة السياسية في المغرب، ومكّنته دُربته السياسية ونُضج خطابه، من ضمان حضور حزب الإستقلال، اليوم، بشكل مشرف ومريح خلال فترة التحالفات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد