الرائدة في صحافة الموبايل

بداية الهدنة.. نهاية العدوان على غزة وفرصة لإسرائيل لحفظ ماء الوجه؟!

عادة نهاية الحروب تبدأ بالمفاوضات والهدن المؤقتة التي تتجدد وتتمدد إلى أن يطول الأمد ويصبح المؤقت دائما وتضع الحرب اوزارها.
العدوان على غزة دخل في هدنة لأربعة أيام ابتداء من يوم الجمعة 24 فبراير 2023 بعدما رضخت إسرائيل مرغمة لشروط المقاومة وهي التي رفضت في البداية كل المساعي لإنهاء العدوان الهمجي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وضربها عرض الحائط القرار الأممي لوقف إطلاق النار وعدم الإنصياع لمطالب مدعمها الأساسي الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها جو بايدن في العدوان على أطفال ونساء وشيوخ غزة ببلوغ أهدافها في أسرع وقت وبعد ذلك تطبيق هدنة إنسانية.

فيا ترى ماهي اهم الأسباب التي غيرت موقف إسرئيل
المتصلب لترضخ إلى شروط حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية وتقبل بإطلاق سراح 150 أسيرا من الأطفال والنساء الفلسطنيين مقابل 50 من مثلهم من الإسرائيلين ودخول300 شاحنة يوميا محملة بالوقود والمؤن عبر معبر رفح الذي يعتبر معبرا فلسطينيا مصريا، بعد ما رفضت دخول الوقود إلى غزة؟!
هناك عدة متغيرات شهدتها المنطقة ومنها من كان حاسما ويهدد بتوسيع دائرة الحرب وتحويلها إلى حرب إقليمية.

السبب الأول لقبول الهدنة، ضغط الشارع الإسرائيلي على رئيس الوزراء وحكومته اليمينية المتطرفة خصوصا أهالي رهائن كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية
الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في العتاد والأفراد
عدم شعور الشعب الإسرائيلي بالإطمئنان جراء الرشقات الصاروخية المتتالية للمدن الإسرائلية
ركود وخسائر الاقتصاد الإسرائيلي
الضغوط الأمريكية على حكومة نتنياهو التي لم تستطيع تحقيق أي نتائج أو هدف على مستوى المعارك البرية بالرغم من الدعم المطلق الأمريكي.
ضغط الشارع الأوربي على حكومة الدول المدعمة لإسرائيل
إشتعال جبهة الشمال وتبادل إطلاق النار مع حزب الله
لكن حسب أغلب الخبراء فإن دخول انصار الله اليمنيين إلى الحرب كان حاسما لقصفها بصواريخ باليستية مدنا إسرائيلية خصوصا إيلات وحجزها لسفينة في ملكية اسرائيلي.
تهديد الحوثيين بقصف كل السفن الإسرائلية أو سفن الدول المساندة للعدوان الإسرائيلي التي تمر من باب المندب أو البحر الأحمر ووصل التهديد أصلا إلى مضيق هرمز
منع السفن المتوجهة إلى آسيا عبر باب المنذب سيساهم في خلق أزمة اقتصادية نتيجة ارتفاع أثمنة السلع نطرا لإرتفاع مصاريف نقل السلع الناتجة عن تغيير طرق الملاحة ومصاريف التأمين التي ارتفعت مع بروز مخاطر تعرض السفن إلى هجمات جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن.

أهم حصلية ل “طوفان الأقصى”
ردت فعل الحكومة الإسرائلية التي انشأت كببنيت أو حكومة مصغرة لإدارة العدوان على غزة كان عنيفا حيث تعرضت مدينة غزة إلى قصف جوي بري وبحري مكثف مدعم من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وبجميع انواع الطائرات والقنابل بما فيها المحرمة دوليا. بغية القضاء على حركة حماس وتهجير الشعب الفلسطيني إلى صحراء سينا وإلى الأردن حيث أمطرت مدينة غزة بما يوازي قنبلتين ذريتين وأطنان من القنابل خلفت 20000 قتيل منهم 14000 مباشر و6000 لازالوا تحث الانقاض و35000 جريح للتذكير جريح حرب يعني جروح متوسطة او بليغة او فقدان أحد الأعضاء.
القصف العنيف خلف أيضا 16000 نازح مما يشكل 80٪ من ساكنة غزة البالغة 2،2 مليون نسمة
إلحاق اضرارا جسيمة بالبنية التحتية من مدارس ومستشفيات ووحدات سكنية ومساجد وكنائس وطرقات
كل هذا القصف الذي تواصل لمدة تقارب 48 يوما لم يستطع القضاء على حركة حماس ولا أن يضعف قدراتها العسكرية، حيث أظهرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس و سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي مقاومة عنيفة للجيش الإسرائيلي الذي دخل في حرب برية مع فصائل المقاومة الفلسطينية كبدته خسائر غير متوقعة في العتاد والأفراد.
طوفان الأقصى حقق عدة مكاسب للمقاومة مقابل خسائر فادحة تكبدتها إسرائيل عسكريا، اقتصاديا سياسيا، أمنيا. ومجتمعيا.
حركة المقاومة اسقطت أسطورة الجيش الذي لايقهر وهزم الجيوش العربية في كل المعارك مع استثناء حرب اكتوبر 1973 تجاوزا، حيث اوقعت ضباطا وجنودا إسرائليين بين قتيل وجريح وأسير، وتدميرها لآليات عسكرية جد متطورة مركبات ميركافا ودبابات النمر بأسلحة بدائية طورتها
الكفاءات العسكرية لكتائب القسام كقدائف الياسين 105 والعبوات الناسفة.
دحضها للموساد كأقوى جهاز الإستخبارات في العالم وتوجيهها ضربة قوية لتكنولوجيا التصنت والتجسس الإسرائيلية بعد عملية طوفان الأقصى في 07 اكتوبر 2023.
إخلاء المستوطنات ودكها بصواريخ المقاومة وإقامة مخيمات للمستوطننين شكل عبئا على الإقتصاد الإسرائيلي الذي تضرر أصلا من الحرب على غزة وسجل ركودا على مستوى جميع القطاعات الانتاجية، الصناعية و السياحية.
ارتفاع ميزانية الحرب ب 1/4 مليار دولار امريكي يوميا، حيث سجل الشيكل أدنى مستوياته منذ أربعين عاما مقارنة مع الدولار.
سياسيا اسرائيل بدأت تفقد تأييد بعض الدول خصوصا التي توجد تحت ضغط الشارع كأنجلترا التي شهدت سقوط وزيرة داخليتها المدعمة لإسرائيل تحت ضغط الشارع البربطاتي،
خروج تظاهرات حاشدة في كل من ألمانيا وأمريكا مطالبة بوقف العدوان على غزة.
فقدان الثقة في تصريحات المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائليين بتلفيقهم التهم وفبركة الفيديوهات التي سرعان ما تنكشف حقيقتها ويفقد الساسة والعسكريون الاسرئليون المصداقية داخل الدول المدعمة لهم، وخير دليل خروج رئيس الوزراء ووزير الحرب السابق الإسرائيلي يهود براك على قناة CNN الأمريكية، مأكدا أن الأنفاق بمستشفى الشفاء تم حفرها من طرف إسرائيل،
وشهادة الأسيرة الإسرائلية التي أشادت بالمعاملة الإنسانية للرهائن من طرف عناصر المقاومة
فهل الهدنة مناسبة لوقف الحرب وفرصة لإسرائيل لحفظ ماء الوجه ووقفا لخسائرها البشرية والمادية
الفادحة أم أن نتنياهو الذي انتهى سياسيا مع حزبه الليكود سيحاول إطالة أمد الحرب للإفلات من المحاكمة ودخوله السجن؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد