دنا بريس
في خطوة تعكس الدينامية المتصاعدة التي يعرفها قطاع الألعاب الإلكترونية بالمغرب، تم يوم الثلاثاء الفارط توقيع اتفاقية إطار للشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ممثلة بالوزير محمد مهدي بنسعيد، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، ممثلاً بمديرته العامة لبنى اطريشا.
وتروم هذه الاتفاقية مواكبة التطورات التي يعرفها هذا القطاع الواعد، من خلال تطوير منظومة التكوين المهني واستهداف الكفاءات الشابة الشغوفة بمجالات التصميم، البرمجة، الاختبار، والرياضات الإلكترونية. ويأتي ذلك في سياق الجهود الرامية إلى تعزيز قابلية تشغيل الشباب، وربط التكوين بمهن المستقبل.
وتنص الاتفاقية على تعاون الطرفين في مجال هندسة التكوين والابتكار البيداغوجي، وتطوير برامج تكوينية تستجيب لاحتياجات السوق، فضلاً عن تنظيم دورات تدريبية داخل المقاولات العاملة في هذا المجال، بما يتيح للمتدربين الاطلاع على المستجدات التكنولوجية ومختلف التوجهات المرتبطة بالقطاع.
وسيسهم مكتب التكوين المهني في تفعيل هذا التعاون عبر تسخير خبرته في تصميم وتنفيذ التكوينات المهنية المتخصصة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، إلى جانب تأهيل الأطر البيداغوجية التابعة له، من خلال برامج تكوين مستمر في المجالات المحددة.
من جانبها، ستعمل وزارة الشباب والثقافة والتواصل على تعبئة الفاعلين الوطنيين في هذا القطاع، وتيسير الربط بين المكتب والمقاولات الناشئة، بهدف إرساء جسور فعالة بين التكوين والممارسة المهنية. كما ستواكب الوزارة المكتب في تيسير إدماج المتدربين ضمن برامج التدريب بالتناوب أو في نهاية التكوين، بما يسهم في تقليص الفجوة بين الكفاءة المكتسبة ومتطلبات سوق الشغل.
ولتفعيل هذه الشراكة، يرتقب أن يُطلق الطرفان ثلاث تكوينات أولية تهم مهنًا نوعية، تشمل: التعليق الرياضي على مباريات الألعاب الإلكترونية (Caster e-sport)، البث الرقمي للمنافسات (Streamer e-sport)، واختبار الألعاب وتقييمها (Testeur de jeux vidéo).
وتندرج هذه المبادرة ضمن رؤية مؤسساتية تروم إرساء منظومة وطنية متكاملة ومبتكرة لصناعة الألعاب الإلكترونية، عبر جعل التكوين إحدى ركائزها الأساسية، ورافعة لتأهيل رأس المال البشري، في أفق مواكبة التحولات الرقمية واستيعاب رهانات الجيل الجديد من المهن.