المغرب وإسبانيا.. ومحاولة “توريط ” أوروبا.
بقلم عمر علاوي
لم تتوانى اسبانيا في تبرير عدائها للمغرب في بدل كل جهودها لتوريط كل أوربا. قضية إستقبال زعيم المرتزقة بشكل مافيوزي لا يشكل مستجدا في إسبانيا و لا في المغرب و لا حتى عند رافعي الدعوة ضد غالي اسبانا كانوا او صحراويين مغاربة بجنسبة إسبانية ( لقد سبق تهريب غالي من إسبانية لثلاثة مرات من اسبانيا ما بين 2003 و 2013). المغرب لم يكن هدفه اعتقال غالي بشكل مباشر لسبب معرفته العميقة بمساطير القضاء الإسباني و لكن كان يهدف لاتبات خمسة قضايا و تحقيق ثلاثة أهداف.
كان يهدف بالدرجة الاولى ( على مستوى القضايا ) الى:
- إثبات قوته الاستخباراتية في تحد الجزائر، فتحقق له ذلك من خلال كشف تهريب غالي الى إسبانيا بوثائق مزورة ،
-إهانة المؤسسة العسكرية الجزائرية و كل ما تحاول تسويقه محليا عن قوتها ، فاتبت للشعب الجزائري انه ضحية هواة في تدبير السيادة و في حفظ كرامة “بلاد المليون شهيد “، - أراد توجيه رسالة الى المحتجزين في مخيمات تندوف بان اسطورة ” القيادة ” التي تخيفهم و تحتجزهم ماهي إلا فئران ترتعد حتى حينما تمرض و تحتاج لتسول التطبيب مثل زعماء عصابة النشل في احقر الاحياء الهامشبة في ” كركاس”،
- أراد اتباث قوته الإقليمية، فجعل اسبانيا من خلال وزيرة الدفاع تقول بأن إسبانيا ليست وحدها في مواجهة المغرب و تختفي وراء الاتحاد الأوروبي ،
- اراد اتباث ما دهب اليه مند مدة في عدم وجود اتحاد مغاربي و تحديه لدوله ، و نجح في ذلك من خلال اثبات عدم قدرة اية دولة من دول شمال افريقيا في التصريح علانية بدعمه ضد اسبانيا و ألمانيا.
بالنسبة للأهداف الثلاثية، حقق المغرب ما يالي : - الهدف الأول، انه قرر خوض معركة السيادة في علاقة بقضيته الاولى ، قضية الوحدة الترابية ، فكان لزاما عليه التخلي عن المهادنة و قبول ” الاصطدام ” بتكلفة محسوبة
- قرر تحيبد الخصوم و اخراجهم من المنطقة الرمادية نحو الوضوح لضرورة تجاوز ” النفاق الدبلوماسي “، مهما كان الثمن ،
- اخد قرار تحقيق هذف التواجد الجيوسياسي الإقليمي و القاري و الدولي من باب القراءات الجديدة لعالم ما بعد 2021. فشلت إسبانيا في توريط اوربا في قضايا الهجرة من خلال محاولتها إستغلال ” هجرة القاصرين ” ، و نجح المغرب في توريط أوروبا لحسم ” قضية القاصرين” من خلال قوانينها و مساطرها.
هو رهان على قضايا و اهداف ليست سهلة الحسم و لكنها تستحق ان تشكل لنا جميعا رافعات للاشتعال و التحدي و العمل .