حميد الشابل – ميدلت
خاض عشرات من ساكنة بعض الدواوير بايت عياش الواقعة في سافلة واد انسكمير مسيرة للوصول الى الرباط مشيا على الأقدام، احتجاجا على أزمة المياه، من حيث التقسيم غير العادل لماء السد بعد فتحه، والتي لا تصل الى حقولهم؛ المسيرة جاءت بعد وصول المفاوضات مع المصالح الإقليمية إلى الباب المسدود حسب قولهم.
ايت عياش ليست قصرا اغو مدشرا منعزلا بل هي منطقة واسعة فسيحة، فيها العشرات من الكيلمترات المربعة وآلاف مؤلفة من الساكنة، تتشكل من الكثير من التجمعات السكانية خصوصا تحت سفوح جبل العياشي، نشاطهم الرئيسي الفلاحة وتربية الماشية، ويشتهرون بدرجة كبيرة في إنتاج أجود انواع التفاح على الصعيد الجهوي والوطني.
تقع ايت عياش على جنبات وادي انسكمير على واجهتين، الوادي الذي يصب في سد الحسن الثاني ( سيدي سعيد) بالجهة الغربية لمركز مدينة ميدلت. وايت أمغار هي عاصمة ايت عياش ويتواجد فيها مقر الجماعة الترابية.
وتعرف المنطقة منذ عقود بأنشطتها الفلاحية حيث تزود أسواق المملكة بأجود أنواع الفاكهة خاصة التفاح، إلا أن توالي سنوات الجفاف للسنة السادسة على التوالي؛ كان له بالغ الأثر على تراجع مردودية إنتاج التفاح وغلات أخرى جراء تهالك او تلف المغروسات والأشجار بسبب الجفاف وشح التساقطات، وبالتالي فقدان مئات من فرص العمل على طول السنة، مما نتج عنه ازدياد البطالة والفقر.
كلها أسباب دفعت بساكنة ايت العياشي إلى خوض مسيرة احتجاجية سلمية إلى الرباط مشيا على الاقدام، وإلتي انطلقت من ليلة أمس. وإلى حدود كتابة هذه الكلمات، فقد تجاوز المحتجون مدينة مكناس في اتجاه الرباط. فيما افادت مصادر دنا بريس أن السلطات قامت بمنع المحتجين ومنعهم من إكمال مسيرتهم فيما تسلل آخرون وتمكنوا من الوصول إلى العاصمة.
وعلاقة بالموضوع؛ فقد حظيت المسيرة الاحتجاجية السلمية بتغطية إعلامية محلية واسعة في كل النقط والمدن التي مرت منها. كما تشير بعض المصادر أن المسيرة لم تكن من بدايتها إلى نهايتها (أي في كل مراحلها) سيرا على الأقدام، فقد تخللتها محطات ركب فيها المحتجون مختلف أنواع المركبات.