الرائدة في صحافة الموبايل

أمينة شرقان.. أول امرأة تقود سيارة إسعاف بالقنيطرة

وسط ضغط الميدان وسرعة توافد الحالات الصحية، تواصل أمينة شرقان، تقنية في الإسعاف والنقل الصحي بالمستشفى الإقليمي الزموري بمدينة القنيطرة، أداءها اليومي في واحدة من أكثر الوظائف حساسية وإنسانية. في هذا الحوار، نسلط الضوء على تجربتها الشخصية، التحديات اليومية، والرسالة التي تحملها من قلب الميدان.

نزيه بنقاسم: بداية، سيدة أمينة، كيف تقدمين نفسك للقراء؟
أمينة شرقان: أنا أمينة شرقان، خريجة معهد التكوين المهني الصحي بالرباط وأعمل حاليا كتقنية في الإسعاف والنقل الصحي ضمن فريق الطوارئ بالمستشفى الزموري بالقنيطرة.

بنقاسم: ما هي ملامح يومك المهني في هذا العمل الميداني؟
شرقان: لا يوجد يوم يشبه الآخر، أحيانا نعمل دون توقف، نتلقى نداءات مستعجلة، نتحرك بسرعة، نجهز سيارة الإسعاف، ونوفر الاستقرار الأولي للمريض حتى الوصول إلى المؤسسة الصحية المناسبة.

بنقاسم: وما هي أبرز التحديات التي تواجهك أثناء ذلك؟
شرقان: التحدي الأكبر هو عامل الوقت، لأنه أحيانا يكون الفرق بين الحياة والموت دقائق معدودة. هناك أيضا الإرهاق البدني والنفسي، خاصة في الحوادث المأساوية أو الحالات الحرجة، إلى جانب نقص الإمكانيات في بعض الفترات، والازدحام الذي يُعيق تنقل سيارة الإسعاف.
بنقاسم: كيف تتعاملين مع الضغط النفسي الناتج عن هذه الحالات؟
شرقان: نحاول الحفاظ على رباطة الجش داخل السيارة وأثناء التعامل مع المريض. لكن لا أخفي أن بعض المشاهد تبقى عالقة في الذاكرة.
التكوين الذي خضعنا له يساعد، ولكن الدعم المعنوي من الزملاء والعائلة له دور كبير.

بنقاسم: وأنت كامرأة، كيف كان خوضك لهذا الميدان الذي يعتبره البعض “صعبا” أو “رجاليا”؟
شرقان: في البداية كانت هناك نظرات استغراب، لكن الآن أعتقد أنني برهنت أن المرأة قادرة على العمل في الميدان، وتحمل المسؤولية في أصعب الظروف. أفتخر أنني من أوائل النساء اللواتي دخلن هذا المجال في جهة الرباط سلا القنيطرة، وأشجع فتيات أخريات على خوض نفس التجربة.

بنقاسم: ما هي الرسالة التي توجهينها للمواطنين؟
شرقان: أطلب من المواطنين أن يتفهموا طبيعة عملنا، أن يفسحوا المجال لسيارات الإسعاف، وأن لا يترددوا في طلب المساعدة عند الحاجة، لكن دون التبليغ الكاذب أو المبالغة. كل تدخل يكلف وقتا وجهدا وموارد، ويجب أن يستخدم بشكل مسؤول.

بنقاسم: وأخيرا، ما هي طموحاتك المهنية في المستقبل؟
شرقان: أتمنى أن أرى تطويرا أكبر لقطاع الإسعاف في المغرب، سواء من حيث التكوين، أو الإمكانيات، أو ظروف العمل ، كما أطمح لتكوين فرق إسعاف نسائية أكثر، ولم لا، أن أساهم في تكوين الجيل القادم من التقنيات والتقنيين في هذا المجال.

نزيه بنقاسم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد