الرائدة في صحافة الموبايل

نادية الصبار.. أعياد الميلاد ليست “تورتة”وزينة و”بالونات “

على هامش ذكرى ميلادي الذي يتزامن والسابع عشر من شهر نونبر من كل سنة.. كتبت ما عنونته ب: أعياد الميلاد ليست “تورتة” وزينة و”بالونات “.

أعياد الميلاد اراها ك “السان فالنتاين” زائفة ومائعة، فليس من ثقافتنا الاحتفال بها أو الاحتفاء، وفي نظري المتواضع مثلها كمثل سائر الأيام، أو هي أقل من ذلك، نهاية حول حيث لا نعلم هل نحن باقون لغيره من الأحوال.


لكن الجميل فيها هي تلكم الإطلالات الباسمات والتبريكات والتهنئات، أما عدا ذلك فقد كان بالنسبة لي دائما فرصة للتأمل والتدبر في هذه الحياة الفانية التي منحناها قدرا فاق حجم السماء، وتقديرا للذات ربما جعلها تتجاوز الذات وتتفوق عليها فتتضخم ملء الكون؛ وقد لا يسع…

أعياد الميلاد بالنسبة لي وهذه نظرتي لها؛ “تراهات” أنجبتها الحضارة كما أنجبت وابلا من المناسبات بمناسبة وغير مناسبة، ونوع من المساحيق الكاذبة التي تعزز الأنانية وحب الذات.

أعياد الميلاد ليست “تورتة” وزينة و”بالونات ” وكثيرا من البهرجة والعجعجة خاوية الوفاض، وعصائر وصودا ومفرقعات… وصور للذكرى لا تذكرنا إلا ببؤسنا وكم تفكيرنا منحسر بمحطات عابرات في الزمان والمكان وتتكرر كل يوم ولحظة لدى زمرة من الرجال والنساء والأطفال؛ إن هنا أو هناك.

نادية الصبار ميرة نشر دنا بريس

أعياد الميلاد بالنسبة لي نوع من الطلاء لحقيقة وجوهر الحياة، لماذا نحن بهذه الحياة وما سر الحياة ولماذا نحتفل عند نهاية كل عام ولا نندب لأنه مر علينا عام كامل كانت فيه الخسائر والإخفاقات أكثر من الإنجازات إن كانت حقا هنالك منجزات؟!

لماذا نزغرد عند الولادة ونبكي ونلطم عند الممات، وبينهما نحتفي ما حيينا بعد كل عام… أي احتفال هذا وأي احتفاء؟!

لماذا علينا أن نضيء الشموع بليلة الميلاد؟ لماذا نوقد الفتيل وغيرنا باكون شاكون ينطرون فتيلة وفسيلة وينتظرون حمائم السلام والأيادي البيضاء ولمن يضمد الجراح؟!

لما نعلن الزينة في ليلة هي لحظة بعمر وآخرون قضوا أعمارا يقاتلون من أجل قضية ولا يحتفلون، لأنهم لازالو هناك ينتظرون لحظة الانعتاق والتحرير،  وليس بوسعهم أن يوقدوا الفتائل، فأيديهم مغلولة إلى الأعناق من جار جار (بالفتحة اي اعتدى وظلم) أو عدو أغار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد