الرائدة في صحافة الموبايل

لا دِيدي لا حب الملوك..!!


الكثير مِنا يسمع هذا المثل الشعبي( لا ديدي لا حب الملوك) مثل معروف يتردد على كل لسان، خصوصا أثناء ضياع الفرص. ومن بين ما يعنيه بالتحديد، الخسارة الكاملة التي ما بعدها ربح. إلا أن اغلب الناس لا تدري اصل هذا الكلام ومصدر هذه العبارة.
يُحكى مِمَا يُحكى، والعهدة على من حكى، أن في عهد الاستعمار كان لأحد الفرنسيين، ويدعى ديدي ضيعة كبيرة من الكرز او ما يسمى باللغة العامية بفاكهة حب الملوك ضواحي صفرو، وصفرو تُـعرٓف منذ زمان بعاصمة هذه الفاكهة اللذيذة، وأثناء فترة جني المحصول الذي يبدأ من آواخر ماي ويمتد الى النصف الثاني من شهر يونيو من كل سنة. كان شباب المنطقة القريبة من ضيعة هذا الفرنسي ديدي يستغل هذه الفترة، للعمل بالضيعة…
ذات يوم أسود، حلَـت بالمدينة عاصفة رعدية مصحوبة بالبرد (التيبروري) وجراء ذلك أُُتلفت غِلال الكرز بشكل كامل مما حدا بديدي المسكين بعد معرفته بالمصيبة التي حلَت به، الى وضع حد لحياته، بإطلاق الرصاص على نفسه، حزنا على ضياع الموسم.
بعد انتشار الخبر، أُصيب عمال الضيعة بحزن شديد، وصار الجميع يبكي الرجل، ويقول:
” لا ديدي لا حب ملوك…لا ديدي لا حب الملوك..” فالمصيبة كانت عليهم كبيرة، أدت لخسارة الكرز وصاحب الكرز….
من الضروري ان نشير أن الكثير يعتقد بصحة وواقعية هذه القصة المتداولة، وفي نفس الوقت، آراء اخرى، تقول بعدم صحة اصل الحكاية وان المصدر الحقيقي لهذا المثل له حكاية أخرى ترجع جذورها الى الأندلس.
مناسبة هذا الكلام هو تسليط الضوء على فاكهة حب الملوك، وما لحقها هي الأخرى هذه السنة من غلاء فاحش، حيث يبقى حسب الآراء التي استقيناه في هذا الصدد، فوق طاقة أغلب المغاربة خصوصا اصحاب الدخل المحدود؛ فمجرد الاقتراب من فاكهة حب الملوك، او حتى سؤال بائعها عن سعرها ولو من باب المزاح يصيب السائل بالدوران…لأنه بالفعل كما تقول التصريحات ” تجاوز كل الحدود المعقولة، ووصل إلى:
“مابين40/45/50 درهما للكيلو غرام الواحد…لذلك يستحيل على الغالبية العظمى ممن كان يبتاع هذه الفاكهة في مثل هذا الوقت من السنة ان تكون كما العادة من ضمن المقتنيات، بهذا الثمن…!!”
لذلك يحق لعاشق هذه الفاكهة المميزة أن يقول مع نفسه:
“لا ديدي لا حب الملوك”
ديدي كناية على أشياء أخرى كانت الى عهد قريب في المتناول، وصارت في الوقت الحالي صعبة المنال. للأسف ما أكثر امثال حب الملوك في الأسواق…، فالغلاء سيمة كل البضائع والسلع…!!؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد