الرائدة في صحافة الموبايل

الناظور.. جمعية تسغناس تضع الإعلام في مواجهة خطاب الكراهية والتمييز ضد المهاجرين

بمشاركة صحافيين وصحافيات وفاعلين مهتمين بقضايا الهجرة وحقوق الإنسان، انطلقت يوم الجمعة 30 ماي الجاري بمدينة الناظور أشغال الطور الثاني من الدورة التكوينية حول موضوع “الممارسة الصحفية وقضايا الهجرة”، التي تنظمها جمعية تسغناس للثقافة والتنمية (ASTICUDE) على مدى ثلاثة أيام، في إطار مشروع “تشبيك” المغاربي.

الجلسة الافتتاحية، التي احتضنتها قاعة الندوات بفندق ميركور، حملت عنوانًا لافتًا: “من أجل إعلام محترِم لأخلاقيات المهنة”، أطرها الخبير الدولي في الإعلام والتواصل الدكتور مصطفى اللويزي، الذي قاد المشاركين في رحلة تحليلية ونقدية لتفكيك الخطاب الإعلامي السائد حول قضايا الهجرة.

وفي أولى محاور اليوم، توقف الحضور عند قضية “تكسير هيمنة القوالب النمطية”، عبر عرض نماذج منتقاة من نشرات وتقارير إعلامية ساهمت، بقصد أو دون قصد، في تكريس صور نمطية عن المهاجرين. وقد خضعت هذه النماذج لمساءلة جماعية، انطلقت من تفكيك مضامينها، واستكشاف خلفياتها السياسية والإيديولوجية، في ضوء السياقات الإقليمية والدولية المتشابكة.

أما المحور الثاني؛ فسلط الضوء على “الصورة في الإعلام ورهانات حقوق الإنسان”، عبر مقاربة مفاهيمية للهجرة واللجوء والنزوح، والتوقف عند ظاهرة الهجرة غير النظامية، مع تحليل لخريطة التدفقات العالمية الراهنة. الجلسة ذاتها فتحت النقاش حول تمثلات المهاجرين في الإعلام وتأثير السرديات الصحافية في تشكيل الرأي العام وتغذيته.

وفي لحظة تفاعل ميدانية، شهدت الدورة تمرينًا تحليليًا تطبيقيًا تحت عنوان “تفكيك الخطاب الإعلامي حول الهجرة”، تم خلاله الاشتغال على دراسة حالة، من خلال مداخلة مباشرة عبر تقنية “الفيديو كونفيرونس” مع الناشط الحقوقي أحمد عماري، رئيس الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة بوجدة. وقد تقاسم عماري مع المشاركين شهادات حية من الميدان حول معاناة المهاجرين المنحدرين من أكثر من 24 جنسية، بينها السودان وتشاد وليبيا وتونس والنيجر.

وتوقف عند معطيات مقلقة بخصوص ملفات المفقودين، مشيرًا إلى تسجيل 123 ملفًا لمهاجرين مفقودين بالجزائر، ووجود 60 معتقلًا مغربيًا داخل السجون الجزائرية، من بينهم 30 امرأة و23 قاصرًا، في ظروف تفتقر للحد الأدنى من ضمانات المحاكمة والكرامة الإنسانية.

وقد اختُتم اليوم الأول من الدورة بنقاش مفتوح، طبعته تعددية الزوايا واختلاف الخلفيات، ما أضفى دينامية خاصة على النقاش، قبل أن ينتقل المشاركون إلى استراحة الغداء، على أمل استكمال باقي الورشات في اليومين المواليين.

وتندرج هذه الدورة ضمن رؤية شاملة لتعزيز كفاءة الصحفيين في تغطية قضايا الهجرة، وتكريس خطاب إعلامي مسؤول، يرتكز على المهنية والموضوعية واحترام مبادئ حقوق الإنسان، في سياق دولي متوتر يشهد تنامي خطابات الكراهية والصور النمطية ضد المهاجرين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد