الرائدة في صحافة الموبايل

محمد شكري.. ملاكٌ في زمن الأخطاء

أحمد المهداوي

مجنون الورد يمشي مُكبًّا على وجهه في زمن الأخطاء
يقتني من وجوه الشُّطَّار في السُّوق الدَّاخليَّة لروحه
ما يناسب أزمنة الورد والرَّماد،
ويعتصرُ شوقاً لملائكتيِّه المُشوَّهة التَّركيب،
يجرُّ خلف ظهره الذِّكريات الغرقى في بحر الشَّجن،
يتدثَّر من برد الكآبة بثوب الأمل المُهترئ البالي،
يتوسَّم في أحرفٍ شريدةٍ، طريدةٍ أن تقيه حرَّ التخلِّي
في زمن الأخطاء، والوعد، والوعيد

مجنون الورد يأكل من فُتات خبزٍ حافي،
يتجرَّعُ على مضضٍ الضَّنك من قِربِ الأسى
باحثاً عن هويَّته في زمنٍ بلا هويَّةٍ، ولا وطن
يُسامر العياء جسمهُ المتذرِّي بلحافِ السَّماء
من مدلهمَّات الخطوب المُثقلة كاهل الزَّمن،
يا صديقي، متعبٌ أنت يا ابن اللَّيل الشريد

فات الشَّيطان أن يكون من زُمرة الملائكة،
وتعفَّنت ملامحه ساعة الإحساس بالوهن
ها هو ذا الشَّيطانُ مُحلِّقٌ يجوب كلَّ أقطار الإبداع،
والخيال الموشوم على صفحات الزَّمن
يصيح أنا هنا، هنا أنا
حيٌّ، بذاكرتي بين الملائكة، والشَّياطين
ربَّما فاتني أن أكون ملاكا نقيَّ الصُّورة،
لكنَّني مخلَّدٌ هنا، وهنالك بالتَّأكيد….

إهداء إلى روح الكاتب، والرِّوائي المغربي محمد شكري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد