الرائدة في صحافة الموبايل

مسلسل “معاوية” بين المعارضة ودعوات المقاطعة

يسعى عدد كبير من صناع الدراما التلفزيونية للحاق بسباق شهر رمضان للعرض التلفزيوني بسبب ارتفاع نسب المشاهدة. وتقدم هذا الموسم مجموعة “mbc” السعودية، أحد أهم رواد الإعلام في الوطن العربي، مسلسل “معاوية” عن قصة معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية، مما، أثار كثيرا من اللغط والجدل حول حرية الفنان وصناعة الدراما من جانب وبين المواقف السياسية والتاريخية من جهة أخرى.

يعد معاوية بن أبي سفيان الأموي شخصية تاريخية محورية في التاريخ العربي والاسلامي بسبب نزاعات قومه مع المسلمين قبل الإسلام ونزاعه وسلاسته مع الإمام علي بن ابي طالب وآل البيت والتي حفلت بها كتب التاريخ، ولم يتفق المؤرخون بشكل واضح وصريح على عديد الشخصيات و الاحداث في هذه المرحلة الهامة.

اعتبر مؤيدو العمل أن للفنان حرية في تناول الموضوعات التاريخية، وربما إضفاء لمسة درامية خارج السياق التاريخي.

واتخذ بعض النقاد والمتابعين موقف سلبي أو متحفظ من الأعمال التاريخية حيث اعتبروا أن المتلقي والمشاهد يعتبر الأحداث صحيحة ويرسخ في ذهنه ما تم تقديمه، فلابد من الالتزام بالاحداث التاريخية كما جاءت.

وعلى جانب آخر يرفض البعض الأعمال الدرامية التي تجسد الصحابة أو الأنبياء بسبب فتاوى لبعض العلماء بتحريم هذه الأعمال، وإن أقر بعضهم بجواز ذلك، فالأمر خلافي ايضا بين علماء الدين.

وانتشرت فتاوى لعدة جهات دينية مثل الهيئة العالمية لأنصار النبي، مقربة من جماعة الإخوان المسلمين في تركيا، وجاء فيها “لا يجوز مشاهدة مسلسل معاوية الذي تذيعه بعض الفضائيات في الشهر الفضيل، لتمثيل كبار الصحابة والمبشرين بواسطة ثلة من الساقطين، الذين يمثلون أدوار الشوادْ والمخمورين..

ولما فيه من انتقاص صحب النبي ﷺ وأصحابه وآل بيته وأصهاره المطهرين “خير القرون”، وكذلك للمغالطات التاريخية من كاتب المسلسل المعروف بتاريخه المشين.

سكوت المؤسسات العلمائية الرسمية عن اتخاذ إجراء رسمي ضد المسلسل وانحرافاته إثم عظيم، ويتضاعف الذنب على كل من رضي بهذا الإسفاف في شهر الخير أو من تابع الكذب على معاوية”.

ورد مؤيدو العمل أن مثل هذه الفتاوى، ومثلها من جهات لا تنتمي للمذهب السني، إنما هدفها سياسي بالأساس موجه ضد المملكة العربية السعودية وإعلامها، باعتبارها المنتجة، والبعض الآخر بسبب الانتماء الطائفي والمذهبي.

ومن جانبه نصح الأزهر الشريف بعدم مشاهدة المسلسل لاحتوائه مشاهد تجسد كبار الصحابة وآل البيت، وأوضح د. عبد العزيز النجار في مداخلة عبر قناة “صدى البلد” المصرية أن رأي الازهر «تجسيد العشرة المبشرين بالجنة أو الأنبياء أو أمهات المؤمنين أو بنات النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت الكرام؛ أمر لا يمكن أن يقبله أي مسلم، مهما بلغت درجة إيمانه، حتى وإن لم يكن هناك إساءة مباشرة؛ لأن ذلك يثير الفتنة والفرقة بين الأمة، بصرف النظر عن الرأي الشرعي والديني».

وبعد متابعة أول حلقة علق مؤثرون ان المسلسل يخرج عن المعايير والأحداث التاريخية، وان اختيار الممثلين في هذه الأدوار غير موفق، وفي غير محله.

وينتظر أغلب المتابعين للمسلسل باقي الحلقات تباعا ليتمكنوا من الحكم على العمل بشكل موضوعي وخارج نطاق الاستقطاب السياسي والطائفي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد