ندوة بأسفي تسلط الضوء على دور السينما في ترسيخ الذوق الجمالي داخل المدرسة
دنا بريس
شهد المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي، فرع آسفي، مساء الخميس 16 أبريل 2025، تنظيم ندوة فكرية في موضوع “السينما وتربية الذوق الجمالي والنقدي بالوسط المدرسي”، وذلك في إطار الأنشطة الأكاديمية المصاحبة للدورة الثالثة من مهرجان سينما المدارس.
أدار الندوة ذ. الكبير الداديسي، والتي افتتحت بتقديم عام حول مسار المهرجان وأهدافه، مع التركيز على شعار الدورة: “المدرسة فضاء لترسيخ الثقافة الجمالية”، قبل التوقف عند دلالات المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بموضوع الندوة، واستعراض الفروق بين تيمة النسخة الحالية وتيمة النسخة السابقة.
وشارك في الندوة كل من الأستاذ محمد بن حدوش، مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، الذي أكد أهمية إدماج السينما في الفضاء المدرسي ودور المركز في تكوين أطر مؤهلة لنقل الثقافة الجمالية إلى المتعلمين، والأستاذ أحمد بوسامي، منسق الندوة وأستاذ مكوِّن بالمركز، الذي نبّه إلى غياب التربية الفنية في المؤسسات التعليمية ودعا إلى إعادة الاعتبار للفن كرافعة تربوية للحد من العنف المدرسي وتعزيز الذوق الفني لدى الناشئة.
كما عبّرت إحدى الأستاذات المتدربات، في كلمة باسم الطلبة، عن ترحيبها بتنظيم مثل هذه الندوات، مؤكدة على أهمية الفن في تكوين شخصية المدرّس وضرورة حضور التربية الجمالية في التكوين المهني.
وفي سياق تأطيره العام للندوة، بيّن المسير حضور السينما في المقررات الدراسية المغربية، واستعرض أشكال استثمارها تربويًا في الأقسام الدراسية، مع التنبيه إلى تحديات تتعلق بالرقابة، واختيار المحتوى السينمائي المناسب، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وهو ما يستدعي، حسب المتدخلين، إنشاء مكتبة سينمائية رقمية مدرسية مرجعية ومؤطرة بُيداغوجيًا.
وفي مداخلته الموسومة بـ”الفيلم من التدريس إلى تنشيط الحياة المدرسية”، استعرض الأستاذ والناقد السينمائي حسن وهبي، رئيس مركز ابن يوسف للسينما والتربية والبحث العلمي، تجربته الطويلة في توظيف السينما داخل المؤسسات التعليمية، مسلطًا الضوء على وظائف الصورة وطاقتها التحفيزية، ودورها في تنمية الحس الجمالي لدى المتعلمين.
أما الكاتب والمخرج عبد المجيد أدهابي، رئيس جمعية أصدقاء المسرح والسينما، ومدير مهرجان مراكش الدولي للفيلم القصير جدًا، فقد ركز في مداخلته على أهمية دمج السينما داخل الزمن المدرسي الرسمي، وليس فقط في أنشطة الحياة المدرسية، داعيًا إلى الاستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال، ومبرزًا أثر ذلك على المتعلمين.
وقد اختُتمت الندوة بنقاش موسع مع الحضور من أساتذة ومتدربين، عكس مستوى التفاعل الإيجابي مع الموضوع، كما أفرز مجموعة من التوصيات، من أبرزها: الدعوة إلى إبرام شراكات مؤسساتية لدعم التربية السينمائية، تأهيل الموارد البشرية المتخصصة، إدماج السينما في التكوين التربوي، وإنشاء خزانة سينمائية رقمية تربوية تراعي الخصوصيات الثقافية والتربوية للمجتمع المغربي.
*الكبير الدادسي