الرائدة في صحافة الموبايل

عندما تنحرف السلطة نحو التسلط..

نافع وديع


يعتبر مفهوم السلطة من المفاهيم الفلسفية الأكثر تعقيدا.. فأي تساؤل حول السلطة يحيلنا على معنى المفهوم ودلالته، فكلمة “سلطة” Autorite مشتقة من الكلمة اللاتينية Auctor التي تعني الشخص الذي ينشئ شيئا ما ويرعاه وينميه.

وكلمة Auctoritas تعبر عن قوة الإنشاء والرعاية والتنمية، أي أن الإنسان عندما ينشئ رابط مع شيئا ما، فهو يرغب في دوامه وإستمراره .وهذا ما نطلق عليه “وهم السلطة ” الذي يرادف “وهم الزمن ” الذي يصور لصاحب السلطة أن سلطته ستدوم للأبد وأنها غير مهددة بعوامل التغيير وتبدلات الزمن. فهذا الوهم هو ما يجعل السلطوي تسلطيا، إقصائيا ومهيمنا.

فالسلطة كما نظر إليها أغلب الفلاسفة هي ممارسة الغلبة أي أنها أساسا إستبدادية تقوم على الإخضاع والقمع .

وبهذا المعنى يصبح السياسي السلطوي شخصا قهريا، يقسم الناس لقسمين فئة قاهرة وأخرى مقهورة، فيعيد إنتاج نفس النظام الذي يكرر نفسه منذ قرون من الزمن.

وإنطلاقا من فرضية إمكانية تحول السلطة إلى تسلط، بادرت الدول الديموقراطية إلى سن دساتير تفصل بين السلط، وإلى تشجيع مجتمع مدني يقظ ومرافع عن قضاياه الأساسية، فأصبحت السلطة في دول الديموقراطية مأنسنة وإنسانية وإستمرت في دولنا سلطة الغلبة والتسلط والقهر.

فالسلطة في صورتها الحقيقية، قوية دون عنف، باقية دون قسر، وناجعة بدون زجر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد