الرائدة في صحافة الموبايل

تداخل السياسي بالرياضي يورط الجزائر و”الكاف” تتبرأ

جمال طبوشي

اصبح خلط السياسة بالرياضة لدى الجارة الشرقية “الجزائر” أمرا معهودا وليس بغريب أو جديد على بلد أدمن على مهاجمة المغرب في كل المحافل الدولية والقارية، فكلما انيطت للجزائر مهمة تنظيم مسابقة رياضية إقليمية أو إفريقية إلا واستحضرت في عمقها طبخات سياسية عدائية موجهة بالأخص إلى البلد الجار.

فإذا كانت المنافسات الرياضية مناسبة لبعض الدول المنظمة لاستثمارها وتسويقها على أفضل وجه من خلال التعريف بثقافاتها وحضاراتها أمام الأمم، فعلى النقيض من ذلك اتخذتها دولة الجزائر منصة لنفث سمها عبر رسائل الحقد والكراهية الخارجة عن النطاق الرياضي لاستهداف وضرب سمعة ووحدة المملكة المغربية.

فما حدث في افتتاح كأس إفريقيا للمحليين، كان مهزلة بكل المقاييس عندما حوّل البلد المنظم، الحفل إلى تجمع خطابي تخللته كلمة حفيد مانديلا المسمومة والخارجة عما هو رياضي وكأن الحدث يتعلق بدعوة لحشد الجماهير وشحنها بخطاب ثوري من أجل خوض معركة نضالية سياسية، الأمر الذي استغربت له أغلبية وسائل الإعلام الدولية المواكبة، وبعد احتجاج المغرب على هذا التهور غير المبرر، تبرأت “الكاف” من خطاب مانديلا الصغير الذي وصفته بالشخصي، والذي لايعبر بأي شكل من الأشكال عن موقفها ووجهة نظرها، الشيء الذي جعل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تطالب “الكاف” بتحمل كامل مسؤولياتها في هذا الهجوم الدنيء الذي لايمت للرياضة بصلة ومعاقب عليه حسب قوانين الفيفا، وهو ما استجاب له القائمون على اللعبة في الإتحاد الإفريقي الذي أمر بفتح تحقيق فوري في هذا الإطار.

هذا الهجوم العقيم، لم يكن بالامر الأخير؛ بل، هو حلقة من حلقات مسلسل العداء الذي يكنه قصر المرادية للمملكة المغربية الشريفة وذلك منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، فالجزائر تغيضها نجاحات المغرب على جميع الأصعدة وخير مثال على ذلك، ماحققه أسود الأطلس في مونديال قطر 2022، حيث عمدت وسائل الإعلام الرسمية في دولة الجزائر إلى تجنب الحديث عن إنجاز المنتخب المغربي التاريخي، والذي خلق الحدث في قطر وكان مادة دسمة لكل القنوات العالمية التي أشادت بانجاز الأسود الاستثنائي، إلا إعلام الكابرنات الحاقد الذي تجنب الإشارة إلى نتائج المغرب المبهرة وبالمقابل كان يسرد كل شاذة وفاذة عن المنافسين.

بعد هذه السلوكات الصبيانية، كان متوقعا من الجزائر أن تمضي في استفزازها للمغرب، وتنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين والتي كانت ترى فيها فرصة سانحة للتحرش من جديد بالوحدة الترابية للمغرب، رغم أن الحدث رياضي، وكان التعنت واضح،وهو ما تبين بعد لجوء كابرنات الجزائر الغى إعطاء أوامر تمنع دخول بعثة المنتخب الوطني جوا إلى قسنطينة، وهو مايفسر عدم الترخيص لطائرة الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية بدعوى غلق المجال الجوي على المغرب، وهو خطأ فادح ارتكبته الجزائر اوقعها في المحظور لخلطها بين الرياضة والسياسة.

حدث “الشان “رصدت له الجزائر الملايين من الدولارات لتلميع صورتها المكشوفة في محاولة يائسة للظهور بالشكل الأفضل، لكن؛ يبدو أن “الطبع يغلب التطبع ” في بلد البترول والغاز، وما مشاهد الاستقبال البائسة للوفود المشاركة في المنافسات، إلا مثال بسيط على سوء التنظيم.. وهذا على سبيل الذكر لا الحصر. وإذا كانت بلدان أخرى نظمت المسابقة سالفا واستفادت من ذلك على مستوى الاقتصاد والسياحة، فعلى العكس من ذلك؛ فالجزائر لم تجني من تنظيمها ل”الشان” سوى ردود الأفعال المنددة والمستنكرة، خاصة فيما يتعلق بمنع المغرب حامل لقب النسختين الماضيتين من دخول أراضيها للمشاركة في النهائيات، وهذا ما أوضحته بعض وسائل الإعلام الدولية ومن بينها قناة “الحرة” الإخبارية الأمريكية التي استغربت عدم السماح للمغرب بالولوج إلى الجزائر، وفي نفس الإطار اعتبرت وكالة “لابريس” الإيطالية في نسختها الأمريكية، أن ما وقع هو نتيجة للتسييس المبالغ فيه من طرف الجزائر.

يبدو أن الجزائر كانت تعلق كل ٱمالها على هذه النسخة لإنجاحها وتبرير سباقها مع المغرب نحو تنظيم أمم إفريقيا 2025، والحاصل أنها أوقعت نفسها في ورطة كبيرة، وستسلك طريقا شاقة للبحث عن سبل الافلات بجلدها لتجنب عقوبات قاسية من الإتحاد الدولي للعبة “الفيفا”.

تعليق 1
  1. محمد يقول

    فعلا.. الطبع يغلب التطبع👍

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد