بعد ستة عقود من الورد العطري.. قلعة مڭونة تواصل الرهان على “الجيل الأخضر”
دنا بريس – متابعة
في مشهد يختلط فيه عبق التراث برهانات التنمية، شهدت قلعة مڭونة لحظة فارقة من تاريخها العطري، بالدورة الستين للمعرض الدولي للورد العطري، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. الحدث، الذي ترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري.
لم تحتفل قلعة مڭونة بالورد كمنتوج مجالي فحسب، بل بوصفه هوية جماعية ونموذجًا ناجحًا لاقتصاد التضامن والاستدامة في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”. لاسيما وأنه بعد ستة عقود من التراكم والخبرة في تثمين هذه الثروة الوردية، آن الأوان لأن تتجه أعين الدولة إلى المستقبل: اقتصاد ماء أكثر نجاعة، فلاحات تضامنية أكثر عدالة، وسلاسل إنتاج قادرة على مقاومة التغيرات المناخية والاقتصادية.
وخلال هذه النسخة الستون، قاد الوزير، مرفوقًا بعامل إقليم تنغير ومسؤولين جهويين ومحليين، زيارة ميدانية شملت ضيعة ورد ووحدة تقطير تديرها تعاونية نسائية، في إشارة لرهان الجيل الجديد من الفاعلين، من النساء والشباب، على مقاربة محلية/عالمية للتنمية المجالية. وقد كشف في تصريحاته عن أرقام دالة: توسع في المساحات المسقية بالري بالتنقيط من 106 هكتارات سنة 2008 إلى 2284 هكتارًا سنة 2025، وارتفاع في مردودية الورد بنسبة 25%، وارتفاع صاروخي في دخل المنتجين بنسبة 153%.
كما توجت اللحظة بتوقيع خمس اتفاقيات شراكة، كان أبرزها تلك التي تروم حماية الواحات من الحرائق والفيضانات، وكأن الدولة تريد أن تحصن الجمال بالاستدامة، وتقي الرائحة من الزوال أمام زحف المناخ القاسي. كما تخلل حفل الافتتاح توزيع جوائز التميز على وحدات إنتاج ضمنت للورد المغربي مكانة في السوق، ولمزارعين أعادوا كتابة قصص الجدوى على حقول قد تبدو قاحلة في نظر من لا يعرف سر “القطرة”.
المعرض الذي امتد على مدى ثلاثة ايام من 5 إلى 8 ماي الجاري، تخللته لحظات من السخاء والعطاء والاحتفاليات المتميزة مع تتويج لملكة جمال 2025، والتي قادت ووصيفاتها موكب الورود خلال عشية الكرنفال، ضمن عروض فلكلورية وتراثية وفي حضور شخصيات رفيعة المستوى.