وسط أزماتها المتفاقمة.. المغرب طوق نجاة للجزائر!
هيئة تحرير دنا بريس
تعيش الجزائر اليوم مرحلة صعبة في ظل أزمات متشابكة طالت المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ما جعل سياسات التعتيم والتجاهل غير قادرة على تغطية الواقع. ومع الانفتاح الكبير الذي فرضه عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، بات من الصعب على الجزائريين تجاهل حقيقة الوضع الداخلي.
هذا البلد الغني بثرواته الطبيعية ومساحته الشاسعة وتاريخه العريق، يجد نفسه في حالة من الجمود، بعدما انشغل قادته بمعارك سياسية ضد أهم جيرانهم، المغرب. البلد الذي يتميز بتاريخ طويل من حسن الجوار وسياسة الانفتاح والتعاون.
المغرب، المعروف بمرونة سياسته الخارجية وثبات مبادئه، اتخذ مسارًا دبلوماسيًا يرتكز على احترام السيادة وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية. فمن خلال مشاريعه التنموية ودعمه للدول الإفريقية في مجالات التعليم والتكنولوجيا، تمكن المغرب من بناء صورة إيجابية وموثوقة. في المقابل، تبدو السياسة الجزائرية عالقة في دائرة التدخلات الخارجية ودعم الحركات الانفصالية، ما تسبب في عزلتها تدريجيًا عن محيطها العربي والإفريقي.
على الصعيد الإقليمي، يتزايد عدد الدول التي تغير مواقفها لصالح الاعتراف بمغربية الصحراء، مما يعمق عزلة الجزائر الدبلوماسية. كما أن العلاقات المتوترة مع دول الجوار مثل تونس وموريتانيا، والأزمات المستمرة مع دول مثل فرنسا وإسبانيا، تزيد من الضغط على القيادة الجزائرية التي تواجه تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة.
وفي ظل هذه الظروف، يبرز المغرب كحليف محتمل قادر على انتشال الجزائر من عزلتها. فاليد المغربية الممدودة، التي عبّر عنها العاهل المغربي في مناسبات عدة، تفتح المجال لتعاون بناء يهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. كما يمكن للمغرب، بشبكة علاقاته الدولية الواسعة، أن يسهم في جذب استثمارات تعود بالنفع على الشعب الجزائري، وتوفر حلولاً للأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
وفي الوقت الذي يستثمر فيه المغرب في بنيته التحتية والطاقة المتجددة ويستعد لاستضافة فعاليات رياضية عالمية مثل كأس أمم إفريقيا والمونديال، تبقى الجزائر أمام خيار صعب: إما مواصلة سياساتها الحالية التي عمقت أزماتها، أو التوجه نحو التعاون مع المغرب الذي قد يكون طوق النجاة الوحيد لإنقاذها من دوامة التحديات المتفاقمة.