الرائدة في صحافة الموبايل

جمال العسري.. معبر الگرگرات على حافة الانفجار

أحمد رباص

أشار جمال العسري، عضو الاشتراكي الموحد، في تدوينتة الأخيرة غلى منصة التواصل فيسبوك، إلى أن طبول الحرب تدق في الصحراء المغربية وأن الأحزاب المغربية خارج التغطية. ثم استغرب التقاء الإهمال واللامبالاة وعدم الاهتمام باستنكار هيمنة المخزن على ملف الصحراء. وفي تمهيد مشوق، تساءل المدون ما إذا يحيط المهتمون بالسياسة والأحزاب والمواطن المغربي علما بما يجري و يقع في صحرائنا؟
في هذه اللحظات التي كتب فيها جمال هذه السطور أشعلت جبهة الپوليساريو عود الكبريت الذي قد يفجر برميل البارود؛ ذلك أن الپوليساريو نظم اليوم مسيرة كبرى نحو معبر الگرگرات لإغلاقه، وهو فعل لن يسكت عنه المغرب أبدا.
في انتظار ما ستسفر عليه شمس الغد، امتطى الأستاذ العسري صهوة الحكي ليقول لنا إنه بعد سنوات من الهدوء، و بعد حالة السطاتي كو (statut quo)، الذي ران بكلكله على قضية الصحراء تحركت الأوضاع بسرعة، بل وبسرعة كبيرة لتدفع نحو مواجهة جديدة قد تهدد اتفاق وقف اطلاق النار الذي حلت ذكراه التاسعة والعشرين قبل بضعة أسابيع.
أما الآن فتمضي الأوضاع نحو الانفجار، في غياب تام وكلي للأحزاب السياسية، ومع جهل مطبق من قبل المواطن. بعد ذلك، يقدم لنا جمال العسري كرونولوجيا تنازلية للأحداث التي جعلت من شهر شتنبر هذا شهر الدم والنار.

  • اليوم السبت 27شتنبر 2020 اتجه عدد كبير من السيارات المدنية والعسكرية من مخيمات الحمادة نحو معبر الگرگرات الحدودي لإغلاقه تنفيذا لتهديدات الپوليساريو السابقة، تحت تغطية إعلامية مكثفة من طرف إعلام الپوليساريو وأنصاره.
  • الخميس 24 شتنبر 2020 زيارة الجنرال دكوردارمي “عبد الفتاح الوراق” المفتش العام للقوات المسلحة الملكية للجدار الأمني، مرفوقا بكبار المسؤولين العسكريين بالمنطقة بعد انتشار أخبار تنظيم مسيرة احتجاجية اتجاه معبر الگرگرات.
  • الأحد 20 شتنبر 2020، احتضنت مدينة العيون المؤتمر التأسيسي لما سمي ب”الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي” برئاسة “أمينتو حيدار”.
  • الخميس 10 شتنبر 2020 احتضنت مدينة العيون المؤتمر التأسيسي ل”حركة الصحراويين من أجل السلام بالساقية الحمراء وواد نون”.
  • الجمعة 4 شتنبر 2020 وانطلاقا من العيون، جرى إصدار بيان الاستمرارية التنظيمية و النضالية ل”تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان” المعروف اختصارا ب”كوديسا”، ردا على بيان الحل الذي أصدرته رئيسة التجمع رفقة مجموعة من أعضاء المكتب التنفيذي، و قد أكد البيان على “الاستمرارية التنظيمية و النضالية لكوديسا” و”تجديد الدعم لعمل اللجنة التحضيرية في إعدادها المالي والأدبي لعقد المؤتمر التأسيسي الأول”.
  • الخميس 3 شتنبر 2020 ومن العيون دائما تم إصدار بلاغ “حل تجمع كوديسا”، و مما جاء فيه إعلان “أمينتو حيدار” ضم صوتها إلى أصوات أعضاء من المكتب التنفيذي لكوديسا لراغبين في الانسحاب النهائي من هذه المنطمة، معتبرة أن بلاغهم هذا يشكل إعلانا قانونيا ورسميا عن حل “تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان” (كوديسا)، كأسلم خيار ارتضته الأغلبية المطلقة من المنتسبين لهذا الإطار الخقوقي الصحراوي، معتبرين هذا الإعلان موقفا جماعيا للمنتسبين باعتبار صدوره عن الأغلبية المطلقة من أعضاء المكتب التنفيذي للكوديسا. و عليه وبمجرد نشر هذا البلاغ الذي اعتبرته آخر وثيقة أصدرتها بصفتها رئيسة للتجمع يكون الحل ولتوقيف النهائي لعمل هذه المنظمة. البيان مشفوع بتوقيع أمينتو حيدار وخمسة أعضاء آخرين. للإشارة، فالمكتب التنفيذي يضم 11 عضوا بعد أن وافت المنية العضو 12 سنة 2017.
  • الثلاثاء فاتح شتنبر 2020 وجه زعيم الپوليساريو رسالة للأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” طالبه فيها ب”ضرورة اتخاذ اجراءات ملموسة وجادة من أجل التنفيذ الصارم لخطة السلام، لتمكين الصحراويين من ممارسة تقرير المصير”.
    هذه أهم أحداث شهر شتنبر، وهي أحداث تحتاج الوقوف مطولا على دلالات كل حدث منها، وتحليله تحليلا سياسيا، فكل حدث من الأحداث المتتابعة يشكل لوحده حدثا فارقا في مسار قضيتنا الوطنية الأولى، فكيف هو الأمر إن اجتمعت هذه الأحداث، بل إن جمعها شهر واحد؟، وهنا يطرح السؤال المركزي: أين هي الأحزاب السياسية مما يقع؟ ما رؤيتها و تحليلها لهذه الوقائع؟ ما موقفها وما قرارتها لما يمكن أن يحدث من تطورات؟
    بل إن الأسئلة الكبرى هي: لماذا لا تواكب وسائل إعلامنا ما يحري في صحرائنا؟ لماذا لا تنير الرأي العام الوطني حول قضيته الأولى؟ أين هم المحللون السياسيون إياهم؟
    ختاما، يخصص جمال العسري الفقرة الأخيرة من تدوينته لإبداء ملاحظة هامة؛ مفادها انه شخصيا من خلال متابعته واهتمامه بقضية الصحراء وبحكم قضائه في الصحراء أكثر من عقد من الزمن، ولكونه فاعلا سياسيا ونقابيا هناك تابع عن قرب كل أحداث التسعينيات، و بحكم حفاظه على علاقاته بمجموعة من الرفاق و لأصدقاء هناك و بحكم زياراته التي لم تنقطع عن الصحراء، لكل هذه الاعتبارات لديه قراءته وتحليله لما وقع ويقع ولما يمكنه أن يقع.
    وبناء عليه، يعبر المدون والناشط السياسي عن استعداده للاستمرار في نقاش هذا الموضوع.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد