الرائدة في صحافة الموبايل

نافع وديع.. يكتب عن “مأزق الحدث “

يقول نيتشه “التسمية سلطة ” وفي مقام آخر يقول المؤرخ والمفكر عبد الله العروي “العنونة فخ في طريق المؤرخ “.. وعلى هذا المنوال والمنهج يسير جل المفكرين ويحذرون من مسألة الإصطفاف والحكم على حدث من الأحداث التاريخية بدون تفكير وروية.
مثلا ماحدث سنة 2011 نجد من القنوات الإعلامية والصحفية وبعض المفكرين يسمونه ربيعا عربيا، وفي المقابل، إتجاه آخر يسمي نفس الحدث خريفا ودمارا عربيا. ونفس الأمر ينطبق على مسميات كثيرة، فالثورة قد نجدها في مسميات كثيرة كالإنتفاضة أو التمرد أو الشغب …الخ من المسميات والعنونات الإديولوحية التي قد يعرف بها نظام الحاكم او المعارضة التي تتبنى إسم من هذه المسميات التي تدل على هذه الأحداث التاريخية.
عموما إن المؤرخين والصحافيين والإعلاميين أخطر ما يواجههم في مسألة تحري الموضوعية في نقل الخبر هو مسألة العنونة كما يسميها الأستاذ عبد الله العروي .
وبمعنى آخر، ماهي المعايير والإستنادات والأدلة والحجج التي تجعلني أسمي هذا الحدث “ثورة” وليس “تمرد ” و “شغب ” أو لماذا أسمي هذا الحدث بإسم ما دون غيره من الأسماء …الخ.
ولهذا فيما أعتقد أن التاريخ أو المؤرخ بشكل عام لن يصل للموضوعية في أبحاثه ودراساته المستقبلية مالم يتوقف كثيرا على طبيعة الحدث والإسم الذي لفق له أو ألبس له من طرف فئات معينة سواء كانت متقاطعة او متصارعة ومتناقضة مع بعضها.

كتبه نافع وديع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد