الرائدة في صحافة الموبايل

رنات الونج في إيقاع “على النهج”

الباب الأول ” السانحات السوائر “ نموذجاً 

سعيد تكراوي

* 1  ديباجة:

يضم الديوان (1) بين إضبارتيه مائتين واثنتي (202)صفحة بما فيها الإهداء وكلمات الشكر والتقديم وصفحات الفهرس المفصل. 

وخضع المتن لتبويب خاص،  حيث جاء كالتالي:

–  الباب الأول المعنون ب ” السانحات السوائر ” والذي تضمن قصائد مطولة عددها ثلاثا وثلاثون قصيدة وعدد أبياتها 1417 بيتاً. 

– الباب الثاني الذي عنونه الشاعر ب ” نفحات من أريج فضائله” ويضم ثماني قصائد وعدد أبياتها 289 بيتاً.   

– الباب الثالث والمعنون ب ميزان الذهب في مدح خير العجم والعرب، ويضم 19 قصيدة، وعدد أبياتها 256 بيتاً. 

– الباب الرابع، ويُعَنْوَنُ ب “لزوم ما لا يلزم في مدح النبي الأعظم على حروف المعجم” وهو عبارة عن مقطوعات عدد أبياتها 124بيتاً. 

– الباب الخامس ويحمل عنوان الاثنا عشريات، ويضم عشر قصائد، عدد أبياتها 120 بيتاً. 

– الباب السادس، والمعنون ب ” على أوتار المحبة ” وتتراوح أبيات  قصائد هذا الباب  ما بين سبعة أبيات وعشرين بيتاً موزعة على عشرين  قصيدة عدد أبياتها 272 بيتاً.

– الباب السابع ويحمل عنوان ” شذرات”، وهو عبارة عن ست مقطوعات وما تبقى  عبارة عن نتف وأبيات وإجمالي الأبيات : 113 بيتا.

– الباب الثامن بعنوان ” كورونيات”، وعدد أبياتها 157 بيتاً. 

يهمنا في سياق هذا التبويب الباب الأول ساعين لجعله مادةً للاشتغال. ويمكن القول إن الباب الأول يشكل بؤرة متن ديوان “على النهج ” في مديح خير الورى محمد صلى الله عليه وسلم، واستهلاله الجوهري. علماً أن الديوان في مجمل أبوابه في غرض مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. واختيارنا للباب الأول لكونه يشكل نموذجا مصغراً لبقية الأبواب. 

و أول ما يوقفنا، في بداية هذه الدراسة: عنوان الديوان ” على النهج “، باعتباره عتبةً أولى، بل يُعَدُّ على حد قول عبد الله محمد الغزالي:” مفتاح النص إيذانا بدخول عالمه، والكشف عن مضامينه، وهو مصباح ينير ظلمات النص، ليساعد القارئ على رؤية عالمه الداخلي، وفك رموزه، ومعرفة أسراره.(…) وهو كذلك جزء من النص، بل هو النص الأصغر، المختزل لمضامين النص الأكبر/ الكتاب ولدلالاته. وهو علامة سيميائية مبكرة، دالة على النص، ويأتي العنوان بنية نصية مكثفة للنص، ثم يأتي النص بعد ذلك شارحاً ومفصلاً له.” (2)،  إذْ يتركب من لفظين “على” و “النهج”. 

إن اللفظ الأول “على” أحد حروف الجر العشرين، وهي:

هاك حروف الجر وهي من إلى ۩۩ حتى خلا حاشا في عن على 

مُذْ مُنْذُ رُبَّ اللامُ كَــيْ واو وتَــــــــــا ۩۩ والـــــــكافُ والـــباء ولعلَّ ومتَى (3)

إذا كان لكل حرف جر معنى أو معان، فإن حرف “على” الذي يهمنا، تختلف معانيه من سياق ٍ لآخر. ومن معانيه الاستعلاء والمجاوزة والمصاحبة والتعليل والظرفية والموافقة. وفي سياق العنوان، فإن “على” تفيد المصاحبة، ودليل ذلك المكوِّنُ الثاني من العنوان أي “النهج”. فالنهج مصدر من فعل نهجَ ومعناه:”أَنهَجَ الطريقُ: وضَحَ واسْتَبانَ وصار نَهْجاً واضِحاً بَيِّناً؛ (…) و استنهج الطريقُ: صار نهجاً.(…)ونَهَجْتُ الطريقَ: أَبَنْتُهُ وأَوضَحتُه؛ يقال: اعْمَلْ على ما نَهَجْتُه لك.(…)ونَهَجتُ الطريقَ: سَلَكتُه.(…) و النهجُ: الطريق المستقيم “(4) 

إن مُكَوِّنَيْ العنوان يحيلان إلى سير الشاعر على نهج الأسلاف، ومصاحبتهم في ما ساروا عليه من صنيع الشعر … نَهْجٌ بوّأ الشاعر مكانة الفحول، إذ نظَمَ فأجادَ، وعارض واستقوى، فَلَيَّنَ القوافي، وسَلَّسَ الصور، وطوَّعَ اللغة، ولا سيما وأن الشعر كما في “عيار الشعر”: ” كلام منظوم، بائن عن المنثور الذي يستعمله الناس في مخاطباتهم، (…). ونَظْمُهُ معلومٌ محمودٌ،  فمن صَحَّ طبعه وذوقُهُ، لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه، (…)”(5) محمد بن طباطبا العلوي ” عيار الشعر”، تحقيق عباس عبد الستار، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1982، ص:…. وإشارة ابن طباطبا إلى تعريف الشعر واضحة المعالم، حيث يشترط الوزن، بل إن هذا الأخير، هو الفيصل في تفريق الشعر عن النثر، إلا أنه لم يقف عند حدود الوزن، بل يستمر في تعريفه للشعر إلى ما يحقق شعريته وجماليته متخذا لذلك ألفاظاً يرمز بها لجمال الشعر من حيث تراكيبه وبلاغته، يقول في هذا السياق بأن الشاعر :” كالنسَّاج الحاذق الذي يفوِّف وشيَهُ (…) ويسدِّيهِ وينيرهُ، ولا يهلهل شيئاً منه فيشينه، وكالنقَّاش الرفيق الذي يضع الأصباغ في أحسن تقاسيم نقشه، ويشبع كل صبغ منها حتى يتضاعف حسنُهُ في العيان، وكناظم الجوهر الذي يؤلف بين النفيس منها والثمين الرائق، ولا يشين عقوده، بأن يفاوتَ بين جواهرها في نظمها وتنسيقها.”(6) 

فالشعر إذن، وزن وصورة  وإشارات دقيقة لمعنى مطلوب ، ولهذا تغنى الشعراء بالشعر، ومن ذلك قول البحتري: 

والشعر لــــــــــــــــمح تكفي إشــــــــــــــــــــــــــــــــــارته ۩۩  ولــــيس بالهذر طولت خطبُهْ

(…)

واللفظ حليُ المعنى وليس يريك ۩۩  الصــــُّـــــــــــــفرُ حسناً يُريكَهُ ذَهَبُهْ(7)

ينطبق تعريفا الشعر والشاعر على الشاعر إسماعيل زويريق، لذا راقتْ قصائدُه الأسماع، و سَمَتْ لغته، و عظُمتْ صوره. فكيف جاء الباب الأول من ديوان ” على النهج “؟ 

لقد عنونَ الشاعر الباب الأول ب :” السانحات السوائر ” ويضم  قصائد مطولة عددها ثلاث وثلاثون قصيدة وعدد أبياتها  ألف وأربعمائة وسبعة عشر بيتاً. 

سبق القول إذن بأن الشاعر عَنْوَن أبواب المتن، ولا نستبعد كون كل عنوان يحمل دلالات، فما هي دلالة كل لفظ من لفظي عتبة عنوان الباب الأول؟

–  السانحات: جمع سانحة:  سانحة للمؤنث وسانح للمذكر، وتأتي صورة الجمع للتأنيث على سانحات وسوانح: و السانح :” ما أَتاكَ عن يمينك من ظبي أَو طائر أَو غير ذلك، والبارح: ما أَتاك من ذلك عن يسارك؛ قال أَبو عبيدة: سأَل يونُسُ رُؤْبةَ، وأَنا شاهد، عن السانح والبارح، فقال: السانح ما وَلاَّكَ مَيامنه، والبارح ما وَلاَّك ميَاسره؛ وقيل: السانح الذي يجيء عن يمينك فتَلِي ميَاسِرُه مَياسِرَك؛ قال أَبو عمرو الشَّيباني: ما جاء عن يمينك إِلى يسارك وهو إِذا وَلاَّك جانبه الأَيسر وهو إِنْسِيُّه، فهو سانح، وما جاء عن يسارك إِلى يمينك وَولاَّك جانبه الأَيمنَ وهو وَحْشِيُّه، فهو بارح؛ قال: والسانحُ أَحْسَنُ حالاً عندهم في التَّيَمُّن من البارح…”(8) 

ومن معاني السنح ” السُّنْحُ: اليُمنُ والبركةُ”(9) 

والعرب يتيمنون بالسانح ويتبركون به، عكس البارح الذي يكون نذير شؤم. 

+ السوائر: فالسوائر جمع سائرة تجمع اللفظة للتأنيث على سائرات وسوائر: واللفظة في الأصل اسم فاعل من فعل سار و:” السائرُ من الشيء: باقيه. والمثل السائر: الجاري الشائِعُ بين الناس. (ج): سَوَائِرُ.”(10) 

وإذا ما ربطنا الصفة ” السوائر ” بالموصوف “السانحات”، ستنكشف معالم المقصدية التي يرومها الشاعر، إذ أن نصوص الباب كونها في مدح خير الخلق في البرية. من تم استهل بها الشاعر الديوان تيمناً بها لما سيأتي من مديح. 

ومن أمثلة المديح :

“خير الورَى شرفاً أولى بكل هوًى  ۩۩  إن الهوى في رسول الله قد غلبا(11)

إذ نلاحظ امتصاص المعنى من قول الحق جل وعلا :” وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ.”(12)، وفي ذلك تشريف من الحق سبحانه وتعالى وتبويء الرسول المكانة العليا، والمنزلة السامية.

كما تحدث الشاعر إسماعيل زويريق عن مولد خير الورى حيث قال :

سرَّت بمـــــولده الأكوان قاطبةً  ۩۩  ومعجزاتُ هداه أجْلتِ الحُجُبَا (13) 

وقد وردت معانٍ كثيرة حول مولد الرسول، ومنها قول أحمد شوقي:

وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ ۩۩ وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ

الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ ۩۩ لِلديــــنِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ

(…)

يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً ۩۩ مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا (14).

كما يشير الشاعر إلى معجزات الرسول صلعم: 

الماء من كفه قـــد ســـال منسكباً ۩۩  روى الجنودَ بما مـن كفه انســـكبا(15) 

وتلك إشارة  لما جاء في صحيح البخاري حيث رُوِيَ عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أنه  قال: “رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحَانَتْ صَلَاةُ العَصْرِ، فَالْتَمَسَ النَّاسُ الوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ذلكَ الإنَاءِ يَدَهُ، وَأمَرَ النَّاسَ أنْ يَتَوَضَّئُوا منه قال:” فَرَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِن تَحْتِ أصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حتَّى تَوَضَّئُوا مِن عِنْدِ آخِرِهِم.” (16) 

وفيما يخص بيان الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول الشاعر زويريق: 

أمـــــا البيان فإن الذكـــر حجته ۩۩ فـــــقد تحــــــدى بما في آيه العرُبَا(17)

و تلك إشارة لما ورد في القرآن الكريم والحديث النبوي و الشعر العربي ومأثور الكلام:

– قال الباري عز وجل:” نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين”.(18) 

– وورد عن  الرسول صلى الله عليه وسلم قوله:” أعطيت جوامع الكلام”(19).

ومما ورد في الشعر العربي عن بيان وفصاحة الرسول صلى الله عليه وسلم، قول أحمد شوقي: 

صَدرُ البَيانِ لَـــــــــــهُ إِذا التَقَتِ اللُغى ۩۩ وَتَقَـدَّمَ البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ 

(…)

جَرَتِ الفَصاحَةُ مِن يَنابيع النُّهى ۩۩ مِن دَوحِهِ وَتَفَجَّرَ الإِنشاءُ(20).

– ومما جاء في المصادر حول بيان الرسول صلى الله عليه وسلم ما ذكره الجاحظ في ” البيان والتبيين” حيث وصف كلام خير الخلق بقوله: “هو الكلام الذي قل عدد حروفه، وكثرت معانيه، وجلَّ عن الصنعة، ونُـزِّهَ عن التكلف(…) ثم لم يسمع الناسُ بكلام قط أعمَّ نفعًا، ولا أقصدَ لفظًا، ولا أعدلَ وزنًا، ولا أجملَ مذهبًا، ولا أكرمَ مطلبًا، ولا أحسن موقعًا، ولا أسهلَ مخرجًا، ولا أفصحَ معنى ولا أبين في فحوى، من كلامه صلى الله عليه وسلم كثيراً.” (21) 

                                            =============

 ويعتمد الشاعر في المتن على الاقتباس من القرآن والحديث، ومن نماذجه ما يلي:

1- فمن الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم،  بغض النظر عما قيل حول الحديث، :” أدبني ربي، فأحسنَ تأديبي”. وأيضا في القرآن الكريم:” وإنك لعلى خلق عظيم “. (22).

الله أدبه وأحسنَ خَـــــــــــــــــــــــلقهُ ۩۩  وكــــــــــــــــــــــــــــــــــسا بأثــــواب الفضائل خُلقهُ

وأتاه من المـــــــــــــــــــــــــــــكارم ما به ۩۩  قـد فاق – ممن في البسيطة- خَلْقَهُ 

من كل مكرمة وكل فضيلة ۩۩  قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد نال مما لا يجاري حقّهُ 

فهو الذي ما جاء إلا هاديا ۩۩  يعلي مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الخلُقِ الكريم أرقَّهُ 

(…)

طوبى لمن حاذى خطاه سائرا ۩۩ يخــــــــــــــــــــــــــــــتار منهجه الكريمَ وخلقهُ 

صلى عليك الله يا خير الـــــورى ۩۩ ما استقبل الروض المشجرُ وُرْقَهُ “(23).

2- كما نلاحظ اقتباساً آخر فيما يلي: 

يقول تعالى: ” وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين.”(24)، حيث يقتبس الشاعر زويريق مضمون الآية في البيت التالي:

ما جئت إلا رحمة للناس يا ۩۩ رب اهدهِمْ للخير والإيمان (25).

إذن اعتمد الشاعر على ظاهرة التناص في بعض التشكيلات الدلالية لإعطاء قوة لغرض المدح، ولاسيما ما تعلق بخصال خير الخلق، وبعض المعجزات الذي تخص الرسول صلى الله عليه وسلم.  

ويؤكد الشاعر على رغبته في المديح في أبياتٍ عديدة، ومن نماذجها: 

محمد من به يحلو المديح ومن ۩۩ به تجلت مجاهيل المدى ألقا 

محمد المصطفى جاءت رسالته ۩۩ كأنهــــا الصبح من أنوارها انفلقا (26). 

– ويقول :

أنا لم أمدح سوى من ۩۩ حبه ليس يشـــــــــــــــــــــاب 

فهو بالمدح جـــــــــــــــــــــديرٌ ۩۩ وعلى المدح الثواب (27).

– ويقول: 

وما مدح الرسول سوى ۩۩ قصيدة حبيَ الكبرى 

ومدح المصطفى فرض ۩۩ أيا من لامــــــــــــني عذرا (28).

ويكاد كل الشعراء الذين سار الشاعر زويريق على نهجهم أن يروموا نفس الغاية ومنهم قول أحمد شوقي، حيث قال: 

ما جِئتُ بابَكَ مادِحًا بَل داعِيًا ۩۩ وَمِنَ المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ (29).

ولا يفوت الشاعر الرد على كل من يسيء للرسول سيد الخلق حيث يقول:

فكيف أسمـــح يا هذا لمن رسموا  ۩۩ فيه رسومات بدتْ من حقدهم حرَبا  (30).

فماهي تجليات الايقاع في الباب الأول من الديوان ؟ 

                                                                           **************                       

* 2 التمظهر الإيقاعي في ديوان “على النهج ” الجزء الثامن: 

بالنسبة للتمظهر الإيقاعي في متن ديوان الشاعر إسماعيل زويريق نلامسه من خلال مايلي:

أ– البحور الشعرية:

في ما يخص البحور الشعرية، فالبحر  :” هو الوزن، و يسمى بحرا لأنه لا  ينتهي مهما أخذت منه.” (31) وأول ما يمكن الإشارة إليه أن الشاعر زويريق لم يترك بحرا من بحور الشعر إلا ونظم فيه نصاًّ أو نصوصاً. ويعتبر الباب الثالث خير نموذج على ذلك والذي يحمل عنوان “ميزان الذهب في مدح خير العجم والعرب”، ويضم ستَّ عشرَةَ  قصيدةً، ويقابل عدد القصائد عدد بحور الشعر، وكل قصيدة تحتوي على ستة عشر بيتا ليكون عدد الأبيات مائتين وستة وخمسين بيتاً. 

  أما فيما يخص الباب الأول، الباب الأول المعنون ب ” السانحات السوائر ” والذي تضمن قصائد مطولة عَدَدُهَا ثلاثٌ وثلاثون قصيدةً وعدد أبياتها ألف وأربعمائة وسبعة عشر بيتاً، فجاءت بحوره كالتالي:  

القصيدةالعنوانعدد أبياتهاالصفحةالبحر الشعري
1استهلال911البسيط
2صلاة ربي1212البسيط
3إنما الدنيا7213مجزوء الرمل
4تأملات3317المتقارب
5حمامة المدينة3119الكامل
6وقوفا9021الطويل
7ليس أعلى مقاما2926الخفيف
8حبه قلبي سكن4928مجزوء الرمل
9ماذا تروم2030الكامل
10بمديحي خير الأنام6031المتقارب
11ها أنت عدت2434الكامل
12علوت2335المتقارب
13هذي الديار6336البسيط
14إلى ذكراك لا  أهفو3140مجزوء الوافر
15إن الأجلَّ في الأقل2442مجزوء الرجز
16أيها القلب3443مجزوء الرمل
17عميد القلب2245الوافر
18حرم الشعر2646مجزوء الرمل
19قد أدبت2647مجزوء الكامل
20حقق لنفسي2148الكامل
21صلاة ربي وسلامه3249الرجز
22حب الهدى2951منهوك  الرجز
23السيرة الشماء5553الكامل
24أرقت وما أرق النفس2056المتقارب
25كتاب الله2557منهوك الرجز
26أحقا2458الوافر
27إذا سلمت2159الوافر
28محمد خير الورى3060الرجز
29تحقق ما كان2762المتقارب
30يا من له أميل5264مجزوء الرجز
31قبسات من ضياء الوجد10866منهوك البسيط
32مولاي صلِّ على خير الورى2171منهوك الرجز
33نار وبرد20872البسيط
34خاتمة الجواهر5684البسيط

أما بحور هذا الباب فقد جاءت من حيث عدد ورودها و ألقابها كالتالي:

البحر الشعريعدد ورودها عدد ورود البحر تاماعدد ورود البحر مجزوءاعدد ورود البحر منهوكا
بحر الطويل1مرة واحدة—————
بحر الخفيف1مرة واحدة—————-—————
بحر  الرمل4—————–4 مرات.—————
بحر الوافر44—————-—————
بحر  البسيط55——————————
بحر المتقارب55——————————
بحر الكامل651—————
بحر الرجز8215

ب- القوافي:

القوافي جمع قافية و القافية في اللغة :” مؤخر العنق. و القافية: آخر كل شيء. “.(32) 

وفي الاصطلاح وفق ما أورده الخليل:” من آخر حرفٍ في البيت إلى أول ساكن  يليه من قبله مع حركة الحرف الذي قبله”.(33) 

 فالقافية تشَكُّلٌ مقطعيٌّ موسيقيٌّ خاص، تبنى عليه القصيدة من أول بيت إلى آخر بيت منها. 

وتعتبر القافية بحرا قد يشكل في ذاته علما قائم الذات والصفات لتنوع حروفها وتشعب أسمائها. فهي  باعتبار أنواعها:

– النوع المتدارك: /0//0

– النوع المتراكب : /0 ///0  

– النوع المتواتر: /0/0

 – النوع المتكاوس: / 0 ////0

وتتجلى معاني الأنواع في اللغة و في علم العروض كالتالي: 

1– المتواتر:

والمتواتر من فعل ” تواتر”، ومعناه:” تواترت الأَشياءُ: تتابعت . وتواترتِ تتابعت مع فترَات .وتواترتِ  جاءَت بعضُها في إِثر بعض وِتْراً وِتْراً من غير أَن تنقطع.” (34).

 فالتعريف في المعجم الوسيط نحا منحيين منحى الاصطلاح ومنحى اللغة، فالثاني يروم القصد من اللفظ في ذاته من حيث حمولته المعنوية، وما تعارف عليه العرب من خلال استعماله. أما الأول، فإن المعنى ثاوٍ ومُتَضَمَّنٌ فيه. وهو ما أجمع عليه أهل علمٍ ما أو تَخَصُّصٍ معينٍ حول المفهوم. 

2- المتراكب:

أما المتراكب فهو من فعل ركَّبَ :”ورَكَّبَ الشيءَ: وَضَعَ بَعضَه على بعضٍ، وقد تَرَكَّبَ وتَراكَبَ.

والمُتراكِبُ من القافِـيَةِ: كلُّ قافِـيةٍ توالت فيها ثلاثة أَحْرُفٍ متحركةٍ بين ساكنَين، وهي مُفاعَلَتُن ومُفْتَعِلُن وفَعِلُنْ لأَنَّ في فَعِلُنْ نوناً ساكنةً، وآخر الحرف الذي قبل فَعِلُنْ نون ساكنة، وفَعِلْ إِذا كان يَعْتَمِدُ على حَرْفٍ مُتَحَرِّك نحو فَعُولُ فَعِلْ، اللامُ الأَخيرة ساكنة، والواوُ في فَعُولُ ساكنة.(…)” (35)

 3- المُتَدَارَكُ

اسم مفعول من فعل تدارك و:” تَدَاركَت الأخبار: تتابعتْ. و تَدَاركَ الشيءَ: أدرَكهُ. و تَدَاركَ ما فات: حاول إدْراكَه.  و تَدَاركَ الشيءَ بالشيءِ: أتبعه به. (…) المُتَدَارَكُ (في العَرُوض): أحد بحور الشعر، وقد تَداركَهُ الأخْفَش على الخليل، ويؤَسَّس الشطر منه على النحو التالي: فاعلن، فاعلن، فاعلن، فاعلن.(…) والمُتَدَارِكُ (في العَرُوض): نوعٌ من القافية.” (36).

 4 – المتكاوس : 

ورد في لسان العرب :”  والتَّكاوُس: التَّراكُمُ والتزاحم. (…) وتَكاوَسَ النخل والشجر والعُشْب: كَثُرَ والتفَّ؛ (…) و تَكاوَسَ النَّبْتُ: التفَّ وسقط بعضه على بعض، فهو مُتَكاوِس. وفي حديث قتادة ذكر أَصحاب الأَيْكة فقال: كانوا أَصحاب شجر مُتَكاوِس أَي مُلْتَف متراكب، ويروى مُتَكادِس، وهو بمعناه.(…)  والمُتَكاوِسُ في القوافي: نوع منها وهو ما توالى فيه أَربع متحركات بين ساكنين، شبّه بذلك لكثرة الحركات فيه كأَنها التفَّت.” (37).

                             *****************

وقد تمظهرت هذه الأنواع بكاملها في الديوان، ومن نماذجها : 

– المتدارك : 

  مدحتك يا خير الوجود متيمـــا  ۩۩  فما ازداد قلبي فيك ألا تعلقا(38)

  هنيئاً لمن أثنى عليك قصيدهُ  ۩۩  وأبدع فيما ليس يأتيه ناســخُ (39) 

– المتراكب :

  ما الذي في الأكوان قد حدثا ۩۩ صار من غبرائها جَدثا (40) 

       إذ كلما جئت إليه مادحـــــــا ۩۩ يهزني بما أقول الطربُ (41) 

         زينة الــــــــدنيا كما ۩۩  قــــــــــــــال مالٌ وَوَلَدْ

         وســـوى ما قاله ۩۩  لم يكـنْ غير زبدْ (42) 

– المتواتر :

     الشوق يحملني على الإسراء ۩۩  فطرحت خلفي كلها أعبائي (43)

     ما جاء هذا الدين إلا رحمــة ۩۩  بعباده الأســـــــــــــياد والأقنــــان (44)

 – المتكاوس: 

وكيف لا أمدح من صفاتــــــــــــــــه ۩۩  فاقت كواكب السماء عددا (45) 

القوافي في متن ” على النهج ” لإسماعيل زويريق

–  الباب الأول المعنون ب ” السانحات السوائر “

الصفحةرويهانوعها  باعتبار حركة الروينوعها  باعتبار حركاتهاالقافية
11التاءمطلقةمتراكب– 0 – – – 0أَاوِنَتِنْ1
12القافمطلقةمتراكب– 0 – – – 0رَلْـأُفُـقَا2
13الباءمطلقةالمتواتر– 0 – 0عَابُو3
17الراءمقيدةالمتواتر– 0  0دَارْ4
19الهمزةمطلقةالمتواتر– 0 – 0نَـاءَا5
21الميممطلقةالمتدارك– 0 – – 0كَلْـلَمَا6
26الميممطلقةالمتواتر– 0 – 0سَامَى7
28النونمقيدةالمتدارك– 0 – – 0مِيوَطَنْ8
30الدال مطلقةالمتواتر – 0 – 0عَدْدَا9
31التاء مطلقةالمتواتر – 0 – 0قَٓيْـتُو10
34الدالمطلقةالمتدارك– 0 – – 0عَـى مَـدَى11
35التاء مطلقةالمتواتر – 0 – 0حُزْتَـا12
36الراءمطلقةالمتواتر – 0 – 0سَارُو13
40الراءمطلقةالمتواتر – 0 – 0ذِكْرَى14
42اللام مطلقةالمتدارك– 0 – – 0أَمْرِ جَلَلْ15
43الميم مقيدةالمتواتر – 0 – 0مَـغْنَمْ16
45الكاف مطلقةالمتواتر – 0 – 0دَاكَا17
46الميم مقيدةالمتواتر – 0 – 0هَجْجَمْ18
47الفاءمقيدةالمتواتر – 0 – 0رُوفْ19
48الدال مقيدة المتدارك– 0 – – 0وَلْجَسَدْ20
49اللام مقيدة المتدارك– 0 – – 0وَرْرُسُلْ21
51 الدال مع هاء الوصل مطلقةالمتواتر – 0 – 0مِيدَه22
53الهمزة مطلقةالمتواتر – 0 – 0بَائِي23
56اللاممطلقةالمتواتر – 0 – 0حِـلْـلَا24
57القاف مطلقة متراكب – 0 – – – 0قَدْ نَطَقَا25
58الراءمطلقةالمتواتر – 0 – 0يَـارَا26
59الياء مع هاء الوصل مطلقةالمتواتر – 0 – 0نِـيْـيَـهْ27
60بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــناء القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصيدة قائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلى تعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدد في الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقوافي(موشح)28
62اللام مقيدة المتدارك– 0 – – 0دِي حَصَلْ29
64اللاممطلقةالمتواتر – 0 – 0ثِيلُو30
66بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــناء القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصيدة قائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلى تعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدد في الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقوافي(مشطور)31
71الباءمطلقة متراكب – 0 – – – 0رَى نَسَبَا32
72الراء مطلقة متراكب – 0 – – – 0مُنْفَطِرُو33
84الباءمطلقة متراكب – 0 – – – 0فَى ذَهَبَا34

فما نخلص إليه أن أنواع القوافي من حيث حركاتها جاءت كما يلي:

المتواتر: 19 مرة 

المتراكب: 6 مرات.

المتدارك: 7 مرات. 

     وما يمكن رصده في هذا الباب أن الشاعر لجأ إلى تكسيرٍ اعتبره علماء العروض عيوباً في القافية، ومن أمثلته: 

  1. الإقواء:  فالإقواء عند العرب اختلاف حركة الروي بين الجر والرفع (…) و قد حدَّهُ الخليل على ضوء لوازم القافية التي وضع فقال:” سميتُ 

الإقواءَ ما جاء من المرفوع في الشعر والمخفوض على قافية واحدةٍ … وإنما سميته إقواءً لتخَالفه، لأن العرب تقول: أقوى الفاتلُ، إذا جاءت قوةٌ من الحبل تخالِفُ سائرَ القُوَى.”(46) ومن نماذجه في الباب قول الشاعر: 

ومن يجلب الآلام يوماً لشعبه ۩۩ إذا ثار هـــــــــــــذا الشعبُ ليس بظالم 

فما أنت إلا سافلٌ وابن سافلٍ ۩۩ وجذرك من أهل السفاهة قد نما (47) 

      فالشاعر في هذه القصيدة “وقوفاً” نهج رويا مشبعاً بالمد، إلا أن البيت تضمن روياً وجب  فيه الكسر بدل الفتح الذي يناسب الإشباع. كما يمكن القول إن لجوء الشاعر إلى القافية المقيدة بكثرة انفلاتٌ بَـيِّنٌ من ظاهرة الإقواء.

2-  الإِيطاء: هو أن تتكرر كلمة الروي بلفظها ومعناها في قصيدة واحدة من غير فاصل يعتدُّ به كسبعة أبيات، وهو مأخوذ من (المواطاة) التي تعني الموافقة، مثل:

ومثله في قصيدة “ها أنت عدت” من خلال كلمة غدا في البيت الثاني والتي تكررت في البيت الخامس:

البيـــــــــــــــــــت الثاني : أتضيع بين الــــــملهمات قصيدة ۩۩  يا ابن الـــــــــقوافي ماذا تروم غدا

البيت الخامس: قد كنت تحلم والزمـان مخاتل ۩۩  في الحلم لا أمساً تراه ولا غدا (48) 

كما لجأ الشاعر إلى ظاهرة التكسير بالانتقال من نوع للقافية إلى نوع آخر، ومن أمثلة ذلك:

– ص: 149 الانتقال من نوع المتراكب إلى المتدارك (49) 

– ص: 157 الانتقال من  المتراكب في البيت الأول إلى المتكاوس في البيت الثاني، وفي القصيدة نفسها. 

ومن نموذج ذلك قصيدة ” أهوى النبي العربي” ففي الأبيات الأربعة الأولى نلاحظ ما يلي: 

أهوى النبي العربي الأمـــــــجدا   ۩۩  عــــــــن مدحــــــــــــــــــــــــه والله لــــن أبْتَعِدَا ( متراكب)

وكيف لا أمــــدح من صــــــــفاته   ۩۩  فاقت كـــــــــــــــــــــــــــواكب السماءِ عَدَدَا ( متكاوس)

لم يحصها ممن تولوا كاتب   ۩۩  ولم أجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ممن عَرَفْتُ أَحَدَا( متكاوس)

لفضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــله وهـديه ونوره   ۩۩  قد أنجد الانام من مهوى الرَّدَى (متدارك)  (50)

ج- حرف الروي:

وإذا ما تأملنا حروف الروي في هذا الباب، فإن صفاته باعتماد دراسة الدكتور الطيب البكوش هي: (51) جاءت كالتالي:      

حرف الرويعدد ورودهصفاته
الراء5 مراتمجهور
للام5 مراتمجهور
الدال4 مراتمجهور
الميم4 مراتمجهور
الباء3 مراتمجهور
التاء3 مراتمهموس
القاف2 مرتانمهموس
الهمزة2 مرتانمهموس
النُّون1 مرة واحدةمجهور
الكاف1 مرة واحدةمهموس
الياء1 مرة واحدةمجهور
الفاء1 مرة واحدةمهموس

نلاحظ أن سبعة حروف مجهورة، وخمسة مهموسة.

إن صفة الجهر غالبة على حروف الروي في هذا الباب، والجهر في اللغة من جهر: و ” جهر بالكلام ونحوه، جهراً وجِهاراً: أعلنه”.(52) 

واصطلاحا منع جريان النفس مع الحرف؛ لقوة الاعتماد عليه، وهو من صفات القوة وضده الهمس. 

والهمس:” كل خفيٍّ من كلام ونحوه”.(53).واصطلاحاً : صفة من صفات الضعف، ومعناه: جريان النفس مع الحرف؛ لضعف الاعتماد عليه، وعدد حروفه عشرة مجموعة في حروف: “فحثه شخص سكت.” و بهذا  تكون حروف الهجاء التسعة عشر الباقية، هي الحروف المجهورة.  

ورد في اللسان :” يقال: جَهَرَ بالقول إِذ رفع به صوته، فهو جَهِيرٌ، وأَجْهَرَ، فهو مُجْهِرٌ إِذا عرف بشدّة الصوت. وجَهَرَ الشيءُ: عَلَنَ وبَدا؛ وجَهَرَ بكلامه ودعائه وصوته وصلاته وقراءته يَجْهَرُ جَهْراً وجِهاراً، وأَجْهَرَ بقراءته لغة. وأَجْهَرَ وجَهْوَرَ: أَعلن به وأَظهره، ويُعَدَّيانِ بغير حرف، فيقال: جَهَرَ الكلامَ وأَجْهَرَهُ أَعلنه. وقال بعضهم: جَهَرَ أَعْلى الصوْتَ. وأَجْهَرَ: أَعْلَنَ. وكلُّ إِعْلانٍ: جَهْرٌ. وجَهَرتُ بالقول أَجْهَرُ به إِذا أَعْلَنْتَهُ. ورجلٌ جَهيرُ الصوتِ أَي عالي الصوت، وكذلك رجل جَهْوَرِيُّ الصوت رفيعُه. والجَهْوَرِيُّ: هو الصوت العالي. “(54) 

فالمعنى اللغوي للجهر يؤكد على معنى العلن والكشف بالإعلان عن الشيء دون إخفائه. مما يحيل بداهة إلى رغبة  الشاعر في الإعلان والجهر بحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، جاهراً بالمديح: مدح خير الورى .

فحرف الروي وصفاته تؤكد  دلالة هذا البعد الدلالي وذلك من خلال هيمنة الحروف ذات صفة الجهر.

                                      =============

د- ظاهرة التكرار.  

سبقت الاشارة إلى أن التكرار يشكل قيمة إيقاعية في المتون الشعرية، وفي هذا السياق لا بد من تعريف التكرار لغة واصطلاحاً. ففي اللغة فإن التكرار كما حدده ابن منظور، هو :” الكرُّ: الرجوع.(…)  والكرُّ: مصدر كَرَّ عليه يَكُرُّ كرّاً وكروراً وتَكراراً: عطف. وكَرَّ عنه: رجع،(…) وكَرّرَ الشيء وكَرْكَره: أعاده مرة بعد أخرى.(…) والكَرُّ: الرجوع على الشيء، ومنه التَّكرْارُ “(55)

أما في الاصطلاح، فالتكرار هو إعادة اللفظ نفسه وبمعناه مرة بعد أخرى وإن اختلفت الصيغة. 

ولقد حظيت ظاهرة التكرار باهتمام النقاد والبلاغيين العرب القدامى، فكانت موضع عنايتهم واهتمامهم. و من أهم بواعث اهتمامهم بها ورودها في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، فشرعوا يفسرون دلالات هذه الظاهرة ضمن السياق القرآني، ويعلّلون ورودها في كل موضع وردت فيه. فخلصوا إلى أن التكرار في القرآن الكريم ذو أبعادٍ بيانية وقدرة إعجازية. وله أبعاد دلالية. ومما جاء في متون النقد من حيث الأبعاد الدلالية للتكرار:

  1. يقول ابن قتيبة “: ومن مذاهبهم التكرار : إرادةَ التوكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاختصار: إرادةَ التخفيف والإيجاز؛ لأن افتتان المتكلم والخطيب في الفنون، وخروجَهُ عن شيء إلى شيء- أحسن من اقتصاره في المقام على فن واحد. وقد يقول القائل في كلامه: والله لا أفعله، ثم والله لا أفعله. إذا أراد التوكيد وحَسْمَ الأطماع مِنْ أَنْ يَفْعَلَهُ .” (56).
  2. كما قال ابن الأثير :” واعلم أن المفيد من التكرير يأتي في الكلام تأكيداً له، وتشييداً من أمره، وإنما يفعل ذلك للدلالة على العناية بالشيء الذي كررت فيه كلامك؛ إما مبالغةً في مدحه أو في ذمه، أو غير ذلك،(…). وبالجملة فاعلم أنه ليس في القرآن مكرّر لا فائدة في تكريره؛ فإن رأيت شيئاً منه تكرر  من حيث الظاهر فأنعم نظرك فيه؛ فانظر إلى سوابقه ولواحقه لتنكشف لك الفائدة منه.” (57) 
  3. وقد عقد ابن رشيق القيرواني (ت 456ه) باباً للتكرار في كتابه العمدة؛ عرض فيه لأقسامه وأغراضه وأساليبه. وقد ابتدأ الحديث عن هذه الظاهرة اللغوية بقوله: “وللتكرار مواضع يَحْسُنُ فيها، ومواضِعُ يَقْبُحُ فيها؛ فأكثر ما يقع التكرار في الألفاظ دون المعاني، وهو في المعاني دون الالفاظ أقل، فإذا تكرّر اللفظ والمعنى جميعاً فذلك الخِذْلَانُ بعينه”(58) ومن ثمّ أخذت ظاهرة التكرار تحتل مكانة مهمة لدى النقاد والبلاغيين العرب؛ فقد توسعوا في تناولها، وأفردوا لها أبواباً مستقلة في مؤلفاتهم، وصار لكل منهم نظرته الخاصة، ورأيه المستقل الذي يتعلق ببواعثها ومواضعها وأساليبها.

فإذا كان الإيقاع الخارجي مُمَثَّلاً في المتواليات المقطعية التي تتشكل منها التفاعيل ذا أبعادٍ دلاليةٍ من خلال البحر الشعري والروي والقافية، فإن علماء العروض حددوا مميزات لكل بحر ولصفات الروي، ولأنواع القوافي تكشف عنها مسمياتها كما أسلفنا ذكر ذلك أعلاه، فإن الإيقاع الداخلي الذي تعكسه ظاهرة التكرار في المتن، حيث تضفي إيقاعاً خاصا على النصوص الشعرية. ولابد من الإشارة إلى أن التكرار ينحو منحيين:

  • التكرار الصوتي.
  • التكرار اللفظي.

فالنسبة للتكرار الصوتي، لا بد من التوقف عند تكرار حرف الروي باعتباره صوتاً يتكرر في كل قصيدة، إذ يشكل وحدة إيقاعية تبنى عليها القصيدة كما سبق ذكر ذك. وقد تتماثل حروف الروي في نصوص مختلفة. 

فحروف الروي في الباب الأول اختلفت من حيث صفاتها حيث إن الأكثر وروداً هي عبارة عن حروف/ أصوات مجهورة، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك. فالشاعر يجهر ويعلن بصوت عالٍ حبه للرسول الكريم.

وإذا ما تأملنا التكرار الصوتي من زاوية أخرى؛  أي بمنأى عن حرف الروي، سنلاحظ تكراراً داخل بنية البيت الشعري، ومن تمظهراته:

تكرار الصوت/الحرف: وم نماذجه:

  • تكرار حرف/ صوت اللام في البيتين التاليين:

إن الأجلَّ في الأقــــــــــــــــــــــــــــــــــــلْ     ۩۩   وليس في الأمر جللْ

من يجعل البحر  مدى     ۩۩   كيف يهاب من هللْ  (59) 

كما تكرر حرف الراء فيا يلي:

نارٌ وبردٌ هوى من غيب السفرُ   ۩۩ وكيف أنساهمُ والقلب منفطرُ(60) 

تكرار الكلمة:

أما بالنسبة للتكرار اللفظي، فيمكن النظر إليه من خلال:

1: تكرار السنا ( مفرد /جمع):

فمديح خـــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الأنبياء تقربٌ ۩۩ يضفي عليك من السنا أَسْنَاءَ (61) 

2: تكرار ليس:

فليس بالسَّبط أو بالجعد في قطط   ۩۩   وليس في جسمه ما يثلب النظر 

فليس بالشتن تشــــــــــــــــــــكو كفُّهُ غلظا    ۩۩   مـــــن حسنه غار في إشراقه القمرُ (62)

3: تكرار الصلاة بصيغ متعددة:

إن الصلاة علة المختار واجـــــــــــــــــــــــبةٌ   ۩۩   على الــــــــــــــــــــــــــــــــذي برسول الله يفتخر

قد خصه الله من دون الذين أتوا    ۩۩  بها فصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوا  عليه أيها البشرُ

حضت عليها من القـــــــــــــــــــــــــــــرآن آيته   ۩۩ صلى عليه من الخضراء من ذكروا 

يا من به آمنوا صلوا عليه وســـــــلِّ    ۩۩ مُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا فإن بها الآثام تغتفرُ 

طوبى لكم أيها المستمسكون بها    ۩۩ فبالصلاة علـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيه يَمَّحى الخطر 

يا أيها المسلـــــــــــــــمون المؤمنون ألا    ۩۩ صلوا علــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيه صلاةً ما بها بطرُ

ما كنت أرتــــــــــاح إلا بالصلاة عليـــــ     ۩۩  ـهِ كلما احتدمت في مهـــــــــــــــجتي الغيَرُ

في كل يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم أصلي ما به فرح    ۩۩ يــــــــــــــــــــــــــــزداد أو ما عليه النفس تقتدر

يا رب صل عليه ما بدت سحب        ينصــــــــبُّ منها على هذا الثرى مطرُ (63) 

4: تكرار ذو إذ تكررت 12 مرة منها:

ذو العلم ذو متتتتا يبتغى    ۩۩   ذو الحـــــــــلم والقلـــب النظيفْ

ذو الفضـــــــــــل فيما يرتجى    ۩۩   ذو القــــــــدر ذو الشـــأن المنيفْ

ذو الجود والكــــرم الذي    ۩۩    قد فــــــــــــــــــــــــــــــاق ما بذلت كفوفْ

ذو الصبر إن جل الأسى    ۩۩    ذو الطبع ذو الثوب العفيفْ (64) 

5:  تكرار اسم الرسول صلى الله عليه وسلم محمد خمسة عشرة مرة في قصيدة ” صلاة ربي”(65) 

6:تكرار صلِّ :

يا رب صلِّ عليه صَلِّ مسلما ۩۩ واجعل صلاتي رحمةً وشفاء (66) 

7: تكرار أتاني:

إلاهي أيا سندي يا ملاذي ۩۩   أتاني أتاني الضَّنَى فانحجبْتُ (67) 

8: تكرار فعل غردْ:

فَغَرِّدْ ثم غرِّدْ ثم غــــــــــردْ ۩۩ ولا تمدح سواهُ بعد ذاكَا (68) 

تكرار الجملة:

  1. كيف لا أخشــــــــى الردى   ۩۩  كيف لا أخشى الوهن (69) 
  2. مدحتُ المصطفى سراًّ    ۩۩  مدحتُ المصطفى جهراَ (70)
  3. من يستري صحـــــــــــــــــــــــابه    ۩۩  ويستري جنوده (71) 
  4. مدحت المصطفى جَهْرًا وسراًّ  ۩۩  مدحت المصطفى صبحاً وعشيه (72)

تكرار الصيغ:

– 1:

ليس للـعــــــدل طريق ۩۩ ليس للـجهل اجتنابُ  

ليس للــحــــــــــــــــــق مكان ۩۩ ليس للجهل انشذابُ 

ليس للقسط وجود ۩۩ ليس للـفقر احتجابُ (73) 

– 2: 

في عهده كل المنى ۩۩ في عصره المجدُ اتصل (74) 

– 3: 

وما أحلى الرجوع إليْكَ صَبّاً ۩۩ وما أبهى المسير على خطاكَ (75) 

-4: 

يا موطن الشرفاء والفضلاء والـ ۩۩ ـفقهاء والأدباء والشعراء (76) 

-5: 

ففي مواعظها ۩۩  ما يرفع الغسقا 

وفــي أوامـــرها ۩۩  ما يفتح الغـــــــــلقا(77) 

-6:

    فلست تبصر إلا ظــــــــــــــــــــــــــالما وقحا    ۩۩    أو جاهلا قذراً  أو حاكماً نهِبا (78) 

    فكيف لا أجتني من دونهم شرفا    ۩۩    وكيف لا يبتهي قلبي بما كتبا (79) 

-7:

ويتجلى تكرار الصيغ في رجزية الشاعر في فن التوشيح المعنونة ب :”محمد خير الورى”، ومن نماذج الرجزية قوله:

بفـضله    ۩۩   وخيره     ۩۩  وعـــــــــــــــــــــــــــلمه 

وعــدله    ۩۩   وخلقه    ۩۩  وفـــــــــــــــــــــــــــــهمه 

ورأيــــــــــه    ۩۩   ونـــــــــوره     ۩۩  سـادَ العباد

(…)

وصدقهُ  ۩۩  وقسطه    ۩۩  وعـــــــــــــــــدله

وصـبره    ۩۩  وزهـــــــده    ۩۩  وقـــــــــــــــــــــــــوله

وطــيبه    ۩۩  ووعـــده   ۩۩   راع العباد  (80) 

    فلست تبصر إلا ظــــــــــــــــــــــــــالما وقحا    ۩۩    أو جاهلا قذراً  أو حاكماً نهِبا (81) 

    فكيف لا أجتني من دونهم شرفا    ۩۩    وكيف لا يبتهي قلبي بما كتبا (82) 

– التقابلات 

– التقابل على مستوى البيتين:

نحن من جاهر العدوُّ أنــــــــــــــــــــاس   ۩۩    لن ترى فيهم من يخاف حماما

نحن من قاوم العدو فـــــــــلم يقــــــــ   ۩۩    دمْ وقد ذاق بطـــــــــــــــــــــــــــــــشنا إقــــــداما 

نحن من صاولَ الْأسُودَ فباتت  ۩۩    لا تـــــــــــــــــــــــــــــــــــرى في غير النجاة مقاما(83)

عموما فإن ظاهرة التكرار على مستوى الصوت والكلمة تعكسها الظاهرة نفسها على مستوى الجملة. 

تنوير ختامي: 

إن ثمة ترابطا بين الشعر والإيقاع داخليا كان أو خارجيا ضروريٌّ، مما يميز جنس الشعر عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى. 

ذلك أن الإيقاع “وحدة النغمة التي تتكرر على نحو ما في الكلام أو في البيت، أي توالي الحركات والسكنات على نحو منتظم في فقرتين أو أكثر من فقر الكلام، أو في أبيات القصيدة، (…) أما  الإيقاع في الشعر فتمثله التفعيلة في البحر العربي. (…) فحركة كل تفعيلة تمثل وحدة الإيقاع في البيت. (…) الوزن: وهو مجموع التفعيلات التي يتألف منها البيت.  وقد كان البيت هو الوحدة الموسيقية للقصيدة العربية “(84)

إن الايقاع بشكل عام يحقق تناغما، وفي سياق المتن يمكن تسميته ب التناغم بالمحبة كما أورد ذلك الدكتور محمد مفتاح حينما قال :” إن موضوعة المحبة مؤسسة للكون وضامنة لانتظامه وتناغمه.”(85).

وإذا كانت اللغة التي تأتلف من ملفوظات وتراكيب تحقق دلالات معينة في المتون الشعرية، فإن هناك لغة ثانية إن صَحَّ التعبير تحقق بدورها دلالات، إنها لغة خارج لغة المتون والمتمثلة في الإيقاع بنوعيه. فالبحر الشعري يحقق دلالات، وذلك بالنظر إلى نوع البحر الشعري، إذ لكل بحر خاصية في توالي التفاعيل بما يطرأ على التفعيلة من تغيير زحافاً كان أو علة من جهة ، ولهندسة البحر الشعري  تاماًّ كان أو مجزوءاً أو منهوكاً أو مشطوراً من جهة ثانية، كما أن للقافية دلالات باعتبار نوعها متواتراً كان أو مركباً أو متداركاً أو متكاوساً.

ومما لاشك فيه أن الغنى الإيقاعي في ديوان الشاعر عامة والباب الأول خاصة تمليه محبة الشاعر لرسول كل الخلق، وخير البرية، فإن كان الإيقاع بنوعيه الخارجي والداخلي  كما أسلفنا لغةً ثانية، فإنها تحتاج إلى استكناه للدلالات، ولاسيما وأن الشاعر يجول ويصول في عوالم القريض بكل بحوره، وبتنوع غزير على مستوى القوافي، ذلك أن الشاعر زويريق سعى إلى  التنويع القافوي في متن ” على النهج ” عامةً، والباب الأول ‘السوانح السوائر” خاصةً لما تحتله القافية في الشعر العربي قديمه وحديثه، وسيراً على ما قاله علماء الشعر حيث قال ابن حازم القارطاجني في ” منهاج البلغاء وسراج الأدباء”:”(…) قال بعض العرب لبنيه:” اطلبوا الرماح فإنها قرون الخيل  وأجيدوا القوافي فإنها حوافر الشعر؛ أي عليها جريانه واطِّراده،  وهي مواقفه. فإن صحَّت استقامت جريته وحسنت مواقفه ونهاياته”.”(86) 

كما نوع الشاعر من حروف الروي، إضافة إلى تكثيف ملحوظ لظاهرة التكرار خصوصا الحروف المجهورة إعلانا منه لحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وما تحققه أيضاً ظاهرة التكرار على مستوى الكلمة والجملة والصيغ الصرفية، ذلك أن التكرار كما سبق ذكر ذلك وما ذهب إليه ابن قتيبة يهدف إلى إرادة التوكيد والإفهام، حيث أن الشاعر يؤكد مدى حبه لرسول البشرية ومدحه والذود عنه صلى الله عليه وسلم، وتنضاف لذلك ظاهرة التقابلات التي تحقق نغمةً خاصةً وكأننا بالشاعر إسماعيل زويريق يعزف الجمال والدلالة في آنٍ عزف الإنسان المبدع الفذ  على الرنج بإيقاعٍ يحقق المقاصد والمرامي. 

الهوامش:

(1)  إسماعيل زويريق، ” على النهج ”  قصائد في المديح النبوي، الجزء الثامن، المطبعة والوراقة الوطنية، الطبعة الأولى 2021.

(2) عبد الله محمد الغزالي، ” النص الأدبي من الاستجابة إلى التأويل”، مكتبة آفاق والتوزيع، الكويت، الطبعة الأولى 2011، ص: 115. 

   (3) بهاء الدين عبد الله بن عقيل ، ” شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك “، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد،  المكتبة العصرية بيروت،  الجزء الثاني، الطبعة    

         الثانية [ دون ذكر تاريخ الطبع ]، ص:3.

(4) ابن منظور، “لسان العرب”، دار صادر بيروت، [دون ذكر تاريخ الطبع]، المجلد الثاني،  ص: 383.

(5) محمد أحمد بن طباطبا العلوي ” عيار الشعر”، شرح وتحقيق عباس عبد الساتر، مراجعة نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1982، ص: 9.

(6) محمد أحمد بن طباطبا العلوي ” عيار الشعر”، شرح وتحقيق عباس عبد الساتر، مراجعة نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1982، ص: 11.

(7) البحتري ” ديوان البحتري”، شرحه الدكتور يوسف الشيخ محمد، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، مجلد من جزأين. الجزء الأول، طبعة 2000، ص: 196.

(8) ابن منظور، “لسان العرب”، دار صادر بيروت، [دون ذكر تاريخ الطبع]، المجلد الثاني، ص: 490.

(9) المعجم الوسيط “، مجمع اللغة العربية ، المكتبة الإسلامية استانبول تركيا، مجلد من جزأين، الجزء الأول ، الطبعة الثانية، 1972، ص: 453.

(10) المعجم الوسيط “، مجمع اللغة العربية ، المكتبة الإسلامية استانبول تركيا، مجلد من جزأين، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 1972، ص: 467.

(11)الديوان، ص: 84

(12) سورة الشرح، الآية 4. 

(13) الديوان، ص: 84 

(14) أحمد شوقي، ديوان الشوقيات ، نشر مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، طبعة 2014، ص: 41. 

(15) الديوان، ص:84. 

(16) محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي “صحيح البخاري”، تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى 1422ه، الجزء الأول، ص: 45.

(17) الديوان، ص:85 

(18) سورة الشعراء: 193/ 195.

(19) مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري “صحيح مسلم” تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الجزء الأول، [دون ذكر تاريخ الطبع]، ( أخرج  مُسلِم الحديث برقم [523].) ص: 371  

(20) أحمد شوقي، ديوان الشوقيات ، نشر مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، طبعة 2014، ص: 43.

(21) الجاحظ، ” البيان والتبيين”، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، دار الجيل بيروت، الجزء الثاني، [دون ذكر تاريخ الطبع]. ص: 17- 18. 

(22) سورة القلم الآية 4.

(23)، الديوان، ص:89.

(24) الأنبياء الآية 107. 

(25) الديوان، ص:96.   

(26) الديوان ، ص: 12. 

(27) الديوان، ص: 16.  

(28) الديوان، ص: 41. 

(29) أحمد شوقي، ديوان الشوقيات ، نشر مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، طبعة 2014، ص: 46.

(30) الديوان، ص: 84.

(31) نور الدين صمود “تبسيط العروض” الدار العربية للكتاب، تونس 1985، ص:280.

(32) “المعجم الوسيط “، مجمع اللغة العربية ، المكتبة الإسلامية استانبول تركيا، مجلد من جزأين، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، 1972، ص: 752.

(33) أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني العمدة في محاسن الشعر وآدابه”، تحقيق محمد قرقزان، مطبعة الكاتب العربي، دمشق، الجزء الأول، الطبعة الثانية 1994، ص: 294.

(34) “المعجم الوسيط “، مجمع اللغة العربية ، المكتبة الإسلامية استانبول تركيا، مجلد من جزأين، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، 1972، ص: 1009.

(35)  ابن منظور، “لسان العرب”، دار صادر بيروت، [دون ذكر تاريخ الطبع]، المجلد الأول، ص: 432.

(36) “المعجم الوسيط “، مجمع اللغة العربية ، المكتبة الإسلامية استانبول تركيا، مجلد من جزأين، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 1972، ص: 281.

(37) ابن منظور، “لسان العرب”، دار صادر بيروت، [دون ذكر تاريخ الطبع]، المجلد  السادس؛ ص: 200.

(38) الديوان،ص:107 

(39) الديوان،ص: 127

(40) الديوان، ص:126

(41) الديوان، ص:113 

(42) الديوان، ص: 149. 

(43) الديوان، ص:53

(44) الديوان، ص:96

(45) الديوان، ص: 157.

(46) محمد العلمي ” العروض والقافية، دراسة في التأسيس والاستدراك”، دار الثقافة، البيضاء المغرب، الطبعة الأولى 1983: ص: 177. 

(47) الديوان، ص: 23.

(48) الديوان، ص: 34.

(49) الديوان، ص: 149.

(50) الديوان، ص: 157.

(51) الدكتور الطيب البكوش”التصريف العربي من خلال علم الأصوات الحديث”، الطبعة الثانية، 1987نشر وتوزيع مؤسسات عبد الكريم بن عبد الله، تونس، ص: 44/54.

(52) “المعجم الوسيط “، مجمع اللغة العربية ، المكتبة الإسلامية استانبول تركيا، مجلد من جزأين،  الجزء الأول، الطبعة الثانية، 1972، ص: 142.

(53) “المعجم الوسيط “، مجمع اللغة العربية ، المكتبة الإسلامية استانبول تركيا، مجلد من جزأين، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، 1972، ص: 994.

(54) ابن منظور، ” لسان العرب”، دار صادر بيروت، [دون ذكر تاريخ الطبع]، المجلد الرابع، ص: 105.

(55)ابن منظور، “لسان العرب”، دار صادر بيروت، [دون ذكر تاريخ الطبع]، المجلد الخامس؛ ص:135.

(56) عبد الله بن مسلم بن قتيبة “تأويل مشكل القرآن”، تحقيق وشرح ونشر  السيد أحمد الصقر، مكتبة دار التراث القاهرة، الطبعة الثانية 1983،  ص:235.

(57) ابن الأثير “المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر”، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباني الحلبي وأولاده، مصر 1939،ج2، ص:158.

(58) أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني “العمدة في محاسن الشعر وآدابه”، تحقيق محمد قرقزان، مطبعة الكاتب العربي، دمشق، ج2، الطبعة الثانية 1994، ص: 683.

(59) الديوان، ص: 42. 

(60) الديوان، ص: 72.

(61) الديوان، ص:19. 

(62) الديوان، ص:78.

(63) الديوان، ص:79.

(64) الديوان، ص:47.

(65) الديوان، ص:12. 

(66) الديوان، ص: 20. 

(67) الديوان، ص: 31. 

(68) الديوان، ص: 45. 

(69) الديوان، ص: 28.  

(70) الديوان، ص: 40.

(71) الديوان، ص:51.

(72) الديوان، ص:59.

(73) الديوان، ص:15 

(74) الديوان، ص:42.

(75) الديوان، ص45. 

(76) الديوان، ص: 53. 

(77) الديوان، ص: 57. 

(78) الديوان، ص:85.

(79) الديوان، ص:86.

(80) الديوان، ص:60 / 61. 

(81) الديوان، ص:85.

(82) الديوان، ص:86.

(83) الديوان، ص26.

(84)محمد غنيمي هلال:” النقد الأدبي الحديث”، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ، الفجالة،  القاهرة، ص: 435- 436.

(85) محمد مفتاح ” الشعر والكون التخييل الموسيقى المحبة “، شركة التوزيع والنشر المدارس، الدار البيضاء، الطبعة 2002، ص: 159. 

(86) أبو الحسن حازم القرطاجني “منهاج البلغاء وسراج الأدباء”، تقديم وتحقيق محمد الحبيب بن الخوجة، دار الغرب الإسلامي، بيروت لبنان، الطبعة الثالثة، 1986، ص: 271. 

مارس- أبريل 2022 

مراكش 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد