الرائدة في صحافة الموبايل

بواحمد -موقعا وتراثا- تستحق أن تكون عاصمة غمارة الساحلية وأن تصنف كتراث إنساني عالمي

عبدالإله الوزاني التهامي


موقع استراتيجي غريب .. ” جزيرة برية ” .. ألهذا يحسدونها ؟:
صورة للتلة التي استقر فيها مولاي علي الكبير بن مولاي التهامي لما قصد أرض غمارة العامرة مارا بأمطراس و تاغصا ، و حط رحاله بالمنطقة و هي غابة خلاء ، للإشارة فإن واجهة بواحمد العمرانية تطل على البحر من بعيد و أما الواجهة التي تظهر في الصورة فهي “ضهر” و ليست واجهة ، كما تجدر الإشارة إلى أن مولاي علي الكبير قد أسس الزاوية الوزانية بربوع غمارة عام 1717 أي منذ 300 سنة ما يعادل ثلاثـ3ـة قرون من الزمن .
مركز بواحمد موقع جغرافي غريب حقا ، لأنه على شاكلة جزيرة متموقعة على البر ، مؤسسة على قعر بنيوي من حجر ، و لولا هذا الحجر لأصبحت وطاء منذ قرون بفعل قوة انحدار وادين عظيمين : واد القنار و واد بويحيى ، اللذان يتحالفان ضدها كل فصل شتاء دون أن يحركا من أساسها الحجري ذرة .
رحم الله مولاي علي الكبير ــ أخ العارفة بالله للا الهاشمية ــ بن و بنت مولاي التهامي ، تماما إنه كان مهندسا من الطراز السامي الرفيع باختياره لهذه البقعة الاستراتيجية الطاهرة مركزا للدعوة إلى الله و الجهاد في سبيل الله و الإصلاح بين الناس و احتضان المرضى و الجوعى و المحرومين و الهاربين من بطش الطغاة و التحكيم فيما بين المتخاصمين و القيام بالأعمال الاجتماعية الخيرية و غيرها من المهام التي تميز بها منهاجه في الحياة .
و عرفت بواحمد كمركز ثقافي و ديني عظيم ، كان له الأثر الكبير على ذهنية و ذاكرة الغماريين على مر التاريخ ، كما كان للاستعمار الإسباني على أهله تأثيرا من نوع خاص حيث حدث صدام عنيف بين أهل الزاوية من المجاهدين الموالين للزاوية الوزانية و للمجاهد محمد ابن عبدالكريم الخطابي ، إلى درجة أن أعلن المستعمر إبان احتلاله للشواطئ الحرب على أهل البلدة إلى أن تم التوصل إلى حل بين السكان و بين كبار قادة الاستعمار على ألا يقتحم المستعمرون ديار و لا مقامات الوزانيين و ألا يتدخلوا في شؤون أهل الزاوية و ألا يعتدوا على أحد من سكان غمارة عامة و لو لأسباب تستدعي العقاب و الزجر إلا بعد استشارة كبراء الوزانيين و مشايخهم .
و أما عن ثقافة الأهالي و تحضرهم فيحتاج الغوص فيه لمقام آخر يتسع لتفاصيل تسلط الضوء على حضارة سادت مدة 3 قرون .
إن لبواحمد حضورا وازنا في المنطقة منذ قرون ، مع الأسف الشديد قد تم طمس و مسخ و تحريف و تشويه كثير من الحقائق المتعلقة بهذا الشأن ، و من هذه الحقائق و الوقائع التاريخية ما تحبل به خزانة المرحوم المؤرخ البحاثة محمد ابن عزوز حكيم و الخزانة الملكية بالرباط و أرشيف المستعمر الإسباني بمدريد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد