الرائدة في صحافة الموبايل

وداعاً أحمد الهيبة الشيخ ماء العينين وياه أيقونة الإعلام المغربي

ٱنتقل إلى جوار ربه، وقد أسلمت روحه الطاهرة لبارئها قيدوم الإذاعيين، المسمى قيد حياته أحمد الهيبة الشيخ ماء العينين، المعروف في الأوساط الإعلامية الجهوية والوطنية بٱسم الهيبة وياه، وهو يعد من الرعيل الأول من أبناء الأقاليم الجنوبية.

الراحل من مواليد 1949 بمنطقة تافودارت، ولج الحقل الإعلامي مستفيدا من فترة تكوينية بالدار البيضاء سنة 1974، وفي شهر أكتوبر منها عمل صحافيا بإذاعة صوت التحرير والوحدة بطرفاية التي كانت توجه برامجها السياسية، ضمن تقارير تروم دحض أغلال الإنفصاليين وخصوم الوحدة الترابية والكشف عن زيف أطروحاتهم الواهية.

في نونبر من سنة 1975، ساهم بجانب فريق إعلامي متمرس وأسماؤه وازنة مرموقة في عالم الإعلام، في تغطية حدث القرن العشرين، حدث الزحف الأخضر في المسيرة الحسنية السلمية، بجانب المتطوعات والمتطوعين.

في الفترة الممتدة من سنة 1979 إلى 1984، اشتغل بمحطة المسيرة للتلفزة التابعة للإذاعة والتلفزة بالعيون.

سنة 1985، شارك ضمن فريق إعلامي في تغطية أول زيارة ملكية ميمونة للعيون قام بها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه.

في الفترة الفاصلة بين سنتي 1985 و2005، أغنى الخزانة الإذاعية بإذاعتي العيون والداخلة الجهويتين بعدة برامج ذائعة الصيت، من قبيل “جولة الميكروفون” و”الوطن غفور رحيم”، قدمها ضمن برامج إذاعة العيون، و”حدائق المعرفة” و”خيمة الأدب والثقافة”، ضمن برامج إذاعة الداخلة، فضلا عن إنجازه لمراسلات للإذاعة المركزية. سنة 2005، خلفا للسيد عزيز الشديري، عين الراحل رئيسا لمحطة الإذاعة الجهوية بالداخلة، وبقي بها حتى أحيل على التقاعد سنة 2020، ليخلفه السيد يونس الكنتي.

الفقيد الراحل خلال مساره المهني الحافل نظمت له عدة تكريمات في الداخلة والعيون وگلميم والرباط..

من أهم إنجازاته النوعية نيله الجائزة الوطنية الأولى في استحقاق مسابقة “نجوم بلادي”، التي نظمتها الإذاعة الوطنية سنة 2006، مشاركا ضمن برنامجه “حدائق المعرفة” في صنف الروبورطاج البيئي بموضوع له رواجٌ عالج فيه إشكالية تعرض الحيوان البرمائي الفقمة أو عجل البحر للانقراض وهي قضية تهم بلدان المغرب وموريتانيا وإسبانيا، وكان موضوع عمله موسوما بعنوان: “حتى لا تحتضر فقمة شواطئ جهة الداخلة وادي الذهب!”، متمما بحس إذاعي ونفس بيئي البحث الذي أنجزه الصحافيون الشباب بثانوية الإمام مالك التأهيلية بالداخلة، في إطار المسابقة التي تنظمها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.

إن الفقيد أحمد الهيبة الشيخ ماء العينين (وياه)، حفيد المقاوم الوطني الكبير والقطب الرباني أحمد الهيبة الشيخ ماء العينين، سلك من عمره المهني 46 سنة، تخللتها تغطياته الميدانية لمعارك وحدوية بطولية لقواتنا المسلحة الملكية المرابطة بتخوم الصحراء المغربية، واضعا راحته وروحه على راحة يده، مخلصا لشعارنا الوطني الأبدي الخالد: الله الوطن الملك.

نعم، ست وأربعون سنة قضاها الراحل بشغف وصدق وأمانة، خدمة للرسالة الإعلامية الإذاعية النبيلة الشريفة بكل حب ووفاء وعطاء، ويستحق منا جعل الأجيال القادمة العاشقة للحقل الإعلامي أن تطلع على تجربته وتكون القدوة ومصدر الإلهام.

المشمول بعفو الله أحمد الهيبة الشيخ ماء العينين (وياه)، أب لثلاثة أبناء، حاصل على وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة، ووسام المسيرة الخضراء.

فلترقد في لحدك منارتنا الإعلامية الشامخة الباذخة، هنيئا مريئا بما أعطيت…

وأنت تغادرنا فقيدنا العزيز، رجاء بلغ سلامنا لجيل إعلامي نوعي غادرنا إلى دار البقاء، محمد بنددوش وعيسى الفاسي وآخرين… فكلكم أديتم الواجب وصنتم الأمانة في مهنة المتاعب بكل وطنية خالصة، صادقة، وبكل وفاء قل نظيره وعز مثيله. لروحكم السلام، فيضًا روحيًا عظيمًا.

فاللهم برد تربته، ونور مرقده، وعطر مشهده، وطيب مضجعه، وآنس وحشته، وٱعتق رقبته ورقابنا من النار، يا عزيز يا غفار، يا رحيم، يا ستار.

إن لله وإنا إليه راجعون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد