الرائدة في صحافة الموبايل

هجمات أمريكية على اليمن.. فهل تكون إيران الوجهة القادمة؟

نشرت وسائل إعلام يمنية وعربية تقارير عن غارات أمريكية شديدة، فجر الجمعة، على عدد من المحافظات والمديريات في اليمن، ومن جانبها أعلنت القوة الصاروخية لحكومة صنعاء استهداف مطار بنغوريون، الأمر الذي أدى لإيقاف حركة الملاحة بالمطار، وكذلك استهداف حاملات طائرات أمريكية، إلا أن المتفحص بدقة لانتشار القوات الأمريكية في المنطقة يجزم بأن إيران في مرمى الأسلحة الأمريكية وسط تكهنات حول اندلاع مواجهات أو حرب شاملة أو هجوم أمريكي على المنشآت النووية الإيرانية.

وإزاء التقارير والسيناريوهات حول توجيه أمريكا ضربة للنووي الإيراني، فقد نشرت وسائل إعلام تابعة لحرس الثورة مقاطع لمدينة كاملة تحوى صواريخ متطورة تحت الأرض، وذلك تزامناً مع مناسبة الاحتفال بيوم القدس العالمي، كما كشفت إيران عن سلاح بلازما جديد انضم للخدمة العسكرية، وكذلك عن دور المسيرات الإيرانية التي اشتراها الجيش السوداني وحققت نتائج مبهرة ضد ميليشيات الدعم السريع، ويدل هذا على التفوق في المسيرات الإيرانية قيام عدد من دول المنطقة بتحديث ترسانتها مثل المغرب، وبعدها مصر التي وقعت اتفاقا مع تركيا لإنتاج مسيرات مشتركة بين البلدين في مصانع الإنتاج الحربي المصرية.

ويرى المحللون العسكريون أن قرار أمريكا والغرب بإنهاء محور المقاومة تم اتخاذه قبل بداية حرب غزة، وعملت إسرائيل على عدة مراحل بعد الانتهاء من حماس والجهاد في غزة، حيث اتجهت للضفة، وبعد لبنان إلى سوريا، بينما قامت أمريكا بالضغط على العراق وحاليا اليمن، وبالتالي لم يبق في المنطقة أمامهم إلا إيران، في فرصة ذهبية سانحة، فكل حلفاء إيران تم تحييدهم أو القضاء عليهم، بالإضافة إلى خلافات إيران الطويلة مع جيرانها العرب، كما تم إحاطة إيران وحلفائها بجماعات سنية متشددة مثل طالبان في أفغانستان والقاعدة في سورية.

ومع توالي موجات الاغتيال بحق القيادات الإيرانية الرفيعة وعدم وصول إيران لإنتاج القنبلة النووية التي أنفقت من أجل الوصول إليها المليارات، فإن حالة الغضب الشعبي بسبب الحصار الاقتصادي الخانق ربما تشعل النظام أو تشتت تركيزه فتأتي الضربة الأمريكية على المنشآت النووية، مع الوضع فى الاعتبار عدم تدخل روسيا أو الصين إلا في حالة العمل العسكري أو الغزو، وهو ما لن تذهب إليه الولايات المتحدة.

تتزايد فرص سيناريو الحرب من عدة اتجاهات، منها التقاء الرغبة الخليجية الإسرائيلية في التخلص من إيران او تحييدها لتنكفأ على نفسها فترة طويلة تسمح لإسرائيل بتنفيذ مخطط التهجير وإعادة رسم الشرق الأوسط والتخلص من الدولة الفلسطينية إلى الأبد.

كما أن الضربات الإسرائيلية على إيران قد ركزت على وحدات الدفاع الجوي، وأحدثت فيها تدميراً كبيراً، مما يمهد لخطة أمريكية إسرائيلية طويلة يتم تنفيذها على مراحل، وربما نشهد أحد مراحلها قريباً مع الرفض المستمر من أمريكا وإسرائيل لكل الحلول والمقترحات المصرية وغيرها لوقف إطلاق النار في غزة.

واليوم تبدو إيران وحيدة وضعيفة أكثر من أي وقت مضى، مع خلافات داخلية، بل وصراع أجنحة داخل النظام، إلا أن رد الفعل الإيراني سيكون قويا ومؤلما وموجعا، ولذلك تريد إسرائيل تأمين أكبر قدر من الدعم العربي ربما بالتطبيع مع السعودية، وبعدها يكون الوقت المناسب لتوجيه الضربة القاضية إلى إيران، والتي تستعد بدورها بكل قوة رغم العقوبات الاقتصادية والعزلة الدولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد