برحيل نعيمة بوحمالة.. تفقد الساحة المغربية أيقونة الدراما الشعبية المغربية
هيئة تحرير دنا بريس
غيب الموت صباح الأربعاء 28 ماي 2025، الفنانة المغربية القديرة نعيمة بوحمالة، عن سن ناهز 77 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، لتفقد الساحة الفنية واحدة من أبرز وجوهها وأحبها إلى قلوب المغاربة، ممن واكبوا بوحمالة على خشبة المسرح، وفي الدراما التلفزيونية، كما على الشاشة الفضية.
ووفق ما أعلنته وزارة الشباب والثقافة والتواصل، فقد توفيت الراحلة في إحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء، حيث كانت ترقد منذ أسابيع متأثرة بمضاعفات صحية مرتبطة بالقلب، وسط تكتم أسرتها على وضعها الصحي، إلى أن تم الإعلان عن رحيلها في ساعات الصباح الأولى.
وتُعد نعيمة بوحمالة من الرعيل الأول الذي ساهم في ترسيخ التمثيل النسائي في المغرب، واشتهرت بأدائها العفوي والواقعي، خصوصًا في أدوار المرأة الشعبية البسيطة، مما جعلها تحتل مكانة خاصة في ذاكرة المغاربة لعقود.
انطلقت مسيرتها الفنية في سن مبكرة عبر المسرح، حيث برزت في عروض شعبية، قبل أن تتألق على شاشة التلفزيون المغربي من خلال مسلسلات تركت بصمتها في الوجدان، مثل: مداولة، حديدان، هاينة، أولاد الناس، دار الورثة وغيرها. كما كان لها حضور لافت في السينما من خلال أدوار في أفلام الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء، الطفل الشيخ، اللعب مع الذئاب، عنداك أ ميلود.
ساهمت الراحلة في تأسيس فرقة “تكادة” المسرحية، وكانت من بين الوجوه المؤسسة لمرحلة جديدة من الأداء النسائي المتحرر من القوالب التقليدية، حيث ظلت وفية للمسرح رغم انشغالها بالتلفزيون، وقدمت على الخشبة أعمالًا خالدة مثل رحبة الفراجة والبركة فراسك.
وقد خيم الحزن على الوسط الفني المغربي فور انتشار نبأ الوفاة، حيث عبّر فنانون من مختلف الأجيال عن حزنهم العميق، ونعى عدد كبير منهم الراحلة بكلمات مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينهم رشيد الوالي، إدريس الروخ، لطيفة أحرار، وهدى صدقي، الذين استحضروا لحظات من اشتغالهم معها، ووصفوها بالفنانة الطيبة، المهنية، المتواضعة، والإنسانة الكبيرة.
وكان آخر ظهور علني للفنانة الراحلة في أبريل الماضي خلال العرض ما قبل الأول لفيلم البوز الذي شاركت فيه بدور مساند، واعتُبر بمثابة وداع غير معلن لجمهورها، إذ بدت بوحمالة في حالة صحية حرجة، لكنها حرصت على الحضور، والتفاعل مع محبيها.
يُذكر أن جثمان الراحلة وُري الثرى عصر الأربعاء بمقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء، وسط حضور كثيف لأهل الفن والإعلام، وجمهور واسع ممن حضروا لتوديع “أم الدراما المغربية”، كما وصفها بعض زملائها.
رحم الله نعيمة بوحمالة، وأسكنها فسيح جنانه، وجزاها خيرًا على ما قدمته من فن راقٍ وإنساني ظلّ راسخًا في الذاكرة الجماعية للمغاربة.