الرائدة في صحافة الموبايل

إنه الحب!

إنه الحب! عليه اللعنة، يأتي في الزمن الخطأ والمكان الخطأ، بلا موعد ولا حتى ميعاد. يقولون أنه قرار، ومتى أمهلها ليكون ذلك، أتاها بغتة وعلى حين غرة، مجرد تعليق على صفتحها لتتحول القصة من مجرد متابع أثار فضولها إلى حب وعشق وغرام فهيام.

كيف لرحلة عابرة على الحائط الأزرق أن تعبر قلوبا قررت الاعتزال، فمن أين لها القرار؟! فقط؛ سجل من التحايا: “سلام سلام، لا باس لا باس، كيف الحال وإلى اللقاء..” وكان الحب لا عن عمد ولا عن سبق إصرار.. فالقلب كان مصرا ومن مدة على أن يعتزل الغرام ويدخل في حالة اعتزال.

هو رجل سياسة وهي سيدة إعلام، برزخان لا يبغيان وقد يبغيان.. هي التي قررت أن تقبل طلبات الصداقة دون فلترة لتعزيز حسابها الشخصي، فخبير الديجتال نصحها أنه لديها من المقومات ما يجعلها مؤثرة من نوع خاص، وقد يشار لها بالبنان..

ولأنه عالم أرعن؛ لم يعد فيه التأثير للغة ولا لفن الخطابة ولا تحكمه القيمة ولا  المبدأ، السر فيه لرجع الصدى من معجبين ومتابعين يجوبون الحسابات، ولأرصدة تتقوى بالمشاهدات واللايكات.. قبلت اللعبة بعد أن قبلت أن تنزل من عروشها وأن تتنكر  لكل شئ فيها وتركب صهوة جياد لا ولم تكن تعرفها.

انهالت عليها التعاليق من كل حدب وصوب من أناس لا  تعرفهم ولا هي اختارتهم، ولا يشاركونها في الغالب الأعم نفس الاهتمامات، هم فقط من قناصي الصورة وإن غاب عنها الجمال والجلال، هذه صورة لها في مكناس والأخرى من فاس وهذه بمراكش والأخرى بموكادور، لذلك لم تعد تأبه للتعليقات لطالما هي سطحية تناسب إلى حد ما أسلوبها البسيط في التأثير.. هي على خلق ولو أنه ليس بعظيم، فلا زالت تقاوم السطحية وتشطح بين الأخلاق والمبادئ ومنطق السوق.. سوق اللايكات والإعجابات والمتابعات الهاوية والخاوية الوفاض.

اختلط عليها المتابعون ولم تعد تميز فيهم بين الأوفياء وبين من جلبتهم رياح السماء، فصارت تتسلل من الحين للحين لترد إعجابا بإعجاب وأما التعاليق فلم تعد تملك لها وقتا ولا جهدا إلا نادرا جدا، لكنها الصدفة وعليها اللعنة! اقتادتها ليس لتعليق بل لصاحبه، دخلت لترى من هذا الذي لم يترك شعرا معلقا والقلب به تعلق، وجدت رجلا كامل الأوصاف وربما لم يكن كذلك، أليس الحب أعمى! رجل في عمرها وربما زادت أو زاد سنين عددا، جذاب جدا وربما جذبها إليه مستواه الفكري والعلمي، دكتور في التواصل وعدا ذلك رجل سياسة..

تساءلت هل هو حب مشروط، بلى! غير مشروط.. لم تكن تقرر أن يكون حبيبها دكتورا في التواصل، لكن! كونه كذلك ضاعف لديها القبول والإعجاب والتماهي، لربما تعتقد أنه سيتفنن في التواصل معها وسيفهم سكناتها… واهمة، كلهم كذلك! لا يجيدون التواصل ولا يقدرون المشاعر.

شغل بالها، حاولت أن تدرك عنه الكثير رغم أنها اكتشفت أنها تعرفه عبر الأثير، كان ضيف برامج على الإذاعة والتلفزيون، خلخلت جوجل، كروم، لنكدن، اكس “اكس تويتر”، فيسبوك.. كل منصات التواصل، جمعت كل البيانات والمعطيات عنه بحس إعلامي رهيب ليس من أجل تقرير أو بورتريه عن سيادة الرئيس، بل لترسم صورة له بقلبها الصغير.

وهي تجول، جالت بميسنجر فاكتشفت أنه ترك رسائل مقتضبة، يطلب التواصل ولم تكن تنتبه أو تجيب، ردت دون تفكير: “اعتذر سيدي الكريم، لا أدخل هنا إلا نادرا جدا، ولم أنتبه، وهذا رقمي على واتساب لكل تواصل راقي وهادف”.

كانت الحجة أنه خبير في التواصل ومسؤول سياسي وهي سيدة إعلام ولا عيب في ذلك.. أن وافته برقمها، لعل قلبها العليل الذي عشق حد الولع.. وقد يكون التراسل الفوري دواه.. إنه الحب الذي يباغثنا كإعصار، إنها الرغبة الدفينة، إنه بركان، إنه القادم من بعيد، إنه السائل الذي لا يرد والدعوة التي تستجاب، والوصول إليه يثاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد