الرائدة في صحافة الموبايل

التراث بغمارة: المؤهلات ورهانات التنمية المجالية عنوان ندوة وطنية بإقليم شفشاون

في إطار أنشطة جمعية القرية للثقافة والتنمية بمعية شركائها، نظم فريق البحث حول دينامية المجال والمجتمع بشمال المغرب ندوة علمية وطنية تحت عنوان: التراث بقبيلة غمارة: المؤهلات ورهانات التنمية المجالية بمقر الجماعة القروية لاسطيحات (تجساس) إقليم شفشاون.
استهلت الندوة بآيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمة افتتاحية للسيد عادل مفتاح بصفته مسير الجلسة، حيث أعطى الكلمة الأولى لممثلة الجماعة الحضرية لمدينة شفشاون السيدة حنان أفاسي الإدريسي نائبة رئيس جماعة شفشاون، حيث تحدثت في كلمتها عن بعض المجالات التراثية التي توليها جماعة شفشاون الأهمية والعناية لارتباطها بالرهان التنموي للجماعة، كما تحدثت عن نجاح الجماعة في تسجيل صنف فريد للتراث اللآمادي ضمن التراث العالمي (اليونيسكو)، بعد ذلك أعطيت الكلمة لممثل جمعية القرية للثقافة والتنمية السيد حسن الوزاني التهامي، تحدث فيها عن أهمية المجتمع المدني في الحفاظ على الموروث الثقافي وأهمية توثيقه وتثمينه لخدمة الاقتصاد المحلي والوطني، بعد ذلك أعطيت الكلمة لممثل فريق البحث حول دينامية المجال والمجتمع بشمال المغرب، الذي تحدث فيها عن الجهود الكبيرة التي يبذلها الفريق قصد توثيق التراث المحلي لقبيلة غمارة، لنشره وتقريبه للعموم من جهة، وصيانته من الاندثار من جهة أخرى.
بعد الجلسة الافتتاحية ترأس المادة العلمية الأولى الأستاذ بلال الزروالي، الذي تحدث في بداية هذه الجلسة عن أهمية الاعتناء بالموروث التراثي والعمراني والثقافي في بناء الاقتصاد المحلي، بعد ذلك تم توزيع المداخلات على الشكل التالي:

  • مداخلة الاستاذ الدكتور موسى المودن/نجية الناصري بعنوان: الموروث اللغوي في قبيلة غمارة: الأصول والمستقبل. [تطرق الأستاذ موسى المودن في مداخلته عن أمازيغية غمارة التي تعتبر موروثا لغويا مهددا بالاندثار، فقد صنفت منظمة اليونيسكو الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أمازيغية غمارة من الفئات اللغوية المهددة بالاندثار، حيث تراجع عدد المتحدثين بها في أيامنا هذه إلى حوالي 10000شخص، والنسبة في تراجع مستمر، حيث أعطى عدة حلول للحيلولة دون انقراضها واندثارها نهائيا من هذه المنطقة.
  • -مداخلة الأستاذ الباحث محمد عبد المومن بعنوان: الأمثال الشعبية في قبيلة غمارة. تطرق الأستاذ محمد عبد المومن في مداخلته هذه إلى الموروث الشفوي الخاص بالمنطقة، والتي حفظ جزء منه في الأرشيف الإسباني والفرنسي، وكان من بين الباحثين الذين اهتموا بهذا الموروث المراقب الإسباني كارلوس دي بيريدا، والذي جمع عددا مهما من المعلومات القيمة عن المنطقة، إذ يناهز عدد ما جمع هذا الأخير من الوثائق حوالي 1500 وثيقة، وهي بمثابة كنز معرفي للباحثين المهتمين بتاريخ المنطقة، وقد خصص الباحث جزءا من مداخلته للحديث عن الأمثال الشعبية التي قام هذا المراقب بجمعها، والتي توزعت على مساحة جغرافية مهمة، كانت قبيلة غمارة جزءا منها، كما تحدث أيضا الأستاذ الفاضل عن أهمية التراث في النهوض بالشأن السياحي بالمنطقة، إذا ما تم تأهيل الباحثين المختصين في التراث من جهة، وإذا ما تم التعريف جيدا بالتراث المحلي من جهة أخرى.
    بعد انتهاء هذه المداخلات القيمة، انتقل مسير الجلسة لإعطاء أسئلة ومداخلات للحضور، والتي ركزت على مدى أهمية الموروث الديني في المنطقة، والتراجع الرهيب الذي أصبح يعيشه المجال، بالإضافة إلى إشكالية طرق صيانة هذا الموروث اللغوي وتثمينه، وقد تفاعل المتدخلون بشكل إيجابي مع أسئلة ومداخلات الحضور.
    بعد رفع الجلسة العلمية الأولى، ترأس الجلسة العلمية الثانية [التراث في غمارة وأحوازها كمعطى قابل للاستثمار] الأستاذ هشام اشراط، الذي بدأ تسيير الجلسة بالحديث عن المؤهلات الطبيعية والسياحية والفلاحية التي تمتاز بها المنطقة، بالإضافة إلى الرصيد الثقافي الذي يمكن أن يوظف بشكل كبير في التعريف بالمنطقة، وبالتالي تسويقه محليا ووطنيا، بعد هذه الكلمة المقتضبة تم توزيع المداخلات على الشكل التالي:
  • مداخلة الاستاذ إسماعيل الشويقري بعنوان: تجساس عاصمة غمارة وآثار ملهمة وقابلة للاستثمار في التنمية، تطرق الأستاذ إسماعيل الشويقي في مداخلته الوافية عن تاريخ مدينة تجساس، وأدوارها السياسية والدينية والثقافية وأيضا الجهادية، وأهم الأسباب التي عجلت بتدمير المدينة خلال الفترة الوسيطة، كما تحدث أيضا عن الآثار المعمارية القديمة المتبقية، والتي تتمثل في قلعة الحصن، والمدينة الأثرية، والمواقع الإسبانية، بالإضافة إلى هذا كله تناول الأستاذ الكريم أهمية هذا التراث في تسويق المدينة كمدينة سياحية على مستوى الآثار المعمارية التاريخية، والمواقع الأركيولوجية التي تزخر بها المنطقة.
  • مداخلة الأستاذ أحمد فرتان بعنوان: المآثر التاريخية بجماعتي تزكان واسطيحات ودورها في النهوض بالتنمية المجالية، أعطى الأستاذ أحمد فرتان في مداخلته هذه توصيفا مفيدا ومهما لمدينتي ترغة واسطيحات، حيث تحدث عن مميزاتها التاريخية، وقيمتها المعمارية، وما يمكن أن تخلقه من رواج سياحي محلي ووطني إذا ما تم التعريف بهذه الآثار وتصنيفها وصيانتها وتثمينها.
    بعد انتهاء هذه المداخلات القيمة، انتقل مسير الجلسة لإعطاء أسئلة ومداخلات للحضور، والتي ركزت على تعريف المنطقة التاريخية باسطيحات، والمخاطر التي تعاني منها، والحلول المقترحة لصيانتها وتثمينها، وقد تفاعل المتدخلون بشكل إيجابي مع أسئلة ومداخلات الحضور.
    وبعد رفع الجلسة العلمية الثانية، قدمت اللجنة العلمية المكونة من السادة الأساتذة توصيات مهمة لإعادة الاعتبار لمدينة اسطيحات إلى الجهات المسؤولة قصد إعادة الاعتبار للموروث الثقافي والفني واللغوي للمنطقة، وقد كانت هذه التوصيات على الشكل التالي:
  • توثيق الموروث الثقافي الشفوي الخاص بالقبيلة الغمارية.
  • إقامة متاحف محلية للتعريف بالتراث الغماري الخصب الذي تتميز به المنطقة.
  • إقامة مراكز بحثية خاصة بالبحث في تاريخ المنطقة ومميزاتها الثقافية واللغوية والدينية والاجتماعية.
  • إعادة الاعتبار للمعاهد الدينية بالقبيلة الغمارية، باعتبارها قطب إشعاع ميز القبيلة من جهة، ودورها في تخريج عدد لا يحصى من الأسر العلمية من جهة أخرى.
  • إعادة الإسم التاريخي لمدينة تجساس، والذي بقي وإلى منتصف القرن العشرين في كل المراسلات الإدارية والكتابات التاريخية التي تحدثت عن المنطقة الساحلية.
  • حماية الموروث اللغوي بقبيلة غمارة، والذي أصبح مهددا بالاندثار، وذلك بإدراج اللغة الأمازيغية في جميع أطوار الدراسة الإعدادية والثانوية.
  • التعريف بأهم الحواضر الغمارية (شفشاون، تجساس، ترغة، قاع أسراس، أزنتي، تغسة، الجبهة، تركة (اجنان النيش)، أعرقوب) على المستوى التاريخي.
  • دراسة وتوثيق عادات وتقاليد الغماريين في الأعراس والأعياد الدينية والوطنية والتراثية، وتثمينها محليا وإقليميا.
  • التعريف بالموروث المعماري الغماري، والتفكير في طرق حديثة لتوثيقه وتثمينه وكذا استغلاله على المستوى السياحي.
  • التعريف بالمآثر العمرانية التاريخية في قبيلة غمارة (مسجد عقبة بن نافع في ترغة، القلعة التاريخية بمدينة ترغة، الحصن التاريخي بمدينة ترغة، المدينة التاريخية المعروفة بتجساس والموجودة تحت مدينة اسطيحات، مسجد طارق بن زياد في الشرافات، معهد تلمبوط ببني زجل و(…).
  • التعريف بدور المؤسسات الثقافية والدينية والتعليمية والزوايا والرباطات في القبيلة الغمارية وأهم أعلامها وروادها.
    وختاما تم توزيع الشواهد التكريمية والدروع على ضيف الندوة الأستاذ عبد السلام بن صالح الرزيني الغماري، الذي تسلمها نيابة عنه رئيس الجمعية شخصيا، كما تم توزيع كتب خاصة بالمنشورات العلمية للجمعية، وكتاب خاص بالأستاذ القدير عبد السلام بن صالح الرزيني، وعلى هامش الندوة أقيم حفل شاي ساده جو أخوي جميل.
    يذكر أن المشاركين في الندوة تعهدوا على تنظيم أنشطة مماثلة على مدار العام للتعريف بتراث وحضارة المنطقة، وتدعيمها بضخ خبرات نوعية فيها، بدعوة أطر ونخبة متخصصة للمساهمة والمشاركة في فعالياتها.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد