الرائدة في صحافة الموبايل

رسالة إلى السيد عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار

تقدم الاستاذ عبد الحق غريب برسالة مفتوحة غير عادية موجهة إلى السيد عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وهذا نص الرسالة كما توقع به الموقع الإخباري الشامل دنابريس.

“السيد الوزير ؛

أوجه إليكم رسالة تختلف عن الرسائل المعتادة… هي رسالة للإخبار والتأمل، ولا علاقة لها بالرسائل التي اعتادت وزارتكم أن تتوصل بها حول التلاعب في نتائج مباريات توظيف الأساتذة والموظفين التي أصبح فيها معيار المحسوبية والزبونية هو القاعدة (زوجات وأبناء الأساتذة…)، أو الصفقات العمومية المشبوهة والفساد الذي تفشّى بشكل ملفت في كل الجامعات، او مشاكل الإصلاح البيداغوجي الذي قررتم تنزيله بشكل انفرادي ومتسرّع، ضدا على رأي وملاحظات الأساتذة الباحثين، وغير ذلك من المشاكل التي تعرفها الجامعة العمومية منذ أن تولَّيتم مهمة تسيير قطاع التعليم العالي.

السيد الوزير ؛
يؤسفني ويؤلمني أن احيطكم علما بالطريقة الفريدة، الغريبة، العجيبة والمتفرّدة التي تم اعتمادها مؤخرا في انتخابات هياكل الجامعة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، حيث توجد أقدم جامعة في العالم (اقتراع يوم 11 دجنبر 2023). وهذه الطريقة هي كالتالي :
تخصّص إدارة المدرسة صندوقا واحدا لانتخاب أعضاء مجلس المؤسسة وصندوقا واحدا آخر لانتخاب أعضاء مجلس الجامعة، دون التمييز في أوراق/أظرفة الاقتراع بين فئة الأساتذة المحاضرين وفئة الأساتذة المحاضرين المؤهلين وفئة أساتذة التعليم العالي… وهو ما يعني ان الأستاذ المحاضر يمكنه أن يصوت على الأستاذ المحاضر المؤهل أو أستاذ التعليم العالي والعكس صحيح… وهذا العَجب العُجاب في عملية الانتخابات لن تجد له مثيلا حتى في جماعة قروية نائية حيث الهيئة الناخبة والساهرين على العملية أغلبهم أميين أو لديهم مستوى دراسي ضعيف.. بالإضافة إلى خروقات أخرى أشار إليها الأساتذة في شكاياتهم وطعونهم.

أما ما يحزّ في النفس في انتخابات المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس هو أن نتائجها تتضمن خروقات واضحة ومفضوحة تستوجب إلغاء العملية برمتها، ورغم ذلك لم يحرك المسؤولون ساكنا، وهو ما يعتبر تزويرا يعاقب عليه القانون… على سبيل المثال لا الحصر، تجد عدد الاصوات التي حصل عليها فائز من فئة ما أكثر من عدد المصوتين من نفس الفئة !!

السيد الوزير ؛
كما سبق وأن قلت في البداية، أوجه لكم هذه الرسالة للإخبار والتأمل فقط، وليس من أجل أن اطلب منكم فتح تحقيق في هذه الفضيحة للإطلاع على الطعون والخروقات التي وقف عليها الٱساتذة الباحثون بالمؤسسة، وتوصل بها السيد رئيس الجامعة دون أن يحرك ساكنا، ولا إقالة رئيس الجامعة لأن ما وقع يسيء إليكم وإلى وزارتكم، قبل أن يسيء إلى الجامعة والمدرسة والأستاذ الجامعي، خاصة وأن الفئة الناخبة والساهرين على عملية الانتخابات يعتبرون نخبة المجتمع، ويُفترض أن يكونوا قدوة للمواطنين في سلامة الانتخابات، وأن تكون انتخاباتهم نزيهة وذات مصداقية ونموذجا في ممارسة الديمقراطية واحترام القانون.

السيد الوزير ؛
ألتمس منكم التأمل في ما جرى بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس، على غرار ما يجري في جل مؤسسات التعليم العالي بمناسبة الانتخابات أو مباريات المناصب أو غيرهما، بإيعاز من المسؤولين، جلّهم لا يستحق أن يتحمل المسؤولية في تلك المناصب، بعد أن فازوا في مباريات أنتم أدرى من أي كان أنها غير نزيهة، وأن اختيارهم لم يكن عن جدارة واستحقاق، بل عن طريق المحسوبية والزبونية… تأملوا السيد الوزير البيت الشعري للمتنبي : “إذا كان ربّ البيت بالدفّ ضاربا.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص”.

التوقيع : ذ. عبد الحق غريب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد