الرائدة في صحافة الموبايل

“فيلسوف الأخلاق” طه عبد الرحمن يناقش كتابه الجديد في اسطنبول

لبّى المفكر المغربي الكبير طه عبد الرحمن دعوة معهد التفكر الإسلامي (İDE) في اسطنبول برئاسة البرفسور محمد غورماز (رئيس الشؤون الدينية السابق) الذي استقبله هناك، ليبدأ رحلته العلمية في تركيا، و التي تخللتها عدة جولات وأنشطة ثقافية.

يعد طه عبد الرحمن أحد أهم الأسماء في مجال الفلسفة الإسلامية والمنطق وعلم الأخلاق، ولذلك لقبه الباحثون والنقاد ب”فيلسوف الأخلاق” و “فقيه الفلسفة”.

تلقى طه عبد الرحمن دراسته في جامعة محمد الخامس بمدينة الرباط حيث حصل على الإجازة في الفلسفة، واستكمل دراسته بـجامعة السوربون، حيث حصل منها على إجازة ثانية في الفلسفة، ثم دكتوراه السلك الثالث عام 1972م برسالة في موضوع “اللغة والفلسفة: رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود”، ثم دكتوراه الدولة عام 1985م عن أطروحته “رسالة في الاستدلال الحِجَاجي والطبيعي ونماذجه”.

درَّس المنطق وفلسفة اللغة في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1970م إلى حين تقاعده عام 2005م. وهو عضو في «الجمعية العالمية للدراسات الحِجَاجية» وممثلها في المغرب، وعضو في «المركز الأوروبي للحِجَاج»، وهو رئيس منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين بالمغرب.

زيادة عن العربية والفرنسية والإنجليزية، يتقن طه عبد الرحمن الألمانية واللاتينية واليونانية القديمة وذلكـ حتى يتسنى له قراءة أهم النصوص الفلسفية بلغاتها الأصلية.

في مشروعه الفكري الذي شرع فيه قبل أكثر من نصف قرن، تنبه طه عبد الرحمن إلى آفتين قد اعترتا الخطاب الفلسفي الإسلامي قديما وحديثا، ألا وهما آفة البيان وآفة الإيمان.

أما الآفة البيانية، فيقصد بها طه تعطيل لسان الأمة، إذ غدا الفيلسوف المسلم يفكر بما لا ينطق، وبذلك يعطل أسباب لسانه، وينطق بما لا يفكر، وبذلك يعطل أسباب عقله. مناديا بحق العرب والمسلمين في التفلسف.

وجد طه أنه لا بد من التصدي لهذه الآفة ببناء فلسفة “تداولية” يفهمها ويستأنس بها العربي والمسلم. وفي هذا السياق قدّم الفيلسوف طه عبد الرحمن رؤيته حول الفلسفة الإسلامية المعاصرة بمحاضرة تحت عنوان “كيف نؤسس فلسفة إسلامية أصيلة”، والتي عقدت يوم 23 يوليو/تموز الماضي في مركز البحوث الإسلامية (İSAM) في إسطنبول. وذلك وفق ما اوردته الجزيرة في تقرير الها.

الفيلسوف والمفكر الكبير
تحدث خلال برنامج حواري أقيم في مكتبة الأمة بالعاصمة التركية أنقرة، عن كتابه الجديد “فلسفة السيرة: الأساس الأخلاقي، وقال أنه تناول السيرة النبوية من منظور فلسفي.

ومن أبرز أقواله “كل مسلم فقيه؛ إذ يُطلَب من كل مسلم التفقه في الدين على قدر حاجته، حتى لا يأتي أعمالَه، وهو جاهل بأحكامها، قوانينا وأخلاقا”. وقال أيضاً “الإنسان الذي لا تكون له نظرة جمالية إلى الأشياء في نفسه وفي أفقه، لا أظن أنه يكون إنساناً كاملاً”.
ومن أ روع ما قال: “العقل عندنا ليس العقل الفاحص، ولا العقل الناقد، وإنما هو “العقل المسؤول” وفي هذا نصادف الحقيقة المقررة، وهي : أن “العقل مناط التكليف”.

حصل طه عبد الرحمن على جوائز عديدة منها جائزة المغرب للكتاب، جائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة سنة 2006 عن كتابه: “سؤال الأخلاق”، جائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية عام 2014، جائزة الدوحة للكتاب العربي 2024. ومن أهم كتبه “فقه الفلسفة”،
“سؤال الأخلاق”، “الحداثة والمقاومة”، “الحق العربي في الاختلاف الفلسفي”، “الحق الإسلامي في الاختلاف الفكري”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد