أولمبياد 1968.. المكسيك البلد المضيف تلطخ الأولمبياد بالدماء!
دنا بريس – كريم محمد الجمال
شهد عام 1968 تغيرات جذرية في حركة الاحتجاجات الشعبية والمطالب الاجتماعية، حيث قاد الطلاب في فرنسا الحركة الاحتجاجية وتحت شعار: «لا تعطينى حريتي، سأتولى الأمر بنفسي»، ويوما بعد يوم لم تعد المظاهرات حكرا على الطلاب فقط، وإنما انضم إليها عموم الشعب الفرنسي، لتصبح فرنسا منذ يوم 2 مايو، 1968، تحت قبضة «ثورة الطلاب» التى اختتمت تحركها الكبير بخروج الزعيم الفرنسي التاريخي شارل ديغول من السلطة يوم 29 أبريل 1968. ولم تتوقف هذه الحركة الاحتجاجية أو ثورة الطلاب عند فرنسا، بل امتدت إلى أغلب دول العالم. وقد شهدت المكسيك واحدة من أعنف الاحتجاجات التي تزامنت والألعاب الأولمبية التي استضافتها مدينة مكسيكو.
اهتزت المكسيك على وقع احتجاجات عارمة ضد السلطة المدعومة من الولايات المتحدة. وخلال ذلك العام، نال تحالف طلاب الجامعات المكسيكية دعماً شعبياً كبيراً بسبب دعوته لإحداث تغيير في البلاد. وانتقد المتظاهرون قيام الحكومة باستضافة الألعاب الأولمبية بمكسيكو معتبرين تنظيم التظاهرة تبذيرا للمال العام، مطالبين بالمزيد من الحريات والإصلاحات الاجتماعية وإنهاء السلطة المطلقة للحزب الحاكم منذ 1929.
وكرد فعل، أعطت السلطات المكسيكية أمرها لفض التظاهرات بإطلاق النار ضد المتظاعرين، جريمة نكراء سجلها التاريخ بمداد القهر والظلم، يوم 2 أكتوبر 1968، افتحت قوات الجيش النار بشكل عشوائي عند ساحة الحضارات الثلاث بحي تلاتيلولكو في العاصمة مكسيكو.
ولحسن الحظ تواجد عدد من الإعلاميين في المنطقة، وقاموا بتوثيق الجريمة النكراء، والتي ذهب ضحيتها ما بين 300 و500 من المحتجين وإصابة أكثر من ألف آخرين. فضلاً عن اعتقال نحو 1350. مما أثار ردود فعل دولية أدانت هذا التصرف المشين قبيل تنظيم الأولمبياد.