م. أسامة الخولي يتدفق شعرا في ديوانه الأخير “جنون الحواف”
كريم محمد الجمال
قدم الشاعر المصري المهندس “أسامة الخولي” أحدث دواوينه بعنوان “جنون الحواف”. صدر الديوان عن دار “مشكاة للطبع والنشر والتوزيع”، وكان أول صدور للديوان في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.
م. أسامة الخولي من أبرز الأسماء في الساحة الشعرية المصرية بشكل عام، والسكندرية بشكل خاص. وقد فاز الشاعر السكندري بلقب “فارس المساجلة الشعرية” لدورة إمرؤ القيس خلال المساجلات التي شارك فيها عدد من الشعراء البارزين، ونظمتها مؤسسة “مؤسسة سلوى علوان للثقافة والفنون والتنمية” و “المركز العربي للمراجعات والاستشارات الأدبية” ومبادرة “الشعر خانة” في مكتبة مصر العامة في مصر الجديدة، عام 2022.
وصدر للشاعر ديوان آخر، قبل “جنون الحواف” عام 2017 بعنوان “قفزة للمشتهى”. عاد فيه الشاعر إلى الأصالة والعراقة والبلاغة بتقديمه للقصيدة العمودية، مع الاعتماد على الصور المغايرة، فيما اعتبره النقاد تأسيسا لحركة أدبية جديدة تتجاوز شعراء السبعينيات الثمانينيات.
و للشاعر عدة مبادرات ثقافية على المستوى الوطني والقومي مثل مبادرة “القصيدة المقاومة” نصرة لغزة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.
يتناول ديوان “جنون الحواف” موضوعات متعددة تخص إنسانية المشهد المعاصر، جاء الديوان في 180 صفحة من القطع الكبير تليه دراسات نقدية لأسماء وازنة مثل د. محمد عبد الله الخولي، و د. ناصر أبو عون.
امتاز الديوان بلغة سهلة سلسة عميقة، ومعان تخالج النفس الإنسانية في لوحة شعرية ممتعة، و دفقات شعورية تتخذ من الموسيقى والكلمات والأسلوب أدوات لتشكل بناء أدبيا رصينا.
وفي قصيدة “جراحات شتوية” يقول الشاعر :
“كاد يحكي
غير أن الدمع شاء
واصطفاه الرب
فصلا للشتاء”
وفي قصيدة “العائدون من الحب” يقول الشاعر :
“قد قيل حاد عن الطريق فباعا
رفض النبوة
واشتهى الأتباعا”
وفي قصيدة “الأسود المأفون” يقول الشاعر :
“يمشي
فتنهره الدروب
يعود منتظرا
فلا درب يؤوب
ولا قدم”
وفي قصيدة “الموت صمتا” يقول الشاعر:
“كأن أبانا الذي في السماء
يعمد بالماء طين الخطايا”
وفي قصيدة “على كل أحبك” يقول الشاعر:
“على كل أحبك رغم ضعفي
وفوق جموح أسئلتي وخوفي
وأعلى من طموح الشعر حتى
وأعمق من مجازاتي ووصفي”
وفي قصيدة “جنون الحواف” يقول الشاعر:
“كلانا يعاند شوق الضفاف
نخاف وندرك مما نخاف”
وفي ملحقات الديوان دراسة هامة أعدها م. ياسر أنور، شاعر ومفكر وباحث في علوم القرآن، صنف المتواجدين على الساحة الشعرية الحالية، و اختار طبقة من الشعراء وصفها بسلسلة شعراء مصر الحقيقيين، أولئك المتميزين دونا عن الزبد المنتشر بلا قيمة ولا جدوى، ووضع م. أسامة الخولي في هذه الطبقة المرموقة من الشعراء.
وأشار أ. محمد عواد، روائي مصري، إلى أن الشاعر أحد أقطاب الشعر المصري الحديث، ووصفه بالظاهرة الشعرية المميزة في الوقت الحالي.
أما د. محمد عبد الله الخولي، عضو اتحاد كتاب مصر والشاعر والناقد المتخصص في الأدب الحديث، فقد أعد دراسة نقدية مفصلة وشديدة العمق والتخصص في الصور الشعرية ومدلولاتها ورموزها واستعمال اللغة وتطويعها.
كما أدلى د. ناصر أبو عون، ناقد ورئيس تحرير جريدة عالم الثقافة، بدلوه واعتبر أن “أسامة الخولي” ليس شاعرا عاديا، بل هو نقطة مضيئة في المشهد الشعري العربي المعاصر، رغم أنه ينتمي لكبار شعراء عصور الشعر العربي الأولى، حاملا أختامهم، مكملا رسالتهم الشعرية السامية.