الرائدة في صحافة الموبايل

تداعيات نتائج الانتخابات الأخيرة على علاقة البيجيدي بذراعه الدعوي

عبد الهادي مرجان

يرتبط حزب العدالة والتنمية بالحركة الإسلامية وخصوصا بحركة الإصلاح والتوحيد ارتباطا وثيقا، يصل حد الاتحاد في أحايين كثيرة .مما يجعل أغلبية المتابعين يجدون صعوبة في التمييز بين الحزب والحركة ويعتبرونهما شيئا واحدا.

وذلك راجع إلى عدة أسباب أهمها : إزدواجية المهام فأغلبية أعضاء الحركة يمارسون نشاطات حزبية، وهو ما يعمق صعوبة التمييز بين الشقين الدعوي والحزبي. زد على ذلك مشاركة أعضاء الحركة في الحملات الانتخابية، بالإضافة إلى تراجع الدور الدعوي للحركة أمام هيمنة الحزب.

ومنذ تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم بترأس الحكومة والهيمنة على جل المناصب، سواء بالبرلمان أو المجالس الجهوية والإقليمية وحتى الجماعية، انقلبت علاقة الحزب بذراعه الدعوي من علاقة وِدٌٍ واتحاد، إلى علاقة اصطدام وفصام.

فأعضاء الحزب ذي المرجعية (الإسلامية) قبل ولوج معترك السياسة قبلوا بقواعدها، ولكن الأنصار ظلوا دائما ينظرون إليهم بنظرة الدعوة.
ولعل ما حدث مع ماء العينين و يتيم والهزة التي لحقت الحزب جراء ذلك خير شاهد.

و مازاد الطين بلة بعض القرارات التي مُرٌِرَتْ في عهد سعد الدين العثماني والتي تتنافى مع مرجعية الحزب، كالتطبيع و تقنين استعمال القنب الهندي والتي جعلت قيادات الحزب في تناقض صارخ، فرأينا العثماني يوقع اتفاقية التطبيع من جهة بصفته السياسية المتمثلة في رئاسة الحكومة، ويستقبل اسماعيل هنية بصفته الدعوية من جهة أخرى.

كل هذا كان له الوقع الكبير على الحزب داخليا وما نتج عنه من انشقاقات بالجملة، وأيضا خارجيا حيث تعرض للتصويت العقابي من طرف الأنصار والمتعاطفين والذين أحسوا بالخذلان وخيبة الأمل اتجاه الحزب. ولعل حصيلة الحزب في الاستحقاقات الأخيرة والمتمثلة في 13 مقعدٍ تلخص كل شيء.

خلاصة القول إن حزب العدالة والتنمية دخل في أزمة حقيقة، أزمة فكرية أكثر منها سياسية، ولن يخرج منها إلا إذا تم فتح نقاش حول العلاقة بين الشق الدعوي والسياسي، ولم لا الفصل بينهما و هو ماسيكون له الأثر لا محالة على مرجعية الحزب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد