الرائدة في صحافة الموبايل

عرس الممرض في زمن الكورونا

حبيب كروم : رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية

تتبعنا باستغراب و اندهاش كبيرين الاحتفاء باليوم العالمي للممرض لهذه السنة، الذي صادف ازمة كورونا و حالة الطوارئ الصحية، حيث تسابقت التنظيمات و الهيئات والناس فردى ، اياما قبل حلول موعد الحفل ليعلنوا عن عرس الممرض و يقدموا التهاني بشكل غير مسبوق و منقطع النظير.

كما تناسلت بوثيرة مكثفة البيانات و البلاغات بمختلف تلوينها وتوجهاتها، بمضمون حامل لمختلف عبارات التمجيد و التقدير و العرفان بتضحيات الممرض، فهل هي نعمة من نعم كورونا الذي أظهرت وعلى عين غرة ،مكانة التمريض ودور الممرض ؟

هل ااستفاق النوام من سباتهم ، ام هي مزايدات لتنظيمات و هيئات تتباهى بمواقفها الباهتة و نشاطاتها المائعة استجابة للحظة وانعكاسا للفيروس التاجي عليها ؟

فهذه العجعجة والهلهلة للممرض بعيدهم الاممي في ألفيته الثانية ، لولا كورونا ما انتشرت كل هذه الضجة وهذا الزخم ، على شساعته ظل ضيقا ، وابان عن غياب لاهتمام حقيقي بالممرض وأدوراه ، كما كانت التفاتاتهم مشكورون عليها ينقصها التحليل والمعطيات الدامغة في كثير من مواطنها، وغياب لاستراتجية تهم السياسات العمومية القطاعية في زمن جائحة كوفيد- 19 ، لتبقى اسهاماتها في تدبير و ادارة الازمة شبه منعدمة او منعدمة كليا.

إلى جانب هذه التنظيمات والهيئات التي أراها تنهل من الفراغ، الناجم عن الاقصاء من دائرة اتخاذ القرارات لتدبير الازمة و اثارها و تجلياتها و انعكاساتها على المواطنين صحيا و اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا و رياضيا و فنيا و غيرها من المجالات الحيوية الاخرى، تنضاف عناصر اما معزولة او مرتبطة بدورها اختارت خوض غمار السباق لاعلانها و نشرها لمنشورات شخصية عبر منصات التواصل الاجتماعي، تهنئ فيه الممرض الذي تلقى وعودا بالاستجابة إلى حقوقه المهضومة و تحسين وضعيته المتأزمة، بشرط الانتهاء من المعركة و الفوز على العدو الخبيث، الذي بدوره حمل إلينا رسالة مفادها ” اذا اردت ان تحقق مطالبك عليك ان تنتصر”.

فرادى و جماعات اختاروا تهنئة الممرض منهم من ينتمي لأسرة التمريض و منهم دخلاء متطفلون لا تجمعهم و لا تربطهم أدناها صلة بذاك الممرض المجند الذي يحتفل بعرسه في ظروف الجائحة ، حيث المعركة لازالت متواصلة،و الذين لم يفتهم بمناسبة التهنئة أن يغتنموا الفرصة ليتدخلوا في شؤون مهنة التمريض.

أتساءل كنقابي وكجمعوي ناشط بجملة من الجمعيات التي ترعى المهنة ، هل دوافع هذا التطفل المفرط جاء بسبب فائض في الوقت و الفراغ الناجمان عن الحجر الصحي؟
فقد تجاوز البعض حدودهم ليسمحوا لانفسهم إلى تنظيم لقاءات عن بعد احتفاءا بالممرضين، و آخرون قاموا بتصريحات باسمهم ، ومنهم من استعمل اسامي لهيئات غير مصرح بها قانونيا للقيام بذلك، علاوة على أن بعض المرتزقة و محبي الاضواء الخافتة والبوز الفاني؛ قاموا بدور ” البراح ” بالفضاء الأزرق لاقدامهم على دعوات للممرضين للمشاركة بندواتهم المزعومة ” ، بل منهم من زادت عنده المهاترات فبدأ يظعو الممرضين والممرضات للمشاركة في ندوة بمناسبة “عرس الممرض “؟!

ألم يحن الوقت بعد للقطع مع السفاهة والميوعة وضع حد للدخلاء المتطفلين؟! فإذا كان المجلس الدولي للممرضين يعلن عن ندوته العالمية، التي ينظمها سنويا، و التي يشارك فيها الممرضون والممرضات وتقنيو الصحة والقابلات من مختلف القارات و بلدان العالم، مشاركون من مختلف الفئات والدرجات، منتمون إلى أسرة التمريض، حيث الحضور حصري فقط لهؤلاء الذين يحملون صفة ممرض حضورا و ادارة و متدخلين.
فلا يمكن لأي كان ان يقوم بدور الممرض ولا أن يتدبر أمور عرسه و شؤونه؟

لقد أضحى تحصين المهنة غاية ملحة، فالممرض المغربي مشهود له بالكفاءة العلمية و الادارية و التدبيرية و التأطيرية، فهو ليس في حاجة الى مزايدات المتطفلين و الدخلاء.

فللمهنة رجالها ونساؤها تنظيمات مهنية جمعوية متعددة مصرح و معترف بها، تهتم بهذا الجسم الصحي من ممرضين وتقنيين صحيين و قابلات، في انتظار خلق هيئة و طنية للممرضين، وبأقرب الآجال فور انتهاء الجائحة، و ادماج اساتذة ممرضين لتدبير شؤون التدريس و التكوين و التعليم و تحويل تسمية المعاهد العليا للتمريض وتقنيي الصحة الى كلية علوم التمريض على غرار مجموعة من البلدان المتقدمة في مجال علوم التمريض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد