الرائدة في صحافة الموبايل

الإعلام يفقدنا كل شئ.. إلا الشغف

تدوينة على الهامش بقلم الإعلامية نادية الصبار

حينما دخلت الإعلام كتجربة متأخرة، لحاجة ماسة ورغبة ملحة في أن أركب موج الهوى لأعانق “السلطانة”، يقنت حينها أنها حقا كما قيل عنها “مهنة المتاعب والمشاغل”، ولما ارتدت الإعلام الإلكتروني جبرا، يقنت أنه لأنال من تغنجها رغم التمنع، يجب أن ألاعبها وأضاجع..

وحتى لا أكون لعبة ومفعولا به أو فيه، قررت أن أكون الفاعل، وأن يكون لي مركب، مهما كان حجمه، فقد يسمح بالغواية لا أكثر، فمن سبقونا وتربعوا على عرشها؛ بيننا وبينهم سنوات ضوئية، وأكاد أجزم..

فضلت أن أكون الفاعل، أقله؛ لن أستجدي صفة ولا أطلب للنشر منصة.. ولأنال حلمي فيها وحلم الفاعل؛ فقدت كل أحلامي وصرت “الأراجوز الحاوي”، الذي يجيد القفز ويلاعب كل الحبال، بل؛ ويتقمص كل الأدوار، لأنه وحيد بالمنصة ومنوط به تقديم العرض والمسرحية وتحقيق الفرجة.

بل وأكثر؛ وجدتني مع الوقت مطالبة بأن ألاعب الورق وليس معي “الجوكر “، وأن أنافس الأغيار على طاولة البلياردو، وأن أراهن بكل شئ من أجل هذا الشئ وأن أتجرع المرارة وأنتظر رحمة السماء.

كنت فيما مضى؛ ممن جادت عليهن مؤسسة الزواج بما جادت، فكنت “مرات الحاج” أو “مرات البيه السي السيد “، ومتعت بالهدايا والعطايا والرغد.. واليوم أجدني أمام حلم أشبه بالكوابيس، اخاف أن أستيقظ منه ولا أجد إلا رصيدا هزيلا على “قوقل”.

صارت “الأرجوزة العجوزة ” تجيد القفز بين المنصات، وبين منصة ومنصة؛ يجب أن تمسك المكنسة في الفاصل وقبل أن تواصل، وأن تنفض الغبار من الذاكرة ومن على الستائر، وأن تكون “الست الشاطرة “، وبدرجات أكثر وأكثر وأكثر.. بكل بساطة؛ لأن طاولة البوكر.. “الإعلام ” جعلتنا نفقد كل شئ إلا الشغف..
“والفاهم يفهم!”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد