الرائدة في صحافة الموبايل

حيدر الحسيني يكتب “احترنا مع حبك”

بِعَيْنَيْكِ غَفَا اللَّيْلُ وَسَكَتْنَا الْكَلامَ
وَنَطَرْنَا اَلْهَوَى تَا يَوَصِّلَنَا سَلاَمَ
وَحَكَيْنَا بِقُلُوبِنَا بِلَا حَكِي وَلَا مَلَامَ
يَا سِحْرَكِ! شُو بِيخْطَفْ وَيُطْعِنْنِي سِهَامَ
نَارُكِ مَا تَنْطَفِي وَلَوْ دَقَّ الْحَمَامَ
وَغِيَابُكِ عَلَى الْقَلْبِ مِتْلَ قُطْفِ الْحِمَامِ

قُلْتِ حُبٍّ وَقَلْبِي صَارَ بِقَلْبِكِ يَتَامَ
مَا صَدَّقَ قِبَابِكِ وَبِإِيدِكِ اِسْتَسْلَمَ
صَرَخَ مِنْ فَرَحِه وَصَارَ يَسْأَلُ لِيَامَ
قَالَ: يَا رَبِّ شُو هَالْحُسْنُ شُو هَالْغَرَامَ
لَوْ عَرَفُوا النَّاسُ إِنَّكِ أَنْتِ الْمَرَامَ
كَانُوا سَجَدُوا جَمَالَكِ وَقَالُوا حَرَامَ

ضَحِكَتُكِ تَشْرِقُ عَتْمَ الْمَسَاءَ
وَمَشِيكَ تَزِلْزِلُ دُرُوبَ الْقَسَا
وَحَدِيثُكِ دَوَاءٌ لِلْقَلْبِ الَّذِي قَسَا
وَبِهَمْسِكِ تَرْوِي العَطْشَانَ وَالْقَسَا
صِرْنَا نَكْتُبُ فِيكِ الشِّعْرَ وَالْقِصَّةَ
وَأَنْتِ سَاكِتَةٌ وَكُلِّي فِيكِ اِنْكِسَاءٌ

شَتَّتِ الدُّنْيَا وَأَنْتِ دَفَّأَتْهَا
وَحَزَّنِي الْأَرْضُ وَأَنْتِ غَنَّتْهَا
لَوْ بَشَّتِ الْوَرْدَ مِنْ خَطَاهَا
يَكْبُرُ الْعِطْرُ بِتُرَابِ مَمْشَاهَا
تَحْكِي الْحَيَاةَ وَعَيْنَيَّ رَوَاهَا
وَأَنْتِ وَجْهُ السَّمَاءِ وَمِفْتَاحُ مَدَاهَا

جَمَالُكِ يَا مَلَاكِ يَبْكِي النُّجُومَ
وَحَنَانُكِ مِتْلُ نَهْرٍ مَا بَيْنَضِبُ يَوْمٌ
قَلْبُكِ حَضْنٌ يَشِيلُ الْحُزْنَ وَالْهُمُومَ
وَصَوْتُكِ نَايٌ بِوَجَعٍ كُلِّ مَحْرُومٍ
عِشْقُكِ دِينٌ، مَا بِيكْفِيهِ صَوْمٌ
وَاحْتَرَنَا مَعَ رَبِّكِ… كَيْفَ بَدَّنَا نَقُومُ؟

سِحْرُكِ طِلَاسِمُ وَالْحَرْفُ ضَائِعٌ فِيهَا
وَالْعَقْلُ مَشْلُولٌ لَمَّا الْعُيُونُ تِجِيَّهَا
شُو بِيَعْمَلُ شَاعِرٌ قُدَّامَ مِرَايَاهَا؟
بَيْنَكْتُبُ مِتْلَ وَرَقَةٍ مَنْسِيَّةٍ فِيهَا
وَأَنْتِ تَضْحَكِينَ وَالدُّنْيَا تُغَنِّيَّهَا
وَاحْتَرَنَا مَعَ رَبِّكِ… مِينِ الَّذِي سَوَّاهَا؟

هَوَاكِ مِشْ حُبٍّ… هَوَاكِ اَمْتِحَانٌ
بِمَشِي وَرَاكِ فِي بَحْرٍ مِنْ هَالْوُجْدَانِ
لَا ضَوْءٌ بِيرْشِدُنِي وَلَا فِي عُنْوَانِ
وَبَقُولُ لِنَفْسِي: هَالْهَوَى مِشْ أَمَانِ
بِسْ بَرْجَعْ لِعِندِكِ وَبَنْسَى الْحِرْمَانِ
وَاحْتَرَنَا مَعَ رَبِّكِ… مِينِ فِينَا الْغَلْطَانِ؟

مَا بَيْنِكْسَرْ فِينِي غَيْرَ عُيُونِي الْكِبَارِ
بِسْ يَشُوفُوكِ بِصِيرُوا صِغَارَ
وَمَا بِفْهَمُونِي لَا لَيْلٌ وَلَا نَهَارَ
وَمَا بِيَعْرِفُوا قَلْبِي شُو صَارَ
عَايِشٌ فِي عَيْنَيْكِ وَمَا بِدِّي الدَّارَ
وَاحْتَرَنَا مَعَ رَبِّكِ… شُو بِدِّي تِصَار؟

لَوْ كُنْتِ جُرْحٌ كُنْتُ بِدِّي أَنْجَرَحْ
وَلَوْ كُنْتِ مَوْتٌ كُنْتُ بِدِّي أَرْتَاحْ
وَلَوْ كُنْتِ حُلْمٌ كُنْتُ بِدِّي أَنْزَحْ
مِنْ حُلْمٍ لِحُلْمٍ بَلَا مِفْتَاحْ
ضَايِعٌ فِيكِ مِتْلَ مَوْجَةٍ بِرِيَاحْ
وَاحْتَرَنَا مَعَ رَبِّكِ… مِينِ يَلْحَقْ وَمِينِ يَرْتَاحْ؟

صَوْتُكِ بِيُوقِّفُ نَبْضَ السَّمَاءَ
وَحُرُوفُكِ تَنزِلُ مِتْلَ الدَّمَاءَ
قَلْبِي بِيرْتَجِفُ مِنْ لَمْسَةٍ مَا
وَأَنْتِ عَارِفَةٌ وَأَنَا عَارِفُ الْهَوَى
بِسْ حُبُّكِ سُكَّرٌ وَأَنَا عَطْشَانٌ سَمَاءَ
وَاحْتَرَنَا مَعَ رَبِّكِ… قَدِّيشْ فِينَا نِتْمَا؟

حُبُّكِ غَلَبَنِي وَمَا بَقَى فِينِي حَالْ
وَلَا عَادْ فِينِي فَرْقٌ بَيْنَ سَهْلٍ وَجِبَالْ
قَلْبِي عَلَيْكِ صَارَ طِفْلًا وَمِشْ رِجَالْ
وَأَنْتِ فِي عَيْنَيْ سَمَا بِلَا إِحْتِمَالْ
تَفْهَمِينِي سُكُوتِي قَبْلَ السُّؤَالْ
وَاحْتَرَنَا مَعَ رَبِّكِ… نِحِبَّكِ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ؟

*بقلم حيدر الحسيني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد