مع الشابل.. آش خصك؟ المهرجان آمولاي!
في السنوات الأخيرة بعد جائحة كورونا؛ ازدادت وثيرة تنظيم المهرجانات بشكل ملفت، خصوصا في شهور العطلة الصيفية، تحديدا يونيو يوليوز، غشت، وهذا لا يعني ان شهور السنة الأخرى ليس فيها مهرجانات على العكس تماما، فلا يكاد يمر يوم او اسبوع إلا ونسمع، او نقرأ عن مهرجان في هذه المدينة أو تلك، بل في هذه القرية وتلك، وعلى طول السنة، وصارت الجماعات الترابية التي تُولول صباح مساء، بقصر اليد وضعف المداخيل، بل ومن بينها جماعات ترابية فقيرة جدا، بلا أدنى مقومات، وتعاني الويلات من كل المناحي، لا بنيات تحتية، لا طرق في المستوى، لا مستشفيات، لا فرص شغل، لا وسائل نقل منتظمة…ومع ذلك تتنافس وتتباهى في استطالة أيام المهرجان، ومن يشارك فيه من النجوم والنجمات، ومن يستدعي ذاك المغني أو تلك المغنية..! ومن يبرع في تنشيط الجمهور، وجعله يميل يمنة ويسرة، وبأموال عمومية طائلة، وأحيانا دون معرفة تفاصيل المبالغ الضخمة التي تُصرف دون حسيب ولا رقيب…!! والتي لو كُشف عن ميزانيات بعضها، لٓأُصيب المعطلون، ودراويش المدينة أو القرية التي نُـظَِـمت فيها هذه الفعاليات، بالخبل والدوَار…!!
يثار الكثير من السَِجال، والنقاش حول هذه المهرجانات، ويُكال لها النقد البناء والفارغ على حد سواء والقيل والقال حول الهدف من تنظيمها، وفي الأطراف التي تتكفل في عملية انتقاء المشاركين والمشاركات ، وتُثار كل سنة مسألة المحابات في اختيار الفُرق الموسيقية الشعبية والعصرية، وهذا الفنان وتلك الفنانة بالذات، ولماذا يقصى أحيانا من لا يجد من يدافع وينافح..! ولماذا يقصى ابناء البلد من الموهوبين والموهوبات..!!؟، والكل يتحدث عن الوساطات والترضيات (وباك صاحبي)..!!
من جهة أخرى، تقتضي الموضوعية حسب مؤيدي هذه المهرجانات، أن نشير رغم هذا اللغط أن الأغلبية العظمى تجد نفسها في هذه الملتقيات وهذه المواسم، والدليل على ذلك، الأعداد الغفيرة التي تحج اليها، وتحضر السهرات وتبقى الى اوقات متأخرة من الليل..!! وامواج تحريك الرؤوس والمؤخرات وكثرة التصفيق والتصفير خير دليل على ذلك.
كما لا يُـخفي أصحاب الفنادق، المحلات التجارية والمقاهي، ارتياحهم اثناء هذه الاحتفالات، نتيجة توافد نوعية خاصة من الزبناء، وللرواج الذي تحدثه… أضف إلى ذلك أن الكثير من المناطق تعتبر هذه المواسم، اسواقا سنوية للبيع والشراء وقضاء مآرب أخرى، وهي مناسبة ايضا لاستقبال وسائل الإعلام المتنوعة لتسليط الأضواء على حجم الخصاص وعلى ما تعانيه هذه الربوع من إقصاء وتهميش…
يتبع
حميد الشابل