وهبي.. المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة “لحظة تاريخية”
دنا بريس _ نادية الصبار
وشهد شاهد من أهلها، عبد اللطيف وهبي المحامي السابق ووزير العدل الحالي وأمين عام حزب الأصالة والمعاصرة وصف حزبه فقال: “كان ولازال سباقا للمبادرات ومبادرته اليوم أن يتقرب من المغاربة”.
جاء ذلك ضمن كلمة ألقاها وهبي خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم، بالمركب الدولي للشباب والطفولة بمدينة بوزنيقة.
حضر الجلسة الافتتاحية كل من السادة عزيز أخنوش، النعم ميارة، نزار بركة، محمد المهدي بنسعيد، فاطمة الزهراء المنصوري، ادريس لشكر، نبيل بنعبد الله، ومحمد جودار، مصطفى الخلفي، محمد اوالزين، الميلودي موخاريق، وكذا سفير فلسطين لدى المملكة المغربية السيد جمال الشوبكي.
حج إلى المؤتمر نحو 3000 مؤتمر من جميع أنحاء المغرب.
وتحت شعار: “تجديد الذات الحزبية لضمان الاستمرارية”، أعلن وهبي عدم ترشحه لولاية جديدة ليفسح المجال؛ على ما يبدو، للتنافس بين قيادات شبابية، يرجح المتابعون للشأن السياسي أن حبل الجرار سيشد بين المنصوري وبنسعيد، فيما أفادت روايات أخرى أن البام وعلى غير كل التوقعات يترك “جراره” لقيادة جماعية.
ويأتي المؤتمر الخامس للحزب في زمن سياسي جد حرج جراء الإعصار السياسي الذي عصف مؤخرا يقيادييه البارزين في ملف ثقيل وساخن جدا يتعلق باسكوبار الصحراء وهما سعيد الناصري رئيس مجلس عمالات الدار البيضاء وعبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق.
ففي هذا الظرف العصيب جدا من تاريخ البام، وصف وزير العدل وقائد الجرار هذه اللحظة ب” التاريخية” وأنها بمثابة “عرس ديمقراطي” لكل أنصار التحديث والتقدم، وأنها “نجاح جماعي” لكل الباميين على درب تطوير أداء الحزب للمساهمة إلى جانب كل الديمقراطيين بالمغرب في بناء حياة سياسية مؤسساتية تمنح للمواطنة المغربية حظها في الرقي والازدهار.
وإذ اللحظة تاريخية! فهي حقا لحظة وداع، فقد أعلن وهبي عدم ترشحه لأمانة الحزب، وشكر بالمناسبة رفاق دربه أعضاء الحزب الذين شاركوه النضال من أجل الفكرة والمشروع، قائلا: “كان لي شرف تقلد الأمانة العامة لهذا المشروع السياسي العتيد، للعمل المشترك مع مناضلات ومناضلين رائعين، تعاملوا معي بمستوى أخلاقي عالي، وهذا يزيد فخري، فشكرا لكن ولكم جميعا”.
هذا وأشار وهبي في كلمته هاته؛ للسياق الدولي والوطن، واصفا إياه بأنه سياق”بالغ الخطورة’ وانه على درجة عالية من الحساسية مع تصاعد ل”العسكرة في العلاقات الجيوسياسية” وعودة ما بات يعرف ب “الإمبراطوريات”: غربية بقيادة و-م- أ وشرقية تتزعمها الصين الشعبية مما جعل الشعارات التي رفعتها العولمة تتهاوى وتتوارى إلى الخلف.
وأضاف على أننا بزمن سياسي تتراجع فيه العديد من البديهيات التي أتتت وإلى عهد جد قريب؛ العلاقات الدولية، فجائحة كوفيد -حسب وهبي – ساهمت في قولبة الأفكار وتراجع العديد من الإيديولوجيات الحديثة، ففكرة صراع الحضارات أو صدام الحضارات لمنظرها “صامويل هانتنجتون’، وإعادة صنع نظام عالمي جديد، فندها الصراع الذي لا يوجد في مواجهة حضارات أخرى، بل داخل نفس الحضارة.
كما أشار المحامي ورجل القانون وسيد العدالة للاستخدام المزدوج لقيم حقوق الإنسان والديمقراطية من طرف المجتمع الدولي مما أدى إلى انهيارها القيمي، خاصة لدى الشعوب العربية التي تشهد عدوانا همجيا وإبادةً جماعية من طرف العدو الغاشم للشعب الفلسطيني الأعزل، وأمام صمت المنتظم الدولي وتواطؤ القيادات ضد جرائم الإبادة وانتهاك حقوق الإنسان.
هذا ولم يفت وهبي مع كل التأسي لما آل إليه العالم، أن شكر وزراء حزبه ورفاق دربه داخل المكتب السياسي على كل اللحظات السياسية “الجميلة” التي جمعته بهم داخل المكتب السياسي والتي طبعها التوافق مثلما الاختلاف ودونما زيغ عن مبادئ الحزب: “تحملتموني كثيرا، فشكرا لكم على كل مواقفكم ومبادئكم، وعلى العمل الجماعي الرائع الذي قدمناه طيلة المرحلة السابقة”.