الرائدة في صحافة الموبايل

يونس باعمي.. فنان يحمل مشعل الأغنية الأمازيغية بلمسة شبابية عصرية

حاورته مليكة أوشريف

بشغف وحب عانق الفنان “يونس باعمي” آلة الوتار وهو لا يتجاوز الرابعة عشر من عمره، فبأنامله الصغيرة عزف ألحان كبار فناني الأطلس المتوسط أمثال الفنان المبدع المرحوم محمد رويشة وغيره من رواد الأغنية الأمازيغية.

ففي سنة 1988 رأى الفنان الشاب يونس باعمي النور بمدينة خنيفرة بالأطلس المتوسط لأسرة أمازيغية تعشق الفن، فتولى خاله تدريبه على العزف و الغناء بالتوازي مع الدراسة.

وفي سن 19 شارك في أول مهرجان بمسقط رأسه (خنيفرة) سنة 2007 ، لتتوالى بعدها مشاركات أخرى في مهرجانات على صعيد الإقليم.

ففي سنة 2010 شارك يونس في سمفونية “فزاز ” التي نظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية فكان أصغر عازف على الة الوتر.

بعدما أكد خطاه في طريق الفن التحق بمجموعة الفنانة “الشريفة كرسيت” لمدة خمس سنوات صقل خلالها موهبته بشكل كبير .

لم يتردد يونس باعمي في النهل من كبار الفنانين من مختلف أنحاء الوطن، حتى استطاع صنع إسم له مكنه من مرافقة كبار الفنانات في عدة مهرجانات وحفلات وطنيا و دوليا ك فرنسا، البرتغال، النرويج، بلجيكا، الهند، والسنغال.

وقادته موهبته الفنية إلى الهند سنة 2015، حيث قام بتجربة الدمج الموسيقي مع مجموعة هندية لأول مرة، ثم بعدها عزف مع فرق أجنبيةأخرى إيطالية، سنغالية وكاميرونية، إضافة إلى فرق فلسطينية.

لأن الفن استمرارية كافح يونس باعمي من أجل أن ينتج أعمالا خاصة به تعاون فيها مع عدة فنانات ك سعيدة ثثريت، نعيمة كودا، فاطمة تاولكاديت، وكان هدفه خلق وتطوير الموسيقى الأمازيغية بما يتناسب وروح العصر بنغمة الوتر، في محاولته منه كسر النمطية وعدم اختزال الموسيقى الأمازيغية داخل قاعات الأعراس ومسارح المهرجانات.

لذا فضل الذهاب بموسيقاه نحو فضاءات أخرى، فكان أبو الفنون مستقرها، حيث قام بتأسيس فرقة مسرحية مكونة من ستة أشخاص بإسم”أراو نفزاز” سنة 2016 ، حيث تم مزج آلات الوتر ، الكمان، العود والدف، رفقة فنان فرنسي يعزف على العود، وحسب قوله “مازال العمل متواصلا على هذا المشروع”، كما قام بعمل موسيقى تصويرية للمسرحية الأمازيغية “تغنجة”.

وفي حوار له خص به جريدة “دنا بريس” أكد يونس باعمي أنه كان دائم الزيارة للراحل الفنان محمد رويشة، لأخذ النصح واكتشاف أسرار نجاحه وتألقه، متبعا خطاه في المجال لأنه ملهمه الأول، خاصة أن المرحوم رويشة كان أحد أهم فناني جيله على مستوى المغرب.

ورغم ما فرضته تداعيات كورونا، إلا أن “يونس باعمي” لم يتوقف عن العمل، فأصدر حديثا أغنية جديدة جمعته بالفنانة “سعيدة تثريت” بعنوان “الزين “تم تصويرها بطريقة الفيديو كليب بمنطقة أكلمام ازكزا الإيوكولوجية التي تعكس جمال منطقة الأطلس المتوسط الغنية بالتراث الأمازيغي، والذي حاول يونس باعمي توظيفه في الفيديو كليب، اذ ثمن الزي التقليدي للمرأة والزربية الأمازيغية، والخيام المرصعة (بالمزون)، التي زادها جمال المكان المحاط بشجر الأرز المعمر والشامخ، الذي يضلل على بحيرة الماء الصافية جمالا، ملامسا أنغام الوتر وحنجرة سعيدة تثريت الذهبية، يرجعه صوت الصدى، راسما لوحة فنية من الزمن الجميل لكن بعيون الشباب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد