صحافة الموبايل محور دورة تكوينية لجمعية “تستغناس” حول الممارسة الصحفية وقضايا الهجرة
دنا بريس – نادية الصبار
هل انتهى زمن الكاميرات الكلاسيكية؟ وهل بات الهاتف المحمول أداة من الأدوات الرئيسية لدى الصحافي؟
هكذا كان السؤال الذي تصدّر أشغال الدورة التكوينية الأخيرة، حول موضوع “الممارسة الصحفية وقضايا الهجرة”، التي تنظمها جمعية تستغناس للثقافة والتنمية (ASTICUDE) على مدى ثلاثة أيام، من 9 إلى 11 ماي، في إطار مشروع “تشبيك” المغاربي.
دورة، وضعت صحافة الموبايل في قلب النقاش ومحور الاشتغال. فلم تكن الجلسات مجرد استعراض للجانب التقني، بل تحوّلت إلى مساحة حيوية لفهم هذا التحول الجذري في ممارسة المهنة، والرهانات التي تفرضها “السرعة” و”الخفة” و”المواكبة الفورية”.
وبالمناسبة، لم يكن اختيار هذا الموضوع وليد الصدفة، بل جاء استجابة لتحوّل ملموس في واقع الممارسة الصحافية، حيث صار الهاتف الذكي أداة إنتاج متكاملة، تنتج بها المادة المصورة والمكتوبة والمسموعة في آن واحد، مما أفرز نوعًا جديدًا من الصحافيين القادرين على التحرير والتصوير والمونتاج والنشر من قلب الحدث، وبوسيلة واحدة لا تتعدى حجم الكف.

علاقة بالموضوع، شهدت الدورة نقاشًا حيويًا حول تعريف صحافة الموبايل، وتمييزها عن الصحافة التقليدية والإلكترونية، مع تسليط الضوء على التحديات الأخلاقية والمهنية المرتبطة بسرعة النشر، ومصداقية الصورة، والقدرة على التأكد من المعطيات في ظل ضغط السبق.
هذا وأن الصراع بين الإعلام التقليدي والصحافة الرقمية أرخى بظلاله خلال الورشة، حيث تباينت الآراء بين من يرى في “الموبايل” تهديدًا للجودة والدقة، وبين من اعتبره تحررًا من القيود التقنية وبوابة لدمقرطة المعلومة وإيصالها من قلب الشارع إلى العالم بثوانٍ.
يُشار إلى أن أهمية طرح هذا الموضوع تكمن في إعادة تشكيل وعي الصحافيين الجدد، وتعزيز مهاراتهم لمواكبة عصر تحكمه السرعة دون أن يتنازل عن الدقة والموضوعية.
وقد تولى الدكتور مصطفى اللويزي مهمة تسيير أشغال الورشة بكفاءة لافتة، جمع خلالها بين الصرامة المنهجية وحيوية النقاش. بخبرته الأكاديمية ومراسه المهني، قاد الفقرات بتوازن دقيق، مُفسحًا المجال أمام المتدخلين لعرض تجاربهم، كما حرص على توجيه الحوار نحو جوهر الموضوع، مُذكّرًا بين الفينة والأخرى بأهمية الالتزام بأهداف الورشة، ومُحفزًا المشاركين على تعميق التفكير في التحولات التي تعرفها الممارسة الصحافية في ظل تنامي حضور الهاتف المحمول كأداة إنتاج إعلامي.