الرائدة في صحافة الموبايل

“القناع” و”الجسد” بليلة افتتاح المهرجان الدولي للنساء المخرجات

نادية الصبار – دنابريس

عاشت مدينة الأنوار ليلة الخامس والعشرين من شهر أكتوبر الجاري  افتتاح النسخة الأولى للمهرجان الدولي للنساء المخرجات “جسد”.

ببصمة نسائية خالصة، نون النسوة اتحدن ليوقعن لحظة صمود من خلال عروض فنية لنساء فاعلات في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية. 

وشهد حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان الدولي للنساء المخرجات بمسرح محمد الخامس، تقديم فقرات تعريفية بالمهرجان والمشاركين فيه، وتكريم ليو ليانا ناصف برودوت أستاذة بليزاداك وجيل السينوغرافيين الأوائل بالمغرب، بالإضافة إلى تكريمات أخرى.

وانطلقت مديرة مهرجان جسد المخرجة والمبدعة نعيمة زيطان من إكراهات امتهان المسرح من طرف المرأة، لذلك يعد المهرجان حسبها؛ فرصة لهؤلاء النساء المخرجات لتشارك تجاربهن.

وأما عن تيمة التظاهرة والتي تتمحور حول الجسد، فقالت عنها زيطان: “الجسد يشكل حجر الزاوية والركن الأساس للعب على الخشبة، والذي من خلاله يمكن تقديم لوحات فنية تعبيرية، قد تجعل المتابع يقرأ المشاهد من خلال لغة الجسد عدا لغة التواصل الشفهي”.

وفي ارتباط بتيمة المهرجان تم تقديم عرض مسرحي تحت عنوان “القناع “، وهو عمل مسرحي قدمت أقنعته العديدة أجساد ثلاثة، ليس إلا.. وهو دعوة لإزاحة الأقنعة وللتساؤل حول ماهيتها.

“القناع “.. وصفته نعيمة زيطان على أنه “أكسسوار ضارب في التاريخ، ارتاده الإنسان عله يقترب من الإله، عندما شك أن الذات في حد ذاتها لا ترقى لملاقاة الله”. من أرضية المهرجان.

العرض المسرحي “القناع “هو حقيقة؛ لوحات تعبيرية لثلاثة أجساد وأقنعة متعددة تختلف للتوحد تحت قناع واحد سمته الظلم والتكبر والاستعلاء الذي تتعرض له المرأة في المجتمعات العربية والشرقية عموما والمغربية خصوصا، من طرف ذكور أشباه رجال وما هم برجال، ويظنون أنهم كذلك ولذلك حق لهم استغلال المرأة واستعبادها والتلذذ بإذلالها.

حاولت نعيمة زيطان من خلال هذا العرض المسرحي الشديد الحبكة؛ أن تشرح فيه علاقة المرأة بجسدها وعلاقة الرجل بجسد المرأة.. استغلال، تحرش، اغتصاب، سلطوية وانفراد حتى؛ باللذة الجنسية وكأنها حكر على الرجال.

قامت نعيمة زيطان بتشريح الواقع عبر تشريح الجسد من خلال لوحات فنية محبكة نصا وأداء على الخشبة مع سيناريو سلس ومشاهد تنفصل لتتصل وتأخذ روح ووجدان المتلقي إلى قلب المشرحة ليرى بؤس الأقنعة وما تخفيه هذه الأقنعة.

والجميل أن نعيمة زيطان كعادتها تستلهم من معاناة الجسد النسائي وتنهل لتجسيد هذه المعاناة من معين ريبرتوار لغوي شعبي خالص ومن “الممنوع من القول أو الصرف” -إن صح القول- ودونما خدش لحياء المتلقي والمتفرج.

يشار أن نعيمة زيطان كاتبة ومخرجة وأستاذة المسرح، خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، بعد تأسيسها لفرقة مسرح أكواريوم؛ جعلت من مقره مسرحا حيا وفضاء للتجريب المسرحي، اشتغلت نعيمة زيطان على عدة أعمال مسرحية مغربية وعالمية، أشهرها مسرحية “ديالي” والتي خلفت ضجة كبيرة بسبب جرأتها ولخصوصية التيمة التي طرحتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد