الرائدة في صحافة الموبايل

“شيلوها من راسكم”.. هكذا يتحدى نعيم قاسم الدعوات لنزع سلاح “حزب الله”!

في موقف حاسم يعكس ثبات “حزب الله” على خياراته العسكرية والسياسية، رفض الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام للحزب، دعوات نزع السلاح، معتبرًا إياها خارج السياق الواقعي والوطني، قائلاً: “طويلة على رقبتكم، فكرة نزع السلاح شيلوها من راسكم”.

قاسم الذي أطلّ بخطاب سياسي يوم أمس الجمعة، شدد على أن أي محاولة للمساس بسلاح المقاومة ستواجه بالحزم ذاته الذي واجه به الحزب “إسرائيل”، محذرًا من اللعب بـ”أوراق خطرة”، في ظل استمرار الاحتلال وتجاوزاته.

وربط الشيخ قاسم النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية بإنهاء الاحتلال، مؤكدًا أنه “لا يمكن للبنان أن يسير تحت وصاية أميركية”، وداعيًا الولايات المتحدة إلى احترام إرادة اللبنانيين. وأشار إلى أن الحزب على استعداد للعودة إلى جبهات القتال إن لم تلتزم “إسرائيل” بتعهداتها، مبرزًا أن لبنان أنجز التزاماته كاملة في الاتفاق، بينما لا تزال “إسرائيل” وأميركا تتلكآن في التنفيذ.

وفي لهجة وفاء ونهج واضح، جدّد قاسم السير على درب قيادة الحزب ومؤسسيه، قائلاً: “نحن على خط سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصرالله، ونقول له: إنّا على العهد، في المسيرة ودماء الشهداء وأشرف الناس”.

وفي ما يتعلق بإعادة الإعمار، حمل قاسم رسالة مزدوجة حين قال: “هم يربطون الإعمار بالسلاح، ونحن نربط السلاح بإعادة الإعمار”، في إشارة إلى أن التلكؤ في التزامات ما بعد الحرب قد يقود إلى تصعيد جديد. ودعا الحكومة إلى إدراج ملف إعادة الإعمار على جدول أعمالها، والانخراط في خطة شاملة ضمن واجبها الوطني.

كما تطرق قاسم إلى مفهوم الاستراتيجية الدفاعية، موضحًا أنها ليست دعوة لسحب السلاح، بل صيغة متكاملة تشمل البعد الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي، تنطلق من تقوية الجيش والاستفادة من قوة المقاومة وسلاحها.

داخليًا، أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” نية الحزب خوض الانتخابات البلدية في موعدها، ضمن تفاهمات شاملة مع حركة “أمل”، والعائلات، والعشائر، والأحزاب المحلية، تأكيدًا على التنسيق الاجتماعي والسياسي.

خارجيًا، أكد قاسم أن فلسطين ستبقى بوصلة الحزب، مدينًا القتل والتجويع في غزة، وداعيًا إلى موقف عربي وإسلامي موحّد. كما عبّر عن أمله في أن تفضي المحادثات الإيرانية-الأميركية إلى نتائج إيجابية تخدم الاستقرار العام.

وختم الشيخ نعيم قاسم بتحية خاصة إلى الشعب اليمني، واصفًا إياه بـ”المعطاء والمضحي” الذي يقف في وجه أميركا و”إسرائيل” نيابة عن شعوب العالم.

وهكذل يكون خطاب الشيخ نعيم قاسم أكثر من مجرد رد على دعوات نزع السلاح، بل إعلان موقف استراتيجي متجدد يُعيد رسم خطوط الصراع السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة. فبينما يدفع البعض نحو تحجيم دور المقاومة، يخرج قاسم بموقف صلب يُذكّر بميزان القوة الذي فرضته المقاومة لا على العدو فقط، بل حتى داخل المعادلة اللبنانية الداخلية.

هذا وتكشف التصريحات أن “حزب الله” لا ينوي فقط الدفاع عن سلاحه، بل تحويله إلى ورقة تفاوضية في ملفات تتجاوز الحدود، من الجنوب إلى غزة، ومن طاولة الإعمار إلى طهران وواشنطن. هو خطاب متعدّد الطبقات، يربط المحلي بالإقليمي، ويختزل معادلة “لا إعمار بلا كرامة، ولا كرامة بلا سلاح”.

وبينما يُعيد قاسم تثبيت العلاقة العضوية بين المقاومة والشعب، ويؤكد انخراط الحزب في الاستحقاقات الداخلية كحال الانتخابات البلدية، فإنه في الوقت نفسه يرفع سقف التحدي أمام محاولات العزل أو الإضعاف، واضعًا كل من يضغط لنزع السلاح أمام معادلة: إمّا الانسحاب والاعتراف بالمقاومة، أو المضي نحو مواجهة مفتوحة!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد