الرائدة في صحافة الموبايل

الإعلامية ألطاف أفتحي تحاور الصحفيين أنس فوبار وعبد الناصر الكواي حول واقع العمل بالمؤسسات الإعلامية

ألطاف أفتحي – دنا بريس

منذ  انتشار جائحة كورونا باتت  الأخبار الزائفة تنتشر أكثر  من الفيروس نفسه، وتتكاثر بشكل يجعل المتتبع في حيرة من امره ، خاصة وأن بعض المواقع الإلكترونية بدافع السبق قد تساهم  هي الأخرى في نشر الأخبار الزائفة، مما جعل المهام شاقة أمام ممتهني الصحافة والإعلام، لاسيما في زمن كورونا . 

لنتقرب أكثر من واقع الإكراهات التي يواجهها المهنيون في هذا القطاع، استضافت جريدتنا دنا بريس كل من “أنس فوبار” صحافي بالقناة الثانية دوزيم، و”عبد الناصر كواي” صحافي بجريدة العلم.

أنس فوبار صحفي بالقناة الثانية  :

مرحبا بك السيد  انس فوبار ، نريد  أن نعرف كيف تعاملتم مع هذه الاخبار الزائفة التي عرفت انتشارا  مضاعفا مع انتشار الجائحة بالبلاد ؟

 لابد من الإشارة في البداية إلى أن الاخبار الزائفة ليست وليدة زمن كورونا.. لكن الاختلاف اليوم أن في ظرفية حساسة تستوجب الحذر وتعاملا استثنائيا، العالم بأكمله يحبس أنفاسه في ظل هذه الجائحة والتي انتشرت كالنار في الهشيم خلال فترة صغيرة على غرار انتشار الاخبار الزائفة وبالتالي هي فرصة مثالية لمروجي هذا النوع “الاخبار” لينتعشوا في زمن كورونا.. طبعا المقاصد تبقى مختلفة وقد تكون متعمدة أي عن سبق إصرار وأطلب من الله أن يغفر لهذه الفئة كما تكون هذه الاخبار في معظم الأحيان غير مقصودة وهذا يجرنا لفئة كبيرة من الناس التي لا تتيقن من الاخبار وتشارك المعلومة دون إدراك

أن هذه المعلومة الصغيرة البسيطة قد تتسبب في نشر الرعب والفزع لدى الناس لكن في بعض الاحيان، غياب المعلومة الحقيقية قد يكون بمثابة الوقود الذي تتغذى عليه الشائعات لتنتشر بسرعة البرق، فانتشارها يكون أسرع بكثير من انتشار نفيها.. وهذا ما يجعل مسؤولية الاعلام مضاعفة في هذه الفترة طبعا شخصيا من الأشياء التي علمتني الصحافة هو التأكد من المعلومة كيف ما كانت، التدقيق لابد منه من المصادر الرسمية للخبر

. في الجانب المهني، تعمل القناة الثانية جاهدة على إيصال المعلومة من مصدرها أو منبعها الرسمي كما تعمل على نفي بعض الاخبار المغلوطة التي تداولت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة التي تتعلق بالجاني الدراسي و المواد الاستهلاكية.

ما هي الصعوبات التي واجهتكم في عملكم المهني في زمن كوررونا ؟

 سأتحدث من منطلق اشتغالي في القسم الرياضي للقناة الثانية، طبعا الضرر كان كبيرا لكل من يعمل بالصحافة الرياضية.. كما تعلمون هذا الوباء اللعين شل الحركة الرياضية في مختلف بقاع المعمورة، فرض إلغاء وتأجيل مجموعة من الاحداث الرياضية التي كانت مقررة هذه السنة بالاضافة لإيقاف الدوريات الكروية. الشيء الذي وضع أهل الإعلام الرياضي في موقف صعب لنذرة الاخبار الرياضية في القناة الثانية.

اتخذت الإدارة قرارا بإيقاف مؤقت للمواعيد الرياضية والحديث هنا عن الموجز الرياضي باللغتين العربية والفرنسية، إلى حين زوال غيمة كورونا وعودة الحياة للانشطة الرياضية لنُلحق بنشرات الاخبار حيث نعمل على إنتاج مختصرات رياضية لكن في بعض الأحيان وجدت نفسي أعمل على مواضيع بعيدة كل البعد عن الرياضة.. فالظرفية تفرض ذلك 

كيف يمكنك ان تصف لنا الصحافة في زمن كورونا ؟ 

قد أصف هذه الفترة بفترة تصالح الرأي العام مع الصحافة التي لطالما عانت ووجهت لها أسهم الانتقاد في فترات سابقة وهذه السنة احتفل الجسم الصحفي باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف ٣ ماي من كل سنةونحن في خضم محاربة هذا الوباء الفتاك. 

لابد وأن أشير إلى أن مجموعة من الصحافيين لقوا حتفهم جراء تغطيتهم لأخبار كورونا خاصة في القارة الامريكية وإسبانيا وبريطانيا، على الرغم من أن معظم الصحافيين اليوم يبحثون عن المعلومة “عن بعد” أي من بيوتهم

كورونا وضعت الصحافة تحت المجهر من جديد وكشفت الوجه الحقيقي ل”المسترزقين” من هذا الميدان، كما كشف وجه من يؤدي دوره الحقيقي كإعلامي، فالصحافي يخبر ويثقف ويرفه

 والصحافة لعبت دورا محوريا في حقبة كورونا أولا لإيصال المعلومة وثانيا لتحسيس الناس بمخاطر هذا الفيروس.. وما يهم خاصة في هذه الظرفية هي الجودة لا الكمية..

 وأنا أقول إن كان العالم بأسره لا يتحدث إلا عن لقاح فيروس كورونا حتى نعود لحياتنا الطبيعية فالصحافة تعمل جاهدة للحد من فيروس الاخبار الزائفة الذي بات أكثر خطورة ونشاطا مع الوسائل التكنولوجية الحديثة فتحية لكل زميل يعمل جاهدا لإيصال المعلومة الصحيحة للمتلقي ولا عزاء لمن يستغل هذه الظرفية ليغازل الوتر الحساس ويرعب الناس بأخبار مغلوطة 

هل لك رؤية استشرافية لما يمكن أن يتغير في بلادنا بمجال الصحافة؟

صعب التكهن بما قد يحدث بعد رحيل عاصفة كورونا خاصة في مجال الصحافة لكن قد أقول إن المواطن استعاد نسبيا ثقته بالصحافة وأصبح أكثر وعيا بدورها

.. فمن منا اليوم لا يطالع المواقع الاخبارية ولا يشاهد النشرات الاخبارية على الشاشة الصغيرة ليتابع “مسلسل كورونا”

 أتمنى صادقا أن تستمر هذه العلاقة حتى بعد نهاية هذا المسلسل في المقابل المتضرر الأول خاصة في قطاع الصحافة هي الجرائد الورقية التي فرض عليها كورونا وقف إصدارها الورقي والتحول المؤقت إلى اصدار الكتروني.. على الرغم مع معاناة “الصحافة الورقية” حتى قبل كورونا

 طبعا أهل الإعلام وجدا نفسهم في قلب تجربة غير مسبوقة وبالتالي عملوا جاهدين على التأقلم مع الظروف الراهنة كما نعمل على إيصال المعلومة للمتلق العطشان في المقابل نشن حربا من نوع خاص على الأخبار الزائفة  

كلمة أخير تتضمن رسالة ترد فيها على من يعتبر ان الصحافة لادور لها و مهنة لا مهنة له ؟

 للأسف هذا هو الواقع شئنا أم أبينا. هذه العبارة “الصحافة مهمة من لا مهنة له” تتردد على مسامعي منذ سنوات حتى قبل أن ألج هذا الميدان ولا شيء تغير بل يزداد الامر سوءا اليوم خاصة مع التكنولوجيا الحديثة.. والكل أصبح يطلق على نفسه لقب الصحافي لمجرد أنه يحمل هاتفا مزودا بكاميرا وصفحة على فايس بوك أو قناة على اليوتيوب، موهما نفسه بأن باب الصحافة مفتوح على مصراعيه في وجهه.. لكن في الحقيقة من يدفع ثمن هذا؟ الجواب نحن الصحافيون “الحقيقيون”

 طبعا المسؤولية مشتركة والصورة واضحة للعيان ،بلغة الرياضة أتمنى أن يكون الانتصار حليفا للصحافة الصادقة النزيهة المتشبثة بأخلاقيات المهنة وأقول كفى لمن يلهو في هذا المستنقع “خليو الصحافة لناسها”.

عبد  الناصر الكواي صحفي بجريدة العلم .

مرحبا بك السيد  عبد  الناصر  الكواي  الصحافي  بجريدة العلم، نود في الأول أن نعرف كيف يتم التعامل مع مجموع الأخبار  الزائفة التي تصلكم  في جريدتكم؟

بدايةً أشكركم على هذه الالتفاتة، لأن الضوء مسلط خلال هذه الأزمة على مهن بعينها تُعد في واجهة معركتنا مع كورونا، بينما خدام صاحبة الجلالة قلما نتطرق لدورهم ومعاناتهم.

أما التعامل مع الأخبار الزائفة، فيتطلب بالدرجة الأولى أخذ مسافة، وذلك بالتحري من المصادر وعرضها على المعنيين، واستقصاء الآراء، وهذا ما نلجأ إليه عادة بوصفنا صحافيين مهنيين في جريدة العلم التي تتمتع بمكانة اعتبارية في المشهد الإعلامي الوطني.

ومن نماذج هذه الأخبار، بالأمس تحرينا جملة من المختصين حول معلومة أن ارتفاع درجة الحرارة  يقضي على كورونا، والآن توصلت بخبر إغلاق حي شعبي في سلا بسبب اكتشاف بؤرة وبائية فيه، فما كان مني إلا أن ربطت الاتصال بمعارفي هناك للتأكد من المعلومة، غير أن العمل المهني وضغط الوقت وإكراه المصادر، لا يجعل من اليسير دائما الوصول إلى المعلومة الصحيحة، أو تفنيدها في مجال اشتغالنا المتعب للملتزمين بأخلاقيات المهنة

ما هي الإكراهات التي صادفتها من خلال عملك الميداني  في ظل جائحة  كورونا  ؟

من المعلوم أننا في الصحافة الورقية، نشتغل منذ فرض حالة الطوارئ الصحية ببلانا عن بعد، مما قلل نزولنا إلى الميدان، غير أن أكبر إكراه نواجهه هو المرتبط بالمصادر والخبراء، للتأكد من المعلومة، وتحليلها، وتعديد وجهات النظر حولها. مع الأسف، هناك مسؤولون وخبراء لا يتواصلون إلا مع القنوات العمومية أو مع المنابر الإعلاميك التي تربطهم بها صلة، في ضرب لمبدإ دستورية الحق في الوصول إلى المعلومة، ، لكن في المقابل وللحقيقة يوجد مسؤلون ومحللون آخرون خدومون ومتواصلون بامتياز، يخففون من وطأة معاناة جرينا الدائم وراء المعلومة.

ماردكم  على من يجرد الصحافة من سلطتها ؟

الصحافة والإعلام، ركيزتان أساسيتان في أي ديمقراطية قائمة أو ناشئة أو منشودة. فأدوار الإخبار والتوعية والتأطير والتثقيف والتقويم.. أساسية لتقدم الدولة والمجتمع على حد سواء، ومعلوم أن من يملك المعلومة اليوم، يملك سلاحا قويا في عالم العولمة، والدول الديمقراطية تعتبر الصحافة حقا سلطة رابعة وشريكا في صرح الديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما البعض لدينا يتفننون في محاولات مفلسة ومكشوفة لتكميم الأفواه، وضرب حرية الرأي والتعبير والفكر، التي يضمنها دستور المملكة

ماهي رسالتك التي تريد توجيهها من خلال منبر دنا بريس؟

مهنة الصحافة لدينا، في حاجة لتحصينها من الدخلاء، والاهتمام بالتكوين والتكوين المستمر، للتخفيف ممّا نراه أجمعين بعين الحسرة، من جرائمَ تُقترف باسم الصحافة وهي منها براء.

وإذا أردنا بحق لهذا المغرب الذي نحبه جميعا، أن يتطور فلا مناص من تأهيل وتطوير قطاع حيوي هو الإعلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد