الرائدة في صحافة الموبايل

“أميرة الريف”إيمان تيفيور.. تتحدى الأعراف لتحلق بعيدا في سماء الأغنية المغربية

حاورتها مليكة أوشريف

لم تكن انطلاقة إيمان تيفيور بالسهلة كونها تنحدر من وسط محافظ كان يعاب فيه على المرأة خروجها من البيت إلا للضرورة القصوى في منطقة الريف شمال شرقي المغرب، حيث رأت فنانتنا النور بمدينة بن الطيب إقليم الناظور.

بدأت الغناء منذ نعومة أظافرها، ومسكت المايكرفون وهي لاتتجاوز العشر سنوات، من خلال المشاركة في الحفلات المدرسية، لتكبر ومعها موهبتها الغنائية.

ولجت إيمان بوسنان (تيفيور) المجال الفني سنة 2003 بشكل احترافي أثمر عن أعمال فنية، لتتوالى بعدها المشاركات في مختلف التظاهرات الفنية والمهرجانات المحلية، الوطنية والدولية، كمهرجان موازين سنة 2014، مهرجان الموسيقى الروحية بفاس، مهرجان أصوات نسائية بتطوان، مهرجان وليلي بمكناس، كما شاركت بحفلات بكل من بلجيكا، هولاندا وإسبانيا.

وخلال حوار معها هصت به جريدتنا “دنا بريس ” أكدت “الفنانة إيمان تيفيور”أن الموسيقى جزء لا يتجزأ من كيانها، تتنفس بأنغامها، وتحيى على إيقاعها، راسمة ملامح شخصيها.

ولأن الموسقى فن يمتزج مع كل الألوان، اختارت إيمان أب الفنون لتطل على جمهورها من خلال مسرحية “ثازيري”سنة 2019 رفقة جمعية الريف للمسرح بالحسيمة، تلتها تجربة فريدة على حد تعبيرها وساهمت في أن يراها الجمهور بشكل مختلف، وهي مسرحية “شاطارا ” من إخراج المخرج  المبدع والرائع أمين ناسور، و هو عمل آحتضنته جمعية “ثفسوين” بالحسيمة.. حيث رافقت فيه الممثلات بأداء غنائي.

ورغم موهبتها الربانية إلا أن الفنانة إيمان تيفيور تعمل بشكل مستمر على صقلها، متمنية أن تتمكن في المستقبل من تعميق مداركها بشكل أكاديمي.

ورغم أن المجتمع الريفي محافظ للغاية حيث كان ولازال دخول المرأة المجال الفني من الطابوهات، إلا أن أيمان كانت محظوظة بمساندة عائلتها لها وتشجيعهم لها منذ خطواتها الأولى في الفن، مما جعلها تصر على استكمال مسارها غير مبالية بنظرة المجتمع للمرأة الفنانة، وحب الناس كان الوقود الذي يحركها نحو تقديم الأفضل.

كما أن زوجها وشريك حياتها هو أكبر  وأهم داعم لها في مسارها الفني، اذ أكدت انها تتعلم منه الكثير دائما، كونه فنان له تجربة فنية كبيرة ورصيد فني مهم، لذا فهما يكملان بعضهما البعض.

ولأن النجاح لايخلو من عراقيل، أوضحت الفنانة إيمان أن مشكلة الإنتاج هي أول ما يعرقل مسيرة أي فنان، لأن إصدار أي عمل فهو يكلف الفنان، خاصة في غياب أي دعم يسانده من أجل تقديم فن راقي يلبي تطلعات الجمهور، لذا يتجه معظم الفنانين إلى إنتاج أعمالهم من مالهم الخاص.

وتوجت مسيرة الفنانة الشابة إيمان بثلاث ألبومات بالأمازيغية (الريفية)، ركزت فيها على التراث الفني الريفي وتقديمه في قالب عصري يواكب إيقاعات الموسيقى العالمية.

وأصدرت مؤخرا أغنية سينجل بعنوان “هاد الريف” تنضاف إلى قائمة أعمالها، دمجت من خلالها بين العربية الدارجة والريفية، كتب كلماتها كل من الدكتور طارق الربح ومحمد المكنوزي في الشق الأمازيغي.

واسترسلت .. “هذا الإختيار، كان دائما بمثابة حلم يراودني ورغبة في أن أستطيع تعريف وتقديم الأغنية الريفية للجمهور المغربي في كل ربوع المملكة وخصوصا لفئة كبيرة من الجمهور الذين لا يفهمون الريفية، ومن خلال المقطع المقدم بالعربية يمكن لهم أن يستمتعوا بالموسيقى”.

وتسعى الفنانة إيمان من خلال موسيقاها إلى إبصال رسالة حب وسلام، والعمل على الرقي بالأغنية “الريفية الأمازيغية” التي أصبحت لها حضور ولها القدرة على أن التنافس في الساحة الفنية المغربية بفضل اجتهاد الشباب الغيورين على موروثهم الثقافي، وتجديدها بما يناسب أذواق الجمهور داخل وخارج أرض الوطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد