أطر عميد كلية الإلهيات بجامعة صكريا بتركيا فضيلة الدكتور أحمد بستانجي محاضرة في موضوع : «أخلاقيات وحقوق التعايش السلمي»، وذلك يوم الأربعاء 18ماي الجاري، ابتداء من الساعة العاشرة والنصف، بمدرج الدكتور الأستاذ محمد يسف، بكلية الشريعة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بالعاصمة العلمية للمملكة المغربية مدينة فاس، لفائدة طلبة ماستر الدبلوماسية الدينية بنفس الكلية.
وافتتح عميد كلية الشريعة المحاضرة بكلمة ترحيبية بالضيف المحاضر وتشجيع الطلبة للاستفادة من وجوده بينهم والتفاعل معه والاستفادة من غزارة علمه وتواضعه.
وبسط الدكتور المحاضر التطورات و المشكلات المعاصرة التي تعاني منها البشرية جمعاء، وعلى رأسها مشكلات التعامل والتواصل مع الآخر، داعيا إلى إنشاء نمط من الاتصال مبني على الاحترام ومرتكز على المشترك الإنساني، ومفسرا فشل كثير من محاولات مؤسسات دولية في نشر ثقافة السلم والتعايش؛ بعدم تأسيس خطابها على الخلفية الدينية والأخلاقية والثقافية.
وبين الدكتور أحمد بستانجي أهمية استدعاء التاريخ لاستلهام العناصر الأساسية والأسس المكونة للتعامل مع الآخر في المرجعية الإسلامية، مستشهدا بقوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
(وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ).
وعرج المحاضر على بيان ثقافة السلم والتعايش من خلال ما تحتويه السيرة النبوية، كما تبين ذلك وثيقة المدينة وماحملته من قيم التعايش مع أهل الكتاب.
وقد سارت الحضارة الإسلامية على هذا المنوال في مجمل مراحلها، في حين نجد الآخر لم يحمل أمانة هذا المعنى وهذه القيم الإنسانية في تاريخه، ففي حين احتضن المسلمون غير المسلمين في مجتمعاتهم نجد المسلمين عانوا من غير المسلمين الأمرين في بلدانهم وفي أوطانهم، مثل الحروب الصليبية، والاستعمار، وتعامل”إسرائيل”في فلسطين.
وخلص المحاضر بعد إلقائه المحاضرة والتفاعل مع أسئلة الحاضرين إلى أهمية وحدة المسلمين للتمكين لقيم التعايش والسلم في العالم!