زراعة الزيتون في سوريا.. تراث قديم ومستقبل واعد
كتب محمد باسم الجاجة
في سوريا، تعتبر زراعة الزيتون جزءًا لا يتجزأ من التراث الزراعي القديم والثقافة الغنية للبلاد، فالمناخ المتوسطي والتضاريس المناسبة تجعل سوريا مكانًا مثاليًا لزراعة أشجار الزيتون وإنتاج زيت الزيتون الفائق الجودة.
ومنذ آلاف السنين، كانت زراعة الزيتون تلعب دورًا حيويًا في اقتصاد وثقافة الشعب السوري، إذ تستخدم ثماره في إنتاج الزيت العالي الجودة، الذي يعتبر أحد أهم المكونات في المطبخ السوري التقليدي. كما يُستخدم الزيتون الطازج والمخلل في صنع مجموعة متنوعة من الأطباق والوجبات الشهية.
ومع ذلك، عانت صناعة زيت الزيتون في سوريا خلال السنوات الأخيرة بسبب الصراعات والأزمات التي تعصف بالبلاد. لكن مع تحسن الأوضاع الأمنية والاستقرار التدريجي، تشهد صناعة الزيتون في سوريا نهضة ملحوظة.
يعمل الفلاحون السوريون بجد لإعادة زراعة الأشجار المتضررة وتجديد البساتين، وذلك بهدف استعادة الإنتاجية وإعادة بناء الاقتصاد المحلي. مع تسجيل ما تتمتع به هذه الأشجار القديمة من قدرة تحمل مذهلة وقدرتها على إنتاج ثمار غنية بالزيت العالي الجودة، مما يساعد في إعادة تعزيز صناعة زيت الزيتون في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، تتلقى سوريا الدعم والمساعدة من المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية التي تسعى لتعزيز القدرات المحلية وتطوير صناعة الزيتون، حيث يتم تقديم التدريب والإرشاد الفني للفلاحين، وتوفير المعدات والتقنيات الحديثة لتحسين إنتاجية المزارع وجودة المنتج النهائي.
هذا وتشهد أسواق الزيتون المحلية والدولية طلبًا متزايدًا على زيت الزيتون السوري الفائق الجودة، فهو يتمتع بمذاق فريد وخصائص غذائية ممتازة، بل يعتبر زيت الزيتون السوري من بين أفضل الزيوت في العالم، ويحظى بشهرة دولية متزايدة.
وقد يساهم نمو صناعة زيت الزيتون في سوريا في تعزيز الاقتصاد المحلي وكذا توفير فرص عمل جديدة للمجتمعات الريفية، وبالتالي الحفاظ على التراث الزراعي والبيئة الطبيعية في البلاد.
بهذه الطريقة، يعكس قطاع زراعة الزيتون في سوريا تطورًا مستدامًا ومستقبلًا واعدًا، ومن خلاله يستعيد الفلاحون السوريون ريادة الأجداد ويواجهون التحديات بإصرار وعزيمة، مع الثقة في أن زراعة الزيتون ستستمر في أن تكون ركيزة أساسية في اقتصاد سوريا ومصدرًا للفخر والثراء الثقافي.